تعاني بعض الأمهات تشتت أطفالهن أثناء مذاكرة دروسهم، وحيث إنهم يحتاجون إلى الاحتفاظ بكم كبير من المعلومات داخل أدمغتهم ليسترجعوه وقت الحاجة، فإن تحسين الذاكرة أمر حتمي.
وأقرّ العلماء بوساطة نتائج البحوث التي قاموا بها خلال العقود القليلة الماضية أن تحسين الذاكرة أمر ممكن، وليس مستحيلا.
ويقدم سكوت شابيرو -الحاصل على دكتوراه في الطب والأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية الطب في نيويورك والمتخصص في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين- 7 إستراتيجيات لتعزيز الذاكرة بناء على أحدث الأبحاث، وذلك في مقال له على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday).
الكتابة بخط اليد
أظهرت الدراسات البحثية أن كتابة أي مادة باليد تقوي الذاكرة وتحسّن التذكر. ويفترض العلماء أن الكتابة اليدوية تشتمل على مناطق متعددة من الدماغ مسؤولة عن المهارات الحركية والرؤية والفهم، ومن ثم يمكن تحسين التعلم والذاكرة والاحتفاظ بالمعلومات عن طريق كتابة المعلومات بخط اليد مثل ملاحظات مواد القراءة المهمة.
وأصبح كثير من الطلاب يدوّنون الملاحظات على أجهزة الحاسوب الخاصة بهم بدل الكتابة اليدوية القديمة، حتى إن العديد منهم يجدون صعوبة في الكتابة باليد في الوقت الحالي.
وحقيقة أن الكتابة اليدوية تستغرق وقتا أطول ليست هي الجانب الوحيد الذي يسهم في زيادة الذاكرة، بل يتعلق الأمر أيضا بالمهارات التي تتطلبها كتابة شيء ما في المقام الأول. فعندما يكتب الطالب على لوحة مفاتيح الحاسوب فهو يسير دائما بشكل مستقيم، لكن مع الكتابة اليدوية يعتمد على الزوايا والدوران، والاتجاه إلى الأعلى والأسفل، ورسم الخطوط، مما يساعد في ثبات الصورة في الذاكرة.
وتقول الدكتورة هيلين ماكفيرسون -من معهد النشاط البدني والتغذية (IPAN) في جامعة "ديكين"- لصحيفة "هافينغتون بوست" (Huffingtonpost) الأسترالية "عندما نتعلم معلومات جديدة على سبيل المثال في المدرسة، فإننا لا نكتب حرفيا، مما يعني أنه يتعين علينا إنشاء الملخصات والمفاهيم الخاصة بنا".
وتتابع أن طبيعة الكتابة اليدوية ذاتها تعني أن عليك الكتابة والتنظيم كما تفكر، وهذا النوع من التنظيم يؤثر في كيفية تفسير الطفل للمعلومات.
المراجعة
تعد مراجعة المعلومات التي يستقبلها طفلك أمرا ضروريا، فالتكرار يساعد في نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى. وأظهرت الدراسات أن مقدار الوقت الذي نقضيه في التفكير والتفاعل مع المعلومات يزيد ذاكرتنا وفهمنا.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن التكرار وحده لا يكفي من أجل ذاكرة مثلى، ولكن يمكن تحسين ذلك أيضا من خلال الإستراتيجيات الأخرى الآتية التي ستساعدك على تذكر المزيد.
ولتقييم ذاكرة طفلك بدقة أكبر يجب أن تختبريه بأسئلة تدريبية واختبارات وكتابة ما تذكّره.
وفي حين تبدو المذاكرة بالتدرب على المعلومات أفضل طريقة للتأكد من أننا سنتذكرها، فقد وجد الباحثون أن ممارسة عملية اختبار أنفسنا بالمعلومات هي في الواقع إحدى أفضل الطرق لتحسين التذكر.
التركيز
التركيز هو الخطوة الأولى الأساسية لترميز المعلومات في الدماغ، وإذا كان هناك تداخل مع هذه الخطوة، فلا يمكن استدعاء المعلومات. ويحاول كثيرون القيام بمهام متعددة أثناء تعلم معلومات جديدة، لكن تعدد المهام يتعارض مع الذاكرة، ومن ثم يمكنك تعزيز ذاكرة الطفل من خلال إزالة أي أسباب للتشتت حوله.
التباعد
تتطلب أدمغتنا وقتا لنقل ومعالجة المواد التي نحاول تعلمها، ويعد التباعد بين جلسات التعلم على مدى أيام عدة أكثر فاعلية من حشر المادة في جلسة واحدة. فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون المراجعة النشطة للمعلومات 10 دقائق يوميا على مدى 6 أيام أكثر فعالية بشكل ملحوظ من تعلم المادة في مدة زمنية واحدة.
ممارسة التمارين
تصور العلماء من قبل أن عدد الخلايا العصبية التي نولد بها هو أكبر عدد سيكون لدينا على الإطلاق، لكن البحوث الجديدة أثبتت أن تمارين القلب المنتظمة تعزز جدا عدد الخلايا العصبية في مراكز الذاكرة. كما تبينَ أن التمارين الرياضية تقلل من القلق والتوتر اللذين يعوقان الذاكرة، ومن ثم إذا كنت ترغبين في تحسين ذاكرتك، فتأكدي من جعل التمارين جزءا منتظما من حياتك.
فن الاستذكار
فن الاستذكار هو أي أسلوب يساعدك على تذكر المعلومات مثل الاختصار، كأن تكون كلمة تختصر بها مجموعة معلومات بحيث يرمز كل حرف منها إلى معلومة مهمة يجب تذكرها، وتكون مجموعة المعلومات تلك مرتبطة بعضها ببعض. وفن الاستذكار الذي نبتكره غالبا لا يُنسى خاصة لو كان مضحكا أو ذا قافية معينة
اضافةتعليق
التعليقات