تمر في حياتنا لحظات نشعر فيها بالإحباط، نحس كأن أبواب الأمل تُقفل أمامنا، كلما هممنا بفتح أحدها نجدها موصدة، لكن الإصرار على الاستمرار رغم مايخطه القدر لنا هو أول سلم للنجاح.
قد بدى كل شيء من حولها مظلم، كانت تتلظى شوقا بأن تكون مثل قريناتها، لكن القدر خط نصيبها من هذا العالم الواسع.
و بمرور السنوات ازدادت وطأة مرضها حتى التحقت بالثانوية (القسم الادبي)، كانت علياء تحب دراستها حبا جما وقد زرع الله في جوف قلبها أملا كبير و إرادة مما جعلها تصر على إكمال تعليمها رغم مرضها.
كان الكثير من يراها مجاهدة أو حالمة في زمن تلاشت به الأحلام وهناك من كان ينعتها بالمجنونة.
بينما هناك من رأى في علياء وميض أمل كبير قد شج ربيع شبابها وملأ صدرها فزادها فطنةً وذكاءا ورجاحة عقلٍ زادتها قوة وثبات وإصرار دون قريناتها، حيث كانت تؤمن بما تريد وتسعى جاهدة نحوه دون كلل او ملل.
وشاء القدر بأن تصبح علياء كفيفة لكن الأمل الذي استكان داخلها جعل منها شمعة تنير خطى الجهلاء، استطاعت علياء ان تكمل تعليمها وهي ضريرة فقد سعى ابويها بتلقينها دروسها بالكامل وتسجيل محاضراتها المدرسية على جهاز التسجيل حتى يتسنى لها معرفة واجباتها ووجدت الكثير من التعاون من بعض معلماتها وزميلاتها بتدوين أهم الملاحظات في كراستها.
كانت تدخل إلى القاعة الامتحانية لتبقى آخر فتاة حتى تتيح الفرصة لأستاذتها أن تقرأ لها السؤال فتسرد علياء الإجابة الصحيحة التي تدونها لها احدى زميلاتها في كراسة الامتحان.
لم يكن الحزن يعرف الطريق الى عيني علياء بل كانت تتلألأ بهما دمعة فرح ووميض امل يتوهج في محياها بدل وميض الضوء الذي ينير خطوات دربها فبقيت واثقة الخطى صامدة أمام مطبات الحياة، حملت بروحها الأبية وقلبها الكبير شفقة الناس حتى جاء ذلك اليوم الذي تلقت به علياء اتصالا مفاجئا من مكتب وزارة التربية ليخبرها بأنها نالت أعلى مجموع في قسمها الأدبي.
شاء قدر علياء ان تكون كفيفة لكن بقوتها وصبرها نالت المركز الأول على بلدها، وتوجت بالنجاح دون غيرها لتثبت للعالم اجمع ان بمقدور المرء ان يجتاز الصعاب ويتحدى حتى المرض بالإرادة وذلك حينما يتحلى بالإيمان، وقليل جدا مما نلاقيهم في حياتنا نجدهم يحملون هذا الكم الهائل من الإصرار لأجل الاستمرار ومواصلة أمورهم الحياتية بشكل طبيعي.
اضافةتعليق
التعليقات