اليوم الدولي لمحو الأمية، الذي يُحتفل به في الثامن من سبتمبر كل عام، يمثل مناسبة بالغة الأهمية تسلط الضوء على أحد أركان التنمية البشرية الأساسية، في عالمنا المعاصر، حيث المعرفة هي القوة الحقيقية، تُعد القدرة على القراءة والكتابة أحد العوامل المحورية التي تُتيح للأفراد فرصاً غير محدودة للنمو الشخصي والمجتمعي.
محو الأمية ليس مجرد عملية تعلم الحروف والكلمات، بل هو بوابة نحو اكتساب المعرفة، وتوسيع الآفاق، وتحقيق الأحلام. إنه الأداة التي تمكّن الناس من التفاعل مع العالم من حولهم بفعالية وإيجابية، ومن تطوير قدراتهم لتحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.
في هذا اليوم المميز، نستذكر أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان وكمحرك رئيسي للتنمية المستدامة، على الرغم من التقدم الهائل الذي أحرزته المجتمعات في العقود الأخيرة، إلا أن الأمية لا تزال تحدياً كبيراً في العديد من أجزاء العالم، حيث يعاني ملايين الأشخاص من نقص في المهارات الأساسية للقراءة والكتابة وهذا الحرمان لا يؤثر فقط على الأفراد، بل يمتد تأثيره ليشمل المجتمعات بأسرها، حيث يُعيق النمو الاقتصادي، ويُفاقم الفقر، ويُعزز التمييز الاجتماعي.
ولكي نفهم الأهمية البالغة لهذا اليوم، يجب أن ننظر إلى الجهود العالمية والمحلية المبذولة لمكافحة الأمية، منظمات دولية كاليونسكو والحكومات والمؤسسات غير الحكومية تعمل دون كلل لتوفير التعليم للجميع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم الجيد والشامل، هذه الجهود تتضمن تقديم برامج تعليمية مبتكرة، ودعم المعلمين، وتوفير الموارد التعليمية الضرورية، بالإضافة إلى التوعية بأهمية التعليم في تحقيق التنمية الشاملة.
إن الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بالتقدم المحرز، بل هو أيضاً دعوة للعمل الجاد والمستمر لضمان أن يتمكن كل فرد من الوصول إلى حقه الأساسي في التعليم، هو فرصة للتذكير بأهمية التعاون العالمي والمحلي لتحقيق مجتمع أكثر عدالة واستدامة، حيث تكون الأمية جزءاً من الماضي، وحيث يكون التعليم نوراً يضيء دروب المستقبل في هذا اليوم، نلتزم جميعاً بتجديد العهد نحو مستقبل أكثر إشراقاً من خلال تعزيز التعليم ومحو الأمية في جميع أنحاء العالم.
شعار اليوم الدولي لمحو الأمية 2024: تغيير مسار التعلم
وتُشير التقديرات إلى أن 771 مليون شخص حول العالم، معظمهم من النساء والشباب، ما زالوا يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية. ويُعدّ هذا الحرمان عقبة كبيرة أمام التنمية الفردية والمجتمعية، ويُعيق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يهدف يوم محو الأمية الدولي 2024 إلى:
- إذكاء الوعي حول أهمية محو الأمية وتأثيره على الأفراد والمجتمعات.
- الترويج لسياسات وبرامج فعالة لمحو الأمية.
- دعم استخدام التكنولوجيا والابتكار لتعزيز فرص التعلم.
- تشجيع الشراكات بين مختلف الجهات الفاعلة لمعالجة تحديات محو الأمية. من موقع اللؤلؤة
منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2022 إلى 6 مبادرات تعزّز الإدماج
اختارت اليونسكو، بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية الموافق 8 أيلول/سبتمبر، الفائزين بجوائزها الدولية لمحو الأمية استناداً إلى توصيات لجنة دولية، والبرامج الفائزة هي 6 برامج استثنائية من البرازيل والهند وماليزيا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.
- برنامج "العالِم الأصلي" التابع لمنظمة نيتف سينتست، المملكة المتحدة
منظمة نيتف سينتست أو العالِم الأصلي هي منظمة غير ربحية هدفها تعزيز محو الأمية العلمية والارتقاء باللغة في أوساط الأطفال والمراهقين المهمشين، وذلك من خلال إنشاء روابط لتوطيد العلاقات بين الطلاب والعلماء في كافة أرجاء أوروبا. ويُعنى البرنامج بمدّ الجسور بين الأطفال المهاجرين وخبراء دوليين متمرّسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطب، ويجمعهم عاملان مشتركان يتمثلان في التراث الثقافي المشترك واللغة الأم.
- برنامج "دروس اللغة العربية" عبر منصة "مدرسة"، الإمارات العربية المتحدة
"مدرسة" عبارة عن منصة تعليمية إلكترونية رائدة أنشئت في عام 2018 لتلبية الحاجة إلى إعداد محتوى تعليمي باللغة العربية وإثرائه، فضلاً عن تمكين الطلاب من الانتفاع به ويتمثل الهدف من برنامج "دروس اللغة العربية" الذي تقدّمه هذه المنصة في تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية للكتابة والقراءة باللغة العربية، وذلك من خلال التعاون مع لجنة من الخبراء، فضلاً عن الارتقاء بأساليب التعليم التقليدية لتتسم بمزيد من التفاعل والتشارك.
سيحصل كل فائز من الفائزين الثلاثة بجائزة اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية على ميدالية وشهادة ومنحة بقيمة 20 ألف دولار أمريكي. من موقع اليونسكو
مركز كربلاء لمحو الامية : عقدت الاحتفالية في مدرسة الرجاء الابتدائية للبنات الواقعة في قرية الشريعة بتاريخ 8 أيلول 2012 ، والتي ستكون مركز التعلم المجتمعي (للنساء) ، حضر الاحتفالية الملتحقات بالمركز والبالغ عددهم 70 مستفيدة، مسؤوله شعبة محو الامية في مديرية تربية كربلاء، مدير مكتب وزارة حقوق الانسان للفرات الاوسط، ممثل اليونسكو في المحافظة، و احد وجهاء المنطقة والذي له دور فاعل ومؤثر في المنطقة ومديرة مكتب جمعية الامل في محافظة كربلاء .
نوقش في الاحتفالية :
•ضرورة الالتزام والمواظبة على الحضور في مراكز التعلم المجتمعي لكونهِ يساهم على تعليم القراءة والكتابة والتدريب على المهارات الحياتية لإمكانية الحصول فيما بعد على عمل ذي دخل يساهم برفع المستوى الاقتصادي للعائلة .
•عرض قصص النجاح وبعض الصور للمشروع السابق الذي نفذته جمعية الامل ” محو الامية” وتأثيراته الايجابية على المستفيدين/ات من حيث تعلم القراءة والكتابة والمهارات الحياتية الاخرى،حيث كانت لهذه الفقرة الاثر الجيد والحماس لدى المستفيدات.
• أشار ممثلو مديرية التربية وحقوق الانسان و اليونسكو على اهمية هذا المشروع واهمية الالتزام بأوقات الدوام في مركز التعلم المجتمعي ، وأثنى أحد وجهاء المنطقة و ممثل عن مكاتب وزارة حقوق الانسان على جهود جمعية الامل ومنظمة اليونسكو بتنفيذ هكذا مشاريع تسهم في رفع المستوى التعليمي في المحافظة والاقتصادي وتحدي المعوقات التي قد تواجه تنفيذه من جمعية الامل العراقية
إشكاليات رافقت مفهوم تعليم الكبار
طرح عدم وجود تعريف واحد محدد لتعليم الكبار، الكثير من الإشكالات؛ إذ يختلف مفهوم تعليم الكبار من دولة إلى أخرى، ويتسع باتساع مجالاته واختلاف الأوضاع الثقافية من بلد إلى آخر؛ كما ويختلف في بلد متقدم بمفهومه عن بلد نام، تبعا لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية السائدة في كل بلد، والتي تؤثر في مفهوم تعليم الكبار؛ بل ويختلف في بعض الأحيان حتى داخل الدولة الواحدة من فترة زمنية إلى أُخرى.
يعد مفهوم تعليم الكبار مفهوما حديثا نسبيا في العالم العربي، وفي البلدان النامية بشكل عام، حيث ظهر في ستينيات القرن الماضي، وهو مصطلح لا يزال غامضا وغير محدد المعالم، ويختلف في معناه من بلد إلى آخر، بل وحتى داخل البلد الواحد من حقبة زمنيةٍ إلى أخرى؛ فهناك من يستخدمه بمعناه الشامل الواسع ليشمل بذلك محو أمية الأفراد الثقافية والاجتماعية والسياسية، إلى جانب محو أمية القراءة والكتابة؛ وهناك من يقصره على المعنى الأخير فقط.
تعليم الكبار في المجتمعات العربية:
يقصد بتعليم الكبار في المجتمعات العربية: "منح الفرصة للأشخاص الكبار الذين أتموا المرحلة الأساسية (مرحلة مكافحة الأمية)، للحصول على احتياجاتهم التعليمية والثقافية، بما يساعدهم في تنمية قدراتهم وخبراتهم، بالقدر الذي يساعدهم في رفع مستواهم الاجتماعي والاقتصادي، ويتيح لهم المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعهم وتقدمه، وذلك في إطار فلسفة التعليم المستمر." مقتبس من موقع النجاح
اضافةتعليق
التعليقات