الفراغ يولد التفاهة والتفاهة نتيجتها الهشاشة والأشياء متعلقة ببعضها البعض فأصبحت التفاهة جزءا كبيرا يغزو عوالمنا الافتراضية ومواقع التواصل التي بدورها تغزو ما لا يقل عن ٤ ساعات من يوم غالب الفئات حتى قد تصل إلى ١٠ ساعات أو ما يزيد وأصبحوا ذوي المحتوى الفارغ والتافه يقدمون فديوهات قصيرة من ١٥ ثانية فما فوق بمزيج بين الأفكار الخاطئة وكثيراً ما تكون بدون أفكار وبعض الحركات البهلوانية والتنمر ثم يقدموها للمتلقي بمختلف فئاته.
ويستقبلها ويشاهدها المتلقي حتى لو كان رافضاً للمحتوى ولكن أسلوب الطرق وقصر المدة جعلت من المشاهد يستصغر قيمة وقت المشاهدة وبالتالي صنع لهُ جمهوراً بين مستقبل ومستمتع بالفكرة وبين رافض لها ومتابع ذات الوقت وساعد تطبيق TikTok على انتشار هذه الأشياء كالنار في الهشيم والتحديات البهلوانية الفارغة والتي قد تكون خطرة، أصبحت لغة الناس وبطل من يفعلها الذي سيحشد آلاف المشاهدات في غضون فترة قصيرة جداً وصعد آلاف المشاهير وأصبحوا من الطبقة الثرية تُقدم لهم عروض عمل مغرية بهذه الطرق البسيطة ومن داخل بيوتهم لذلك انتشرت في الآونة الأخير لوحات تعبيرية في كل مكان من: (الولايات المتحدة الامريكية, كندا, الدول الاوروبية)
مكتوب فيها
stop making stupid people famous
ومعناها: توقف عن جعل الناس الأغبياء مشهورين.
فالدفع بالتافهين إلى واجهة العمل الاجتماعي والإعلامي هو جريمة بحق الأجيال الناشئة والشباب في سن المراهقة. فلو أخدنا جولة مطولة على حسابات المشاهير الجدد في المواقع التواصل الاجتماعي لوجدنا أنها تشترك في سمة واحدة هي اعتمادها على صناعة التفاهة أو ما يطلق عليه (الاستهبال).
(إقفز، إرقص، إصرخ، أصدر أصواتاً غريبة، تكلم بكلام لا معن له) وتأكد ستشتهر وستجد من يصفق لك وبعد أن يتجاوز عدد متابعيك مليون ستنهال عليك عروض الاستضافة في وسائل الاعلام والمهرجانات، وماذا بعد هذا الحدث؟
- أخلاق تنحدر
- ثقافة تتسطح
- جيل ضائع
ومن المسؤول عن هذا كله؟
كلنا مسؤولون من أفراد و مؤسسات ومجتمع لذلك لابد من الحد عن جعل الأغبياء مشاهير بعدم النشر أولاً ومن خلال الحث على عدم فعل ذلك وتوجيه أبنائنا إلى البحث عن أمور مفيدة للارتقاء بعقولهم لا بهبوطها نحو التفاهة والفراغ وما يقود إلى ذلك.
اضافةتعليق
التعليقات