إن أكثر المشاكل التي تطفح على الساحة السياسية يغزلها كف الاستبداد المتسلط على رقاب الجماهير، لأن المجتمع الذي عصفت في أرجائه الديكتاتورية يشكو من نزيف الاختلافات والانشقاقات المستمرة، لأن الديكتاتورية حيث تريد الإستبداد بالحكم وتخلية المسرح السياسي من أي وجود آخر يمنع من تفردها بالسلطة تسعى لتأجيج نيران الحروب الأهلية وتصعيد النزاعات بواسطة أياديها الخفية المتسللة إلى قلب المؤسسات الحزبية بشكل مباشر أو غير مباشر.
ذلك لأن تحكم الإرهاب والكبت السياسي للأحزاب يقضي على تطلعات الأحزاب للأهداف العليا والمبادئ السامية فيشغلها مع بعضها بخلافات هامشية طاحنة، لأن الفراغ يولد حالة التمرد والانهزامية وعدم التنافس البناء، ولذلك نرى أن صداع التفرقة والضياع يتفاقم في البلدان الديكتاتورية بينما البلاد الحرة تقل فيها الصراعات السلبية أو تنعدم، ولذا نحن ندعو إلى إيجاد الحرية أولا، ثم بعدها كل شيء يوجد لأن بحلول الحرية يحل السلام والوئام والتفاهم والسعي إلى البناء والتقدم.
بالإضافة إلى أن الأجواء الحرة تبدل حالة الصراع إلى حالة المنافسة لأنها تنمي الوعي والنضج الفكري والسياسي، مما يصرف الأحزاب والمؤسسات السياسية إلى الأهداف السامية دون الهامشيات والمراقبة اللا هادفة لتوفر الفرص للجميع، خاصة وأنها توجد حس المراقبة الإجتماعي الذي يفرز الغث من السمين والصحيح من السقيم ثم يطلق كلمته ويعلن موقفه تجاه الأحداث بكل صراحة واختيار.
كل هذا من شأنه أن يقضي على مشكلات الأحزاب السياسية والأزمات الناجمة عنها.
اضافةتعليق
التعليقات