• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حكاية شيرين

فاتن الحبيب / الخميس 21 تشرين الاول 2021 / تربية / 2371
شارك الموضوع :

هذه سيدتي نعم عرفتها ولا زالت معاملتها الطيبة تطرز ذاكرتي، آه لجمال تلك الأيام

دخلوا المدينة خائفين يترقبون، كانت عيونهم غائرة توحي إلى المآسي التي رأوها، وإعصار الخوف قد نسف ماتبقى في أرواحهم، تجمهر الناس حولهم، علت الأصوات تكاثرت التساؤلات عنهم لكن يبدو أن المصائب التي حلت بهم لم تترك لهم شعوراً بالخوف مما سيحصل..

توجه الناس الى الحراس سائلين: لمن هذه القافلة؟

أبكموا الحراس ولن يجيبهم أحد؛ خشيةً من الفتنة، لملمت الشمس شعاعها لتخبرنا عن الرحيل وأرخى الليل سدوله ليأخذوا هؤلاء الأسارى قسطاً من الراحة، وتتخلص النسوة من عيون الرجال، وتلك النظرات الشزراء التي توحي عن مدى بغضهم وحقدهم عليهن، تنهدوا من وعرة السفر وتعرجات الطريق وشماتة الأعداء بهم، وراحت وجوههم تتقشر من حر الهاجرات، يالة وحشية هؤولاء الحراس لم تكن ذرة رحمة وإنسانية في قلوبهم!.

كيف يسوقونهم في البراري والفلوات؟!

هؤلاء الأطفال ماذنبهم ياترى؟

إن كان للكبار ذنب فما ذنب الصغار؟

حقًا إنهم ذئاب بشرية ووحوشٍ كاسرة لن يعرفوا للرحمة معنى ولا زال الناس متجمهرين للتفرج فقط ولم يحركوا ساكنًا لإنقاذهم..

أليس فيكم مسلم؟ أليس فيكم غيور؟ ينقذ هؤلاء الأسارى من أيدي عسلان الفلوات؟

ها قد وصلت شيرين أرجو أن تفعل شيء لإنقاذهم، عندما رأتهم بهذه الحالة والثياب الرثة (وأيديهم مغلولة إلى الأعناق) منظر رهيب يقرح القلوب، أجهشت بالبكاء!

تساءل البعض لماذا تبكين؟

تنهدت وقالت: والألم يعتصر قلبها، هذه سيدتي نعم عرفتها ولا زالت معاملتها الطيبة تطرز ذاكرتي، آه لجمال تلك الأيام ليتها تعود ولا أنسى عناية سيدي الخاصة بي عندما أهدتني مولاتي إليه؛ لأكون في خدمته، إلّا أنهُ أعتقني في سبيل الله، ولما رأت سيدتي (زوجته) ذلك من زوجها التي كانت تعشقهُ (أهدتني خلعة نفيسة جدًا).

فالتفت إليها مولاي قائلًا: لقد أعتقت الكثير من الجواري ولم تصنعي مع إحداهن هكذا؟

(قالت: أُولئك عتقائي وهذه عتيقتك يا أبا عبد الله ولا بدّ أن يكون هناك فرق بين عتقائي وعتقائك)..

فدعا لها سيد الشهداء (ع) وبقيت شيرين عند زوجته الطاهرة مدّة من الزمن إلى ذلك اليوم الذي غادرت فيه المدينة، وها هي اليوم تلتقي بسيدتها وتستحضر ذكريات دلالها وسعادتها عندما كانت تخدم في بيتهم..

عجبًا لهم كيف يجعلون من خدامهم سلاطين وملوك، يالسعادة من دخل بيتهم،  يدخلونها آمنين ويخرجون منها سلاطين، فكرت شيرين ماذا تفعل كي ترد شيء من جميلهم الذي كانت غارقة فيه، ذهبت لتحضر لهم الطعام والثياب لكن كيف تقترب منهم وتقدمه لهم؟

فهم محاصرين ولا يستطيع أحد الإقتراب منهم! قررت أن تذهب إلى أحد رؤوساء القبيلة «عزيز» التي نزلت عندهم هذه القافلة ليأذن لها بمساعدتهم، أخبرتهُ أنها تريد أن تعطيهم بعض الطعام والثياب..

فقال لها: أنت شيرين؟

أجابت بإستغراب: نعم ومن أين عرفت اسمي؟

تنهد وقال: لقد شاهدت في الرؤيا نبي الله موسى ووصيّه هارون(ع) حفاة حاسرين باكيان فسلّمت عليهما وتساءلت قائلًا: ما الخطب؟ ولماذا تبكيان هكذا؟

فقالا: لقد قُتل الحسين بن علي(ع) واحتزوا رأسهُ وطافوا به وعياله البلاد وقد أُودع الرأس الشريف في أحد الجبال.

يقول عزيز: فتساءلت من نبي الله موسى (ع) قائلًا: أنت تعتقد بنبوة محمد؟!

قال: نعم إن محمدًا نبي حقّاً وقد أخذ الله تعالى من الأنبياء قاطبة ميثاقًا بأن يعتقدوا به وكلّ من يعرض عنه فنحنُ منه براء.

يقول عزيز: فطالبت نبي الله موسى (ع) ببعض العلائم لأطمئن بما جرى، فقال: اذهب الآن خلف القلعة ستجد جارية اسمها شيرين عتقها الإمام الحسين (ع) استقبلها وأبلغها سلامي وأعلن إسلامك أمامها وهي ستأخذك إلى الرأس الشريف.

لن تستغرب شيرين كثيرا بذلك فهي كانت ترى الكثير من المعجزات والكرامات في بيت النبوة والطهارة، أخذت الثياب والطعام والطيب وهو الآخر كان يعلم بجشع الحراس وطمعهم فأخذ ألف درهم ليسد فمهم النتن بها..

عندما وصلا إلى القافلة التي كانت كقمرٍ مخسوف من كثر المصائب والبلايا، كشمسٍ تظللها سحب الشتاء المثقلة بالأمطار الغزيرة لتغسل الأرض من عار ما ارتكبه بني أمية، تقدم إلى بكّاء آل محمد وراح يغرق في دفء حنانه وعطفه، إنحنى أمامه وأسلم على يديه.

ثم دنا من الرأس الشريف وقال: السلام عليك يا بن رسول الله، أشهد إنّني رأيتُ جدّك خاتم الرسل وإلى جانبه نبي الله موسى وقد أبلغاك سلامهما، وإذا بالرأس الشريف يجيب السلام بكلّ فصاحة قائلاً وسلام الله عليّ.

فقال عزيز: سيّدي ارض عنّي واشفع لي عند جدّك رسول الله (ص)، وإذا بالرأس الشريف يجيب: لقد رضي رسول الله (ص) عنك لإسلامك كما رضي أبي علي وأمي فاطمة (ع) عنك لاهتدائك إلى مذهب الحقّ كمل إني قد رضيت عنك وإن سلامك عليّ كان سببًا لسروري.

موقف رهيب يذهل العقول وكأن الأملاك تتزاحم في المكان لتنتظر إذن الرب في نصرتهم والأخذ بثأرهم كما أن عزيز أخفى بقلبه حبهِ لشيرين وكيف لا وهي كانت السبب في هدايته وإسلامه..

ماهي إلّا لحظات وإذا بسيد الساجدين يعقد لعزيز على شيرين، احمرت وجنتيها خجلاً، وراح جبينها يقطر حياءً لكن الإمام كان ينظر في الآفاق البعيدة، وقد آمن كافة أهل القلعة جرّاء هذه الواقعة.

 مصدر القصة في كتاب (السيدة رقية بنت الحسين)
المرأة
اهل البيت
قصة
التاريخ
الظلم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    أسس بناء البيت المهدوي: قدوة وليس سلطة

    النشر : الأثنين 05 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ليلة بلا نت!

    النشر : الأحد 23 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل أنت أم مثالية؟

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مع ارتفاع الأسعار حول العالم.. كيف يغير الناس طعامهم؟

    النشر : الخميس 27 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المرأة العراقية و ممارسة المهن: الخبز الحلال

    النشر : السبت 06 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    ماهي أهمية الأسنان اللبنية لطفلك.. وكيف يتم العناية بها؟

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3328 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 430 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 343 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3328 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 3 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 3 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 3 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة