أيتها الرحمة.. من أجنحة الليل تشرقين صباحات، وفي كل شروق تعيديني طفلةً الى ماض جميل، يصنع بأنغامه حاضرا اجمل.
في كل يوم استمع فيه الى الغيوم، تمطرين في قلبي اطمئنان وتلعب عواطفي أراجيح البراءة في زورق كان يوما مرتجفا فإذا غدا بحرا لا يحوطه إلا نعمة كبرى...
خالقي.. اراك في كل حرف من الهدوء، اكتبه لترتسم على صدري أماناً اتمناه لكل الأطفال والكبار والشباب... اتمناه لقبور احتضنت احبة فأحبّتهم اكثر منا، غطّتهم بحنان، ترسل لهم من الدموع قطرات تبلل شفاههم فتعيدهم احياءا نائمين كما تنام عروس تنتظره كقصص خيال تداعب امزجة غرست في خيال طاهر.
أيتها الرحمة ضمي العالم كله، اشبعيهم لطفا وكرامة، عانقيهم ابرياءا من كل شر كما تعانق السماء الطيور، كيف لهذا الطير التعلق في الفضاء، عيناي معلقتان بهما الأم وابنها.
في تلك السنوات العجاف في صحراء نبع ماء ليروي العالم كله. من بطن حزين لفقدان الراعي والكفيل.. لكأنه في أمه عاش كل تجاربه..
(رسول الله) اكنت تعلم وانت طفل ما ستمر به... قد يعرف المرء ما كان لكن ما يكون يبقى لغزا صعب على الوجدان تحمله، وجدان ربما تحمل في تكونه سِفر الكون فكان كونا علِم وصبَر وبقَى.
آمنة.. تلك الموحّدة على دين ابراهيم فارقت خيمة والديها لتعيش اشهرا من سعادة لتسعد البشرية.
أهي احجية الخليقة أن الذين يحبهم الله يضمن لهم تلك المحبة والسعادة والراحة والرضا بعد غيابهم عن أعين تشتاقهم ليغدو عيونا يحيى بها الملايين.
غاب الأب والأم والجد والعم ليعيش محمد وحيدا ثم يغيب لنعيش الوحدة بعده ونغيب نحن الى ذلك العالم الزمرديّ ألوانا اخرى.
نعم ..اشتاقه ذلك الغياب لأني اتامل الحصول على ما ارغب في نعيم اكتفي به حبيبا.
مالا افهمه كيف يجتمع حبان في قلب واحد، حب الله وحب الدنيا لأني كلما فكرت بالله وجدته كافيا.
فلا نعيم الآخرة ولا أي نعيم يوازي محبته. اكان رسول الله يحب امته ام يشفق عليها؟ انه لا يحب سواه.. وكل محبوب في طريق حبه وسيلة لزيادة التعلق به، وبالنهاية يبقى القلب موحدا..
انها فلسفة الوجود أن نتماهى حتى نغدو كل شيء، وليس كمثله شيء. اخلاصنا تراتيل لنكون في البيت.. نطوف طوافا لاينتهي ويبقى وجه نتوجه اليه.
ها هي أحرفي مستعجلة في مضيها لتكون بارّة شاكرة ليبقى أحد تسجد له الآحاد.
اضافةتعليق
التعليقات