سـيدتي تعلمين ان الله خلق الكائنات الحية خاصة، جعل لكل مخلوق منها غطاء خارجي يقيها سوء الآثار الخارجية، فـمثلاً خلق الله الطيور فـكساها بـالريش الذي يحميها من الأذى الخارجي، وكذلك جعل لكل الحيوانات والأسماك والاثمار غطاء يحميها لاتستطيع العيش من دونه فـتصوري ثمرة الـموز أو التفاح أو الرقي أو أي ثمرة أخرى إذا نزعنا عنها غطاءها فإنها تتلف بعد فترة وجيزة.
امـا أنــتِ سـيدتي فـغطاؤكِ هو حجابكِ فهو يحميكِ من كل سوء ويحافظ عليكِ ويجعلكِ كـالدرة المكنونة داخل غلافها ويعمي عنكِ ابصار الناظرين بالسوء، وقد خلق الله البشر دون غطاء خارجي مميز وذلك لأسباب عديدة منها ان الله تعالى خلقنا وكرّمنا بالعقل الذي حُرمت منه المخلوقات الأرضية الأخرى، وبالعقل نعرف مايضرنا وماينفعنا ثم ان االله تعالى أمرنا في كتابه الكريم بأن نلتزم الحجاب كما في قوله تعالى (ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك{ونساء المؤمنين} يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) (الأحزاب -آية ٥٩).
"حـجـاب" مامعنى هذه الكلمة؟ أريد تفسير هذه الكلمة وتقطيعها إلى حروف لأضع في مخيلتي أن لكل حرف من هذه الحروف معنىً خاص وواضح.
فـحرف الحاء هو حياء وخجل، وخجل الفتاة جميل.
وحرف الجيم هو جمال.
وحرف الألف هو الق.
وحرف الباء هو باب مفتوح لمن تظن نفسها أنه انغلق في وجهها ولا تستطيع أن تضع يديها عليه لتدخل من خلاله، باب مفتوح للتي ترى في داخلها توبة من سنين مضت وكانت تعرض زينتها أمام الأجنبي وأعني بقولي الأجنبي كل من حرّم القرآن أن يراها دون حجاب وكانت فخورة بنفسها وبجمالها ولكنها في لحظة واحدة قالت لنفسها ماهذا ياحواء أهكذا يكون جمالكِ للعرض فقط ولأجل أن يشار إليكِ انكِ فتاة جميلة وجذابة أي انكِ كالسلع والبضائع والتحف التي تعرض امام المحلات التجارية، لا وألف لا بل التحفة النادرة الوجود لا بد أن توضع في مكان جميل والكل يراها من دون مغريات وتكتمل زينتها ورونقها بهذا السر الإلهي الذي مازال الكثيرون منهم يبعدونه عن مخيلتهم إذ يتصوره البعض بأنه سجن ابدي، لماذا؟ مالذي يفرق في هذا الأمر، دعونا نضع أمامنا إمرأة عجزت الألسن عن وصف عظمتها أمام العالم وكيف أنها وقفت امام الشر وأيُّ شر، شرٌ سيطر على عقول كثيرة في ذلك الوقت.
وهي السيدة زينب (عليها السلام) بنت أعظم إمرأة خلقها الله سبحانه وتعالى وهي السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي أخت المظلوم والمقتول بـكربلاء، كيف أنها وقفت موقف بطولي يشهد لهُ التأريخ وكيف وجهت تلك الخطبة العظيمة التي تخاطب بها أنذال وقفوا في وجه الحق ولـكن هل قالت ان الحجاب يمنعني من ذلك ومن إلقاء هذه الخطبة المفيدة والتي استفاد منها التأريخ على مر العصور، بالعكس أراد التأريخ أن يقول لـنـا أن النساء المحجبات يمكن أن يخدمن المجتمع وهن على أتم حجابهن بحيث العالم يرى.
لأننا نرى أن المرأة تلك المخلوقة الجميلة يبرز جمالها أكثر كلما كانت في موقع جميل ومكان محصن يزداد جمالها والعيون تراها في كل الأماكن بأحترام.
اضافةتعليق
التعليقات