اذا كنت سعيداً كيف يستدل عليك؟! حتماً ستكون مبتسماً تملأ الدنيا بهجة ويستشعر من حولك بكمية الفرح التي تجتاحك ستنجز كل شيء بنجاح ودقة وتستثمر الوقت بكل شيء نافع وعلى العكس اذا كنت حزيناً ستكون خامِلاً متعبا ومرهق تلازم مكانك وقد تكون نائماً كل الوقت لا تقوى حتى على الكلام وسيخط حزنك معالمه على وجهك فينبأ الجميع انك تعاني! وهكذا هي كل صور الشعور؛ الصدمة الخوف ووو وغيرها لكل واحدة منها ما ينبأ عنها.
ولكن كيف يمكن ان تكون منتظراً وكيف يستدل على انتظارك فعلاً وقلباً! هل يكفي ان تفتح حسابات في شبكات التواصل بأسماء منتظر المهدي او عاشق المهدي؟ و تثري حساباتك بتعليقات ترحة توضح مدى ألمك لغيبة سيدك؟ هل يكفي ان تقرأ دعاء الندبة كل جمعة فقط؟ هل يكفي ان تملأ مكتبة بيتك بكتب الغيبة وعلامات الظهور؟ قد تتساءل ما المطلوب مني ولما يكون الانتظار واضحاً على وجهي وافعالي..
لو تفكرت قليلاً وتأملت التأكيد والثواب العظيم الذي يناله من يرتدي الاسود ويبكي ويحضر المجالس الحسينية في شهر محرم وصفر ولكم يُطلب منا ان نحيي القضية الحسينية بالبكاء والحزن ونكرس كل اوقاتنا في هذين الشهرين للخدمة لنوصل للعالم اجمع مظلومية الامام الحسين (ع) والمبادئ التي نهض من اجلها بالفعل وان نبكيه شجواً وحزناً بالفؤاد واذا انتقلنا الى مستوى مظلومية الائمة عامة نرى ان حتى النفس وابداء الهمّ يرقى ليكون بمستوى العبادة ولذلك الإمام الصادق (ع) يقول: (نفس المهموم لظلمنا؛ تسبيح.. وهمه لنا؛ عبادة..) لذا ومن هذا المبدأ يكون علينا ان نحمل مسؤولية الانتظار على المستوى الظاهري والباطني التي نعيشها الآن ولا يكون امدها شهر او شهرين او اكثر بل الى ان يشاء الله لنكون منتظرين حقاً.
فعلى المستوى الظاهري يجب ان تكون حركاتنا وسكناتنا طوع الانتظار والمنتظرين يتحلون بالإخلاص والصبر ومحاسن الأخلاق فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من سره إن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من ادركه فجدوا وانتظروا هنيئا لكم ايتها العصابة المرحومة) كتاب الغيبة للنعماني.
فهل انت في عملك منتظر تتقنه بأخلاص وتعمل على تحسين جودة الانتاج وترفع من مستوى عملك والعامل عنده حتى لو كانت دولتك تعاني فقط لانك منتظر؟
هل انت في داخل بيتك منتظر تبر بوالديك وترعى صغارك وتعمل على تربيتهم تربية صحيحة وتقدم لعائلتك افضل ما تستطيع وتنمي في داخلهم حس الانتظار فقط لأنك منتظر؟
هل انت في خلوتك تراعي الله ومراقبته اليك وتراعي الله نفسك وطاعاتك ولا تلوعها بالتسويف والآمال فقط لأنك منتظر؟
هل انت مع الذي يختلف معك "تكون لأهل البيت زيناً ولا تكون شينأً فقط لأنك منتظر؟
اذا اردت ان تحمل تلك الهوية في دولة الغيبة فإعرض كل اعمالك الصغيرة والكبيرة وشعورك الداخلي على سيدك هل يرضاه؟! وهل يلائم هويتك ثم امضي قدماً..
وعلى المستوى الباطني لاتدع امامك ينتظرك ادم الوصل معه وتذكره وادعي لظهوره له دائما وكن انت المُنتظر له! فإن ومنهم من ينتظر وليس كلهم!.
وتذكر قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «وعليكم بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج».
اضافةتعليق
التعليقات