الخوف والرعب لم يصيبا الكبار فقط، بل كان للصغار أخيرا أيضا نصيب من الفزع، الذي أحاط بالجميع منذ بدأت أخبار الوفاة والمرض تقترب رويدا رويدا.
وقد لاحظ الكثير من الآباء تعرض أطفالهم لكوابيس ليلية، وفي حالات أخرى تطور الأمر، لما هو أشد من الكابوس، وهو ما يطلق عليه الاختصاصيون النفسيون نوبات الفزع الليلي، وثمة فوارق عدة بين كوابيس النوم، وبين ما يطلق عليه الفزع الليلي.
فرقت دراسة أعدت في ولاية كولومبيا البريطانية بكندا، وعرضت في الملتقى السنوي لجمعيات طب الأطفال، حول الكوابيس التي يتعرض لها الجميع، وبين ما يطلق عليه الفزع الليلي.
أوضحت الدراسة أن الطفل الذي يرى كابوسا أثناء نومه، يعود بسهولة إلى واقعه من جديد ببعض التهدئة والطمأنينة، لكن ما يحدث عند تعرض الأطفال لحالة الرعب الليلية، هو ما وصفته الدراسة بكونه مرعبا لأقصى حد، حتى أن الطفل لا يتعرف على والديه وهو في حالة الرعب، فيسير مرعوبا وهو مفتوح العينين، لكنه غير واعٍ أبدا، وعند الاستيقاظ في الصباح، ينسى ما تعرض له، وما مر به من أحداث مرعبة.
وبينما تحدث الكوابيس غالبا في الفترات الأولى من النوم، وهو ما يطلق عليه "نوم الريم"، تبدأ حالة الفزع الليلي قبل مرحلة النوم العميق، وربما تتكرر النوبات لأكثر من مرة أثناء الليل.
لماذا تحدث نوبات الفزع؟
مثل أغلب الأمراض النفسية، يكون الأطفال من أصحاب التاريخ العائلي في الفزع الليلي، أكثر عرضة من غيرهم لحدوث هذه النوبات.
وفي بعض الحالات، قد تحدث هذه النوبات نتيجة لأسباب أخرى طارئة، مثل حمى مثلا أو كعرض لمشكلة صحية فسيولوجية، أو بسبب أنواع من العقاقير التي تزيد من تنبيه المخ، أو الإثارة أو حتى الضوضاء المحيطة به أثناء النوم، وربما أحيانا لامتلاء المثانة.
ماذا يجب أن نفعل؟
قدم الموقع الرسمي لمستشفى ملبورن الملكي بأستراليا، وهو من المستشفيات الرائدة في مجال الأبحاث السريرية، مجموعة نصائح للأم لمواجهة نوبات الفزع عند الأطفال، والتغلب عليها لتهدئة الطفل:
1- ابقي هادئة، ولا تحاولي لمس طفلك، إلا إذا كان سيؤذي نفسه، فغالبا ما تؤدي محاولات الاستقرار أو إيقاظ الطفل إلى نتائج سلبية.
2- حافظي على منزلك آمنا في الليل، وتأكدي من إغلاق الأبواب والشبابيك، ونظفي الأرضيات من الأشياء التي قد تكون غير آمنة أثناء سير طفلك إذا هاجمته النوبة.
أما في اليوم التالي للنوبة، حاولي ألا تثيري قلق طفلك أو إخوانه، بشأن ما انتابه أثناء الليل، حتى لا يصبح وقت النوم، وقتا مرعبا بالنسبة إليهم.
3- امنحي طفلك روتينا جيدا للنوم كل ليلة، مثل حمام دافئ بالمساء، أو كوب حليب، إلى جانب قصة بسيطة قبل النوم، ودعاء ديني مناسب، واجعليه دوما مستمتعا في لحظاته الأخيرة قبل الاستغراق في النوم.
4- إذا كان طفلك سيذهب للمبيت عند أحد الأقارب أو الأصدقاء، أو في رحلة مدرسية للتخييم، فاحرصي على تحذير مرافقيه من فزعه الليلي، وامنحيهم دليلا للتعامل معه، دون أن تُشعري طفلك بالحرج، لمروره بمثل هذه اللحظات الصعبة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
قد يحتاج طفلك لزيارة طبيب نفسي، إذا كانت نوبات الفزع تؤدي إلى إيذاء نفسه أو غيره من المحيطين به، وإذا تكرر الأمر، بدرجة لافتة للنظر، فتتحول ساعات النوم الليلية لساحة مراقبة واستطلاع.
ويوصي مستشفى ملبورن الملكي، بتجنب الأدوية في علاج نوبات الفزع الليلي، إذ إن منح الطفل روتينا يوميا جيدا للنوم، أفضل طريقة لتجاوز هذه الأزمة.
كما يؤكد المستشفى الملكي، أن رؤيتكِ للطفل وما يتعرض له من توتر عصبي حاد، في هذه اللحظات، لا يعني مطلقا، أن لهذه النوبات أثرا ما على قدراته العقلية، فإذا كان لدى الأبوين شك ما في قدرات طفلهما العقلية، فعليهما مراقبة سلوك وتصرفاته بالنهار وليس أثناء النوم. حسب الجزيرة
هل يصرخ طفلك فجأة أثناء نومه بدون سبب؟ الفزع الليلي عند الأطفال وطرق التعامل معه
نوبات الفزع الليلي هي اضطراب في النوم يبدو مشابهاً للكابوس، لكنه أكثر دراماتيكية وشدة من حيث البكاء والصراخ. وعلى الرغم من أن الذعر الليلي يكون عادة مرحلة طبيعية قد يمر بها الطفل ولا يعني وجود مشكلة صحية أو نفسية خطيرة بالضرورة، إلا أنه قد يكون عرضاً أو نتيجة لوجود حالة صحية تطلب التدخل الطبي.
سنناقش في هذا التقرير أسباب الفزع الليلي وكيف يمكنك تمييزه عن الكوابيس والتعامل معه.
أولاً ما هي نوبات الفزع الليلي؟
الفزع الليلي هو نوبات صراخ وخوف شديد أثناء النوم ويعرف أيضاً باسم الذعر الليلي، وقد يقترن بالسير أثناء النوم. عادةً ما تكون مدة النوبة من ثوانٍ إلى بضع دقائق، ولكن قد تستمر لفترة أطول.
يؤثر الفزع الليلي على ما يقرب من 40% من الأطفال ونسبة أقل بكثير من البالغين وعادة ما تتوقف بمرور سنوات المراهقة.
قد يقوم الطفل الذي يعاني من الرعب الليلي بالجلوس فجأة في السرير، ويبدأ بالبكاء والصراخ والأنين وقد تكون عيناه مفتوحتين دون أن يكون مستيقظاً حقاً.
ونظراً لأنه عالق بين النوم واليقظة، فقد لا يكون مدركاً لوجود والديه ومن غير المحتمل أن يستجيب لأي شيء يقولانه أو يفعلانه لتهدئته. يمكن أن تستمر النوبة من بضع دقائق إلى ما يقرب من ساعة، وعندما تنتهي، قد يعود طفلك فجأة إلى النوم دون أن يتذكر الحادث، كما يشير موقع Baby Center.
كيف يختلف الرعب الليلي عند الأطفال عن الكوابيس؟
عادةً ما يعاني الأطفال من الذعر الليلي خلال الثلث الأول من الليل، أثناء فترة النوم العميق الخالي من الأحلام. لكن الكوابيس تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة المعروفة بـ REM، والتي تحدث عادةً خلال الثلث الأخير من الليل.
ما الذي يسبب الفزع الليلي عند الأطفال وهل يمكن منعه؟
لا توجد طريقة محددة للوقاية من الذعر الليلي، لأن أسبابه غير معروفة بالضبط. لكن حدوثه لا يعني أن الطفل يعاني من مشكلة نفسية أو أنه منزعج من شيء ما.
إلا أن بعض العوامل تزيد من احتمالية حدوث الذعر الليلي، على سبيل المثال مرض الطفل أو عدم قدرته على الحصول على قسط كافٍ من النوم بسبب الأرق أو النوم المتأخر أو عدم وجود بيئة نوم صحية ومريحة، كما يوضح موقع Kids Health.
وبالتالي فإن التأكد من حصول الطفل على نوم منتظم وساعات كافية من النوم، قد يساعد على تجنب الذعر الليلي.
يمكن أيضاً أن تساهم بعض الأدوية أو شرب الكافيين في حدوث الذعر الليلي. ومن المرجح أيضاً أن يصاب الأطفال به إذا كان شخص آخر في عائلته يعاني منه أو من اضطراب نوم آخر، مثل المشي أثناء النوم.
في بعض الحالات، يمكن أن يحدث الذعر الليلي بسبب توقف التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب خطير، ولكنه قابل للعلاج، حيث يؤدي تضخم اللوزتين واللحمية إلى سد ممرات الهواء أثناء النوم، مما يجعل التنفس صعباً ويعيق نوم الطفل في الليل.
كما أن بعض الحالات الصحية، مثل متلازمة تململ الساقين أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، قد تؤدي أيضاً إلى حدوث نوبات الفزع الليلي. وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
ماذا عليك أن تفعل عند تعرض الطفل لنوبة رعب ليلي؟
من الأفضل أن تبقى بجانب طفلك أثناء النوبة في حال استيقظ ولكن عادة ما تنتهي النوبات من تلقاء نفسها خلال دقائق ويعود الطفل للنوم.
إذا كانت نوبات الرعب الليلي متكررة وتحدث في وقت محدد كل ليلة، فقد يكون من المفيد أن تحاول إيقاظ طفلك قبل 15 دقيقة من الوقت المتوقع كل ليلة لمدة 7 أيام أو أكثر، في محاولة لتغيير نمط نومهم وإيقاف النوبات.
متى عليك التوجه إلى الطبيب؟
رغم أن نوبات الفزع الليلي عند الأطفال عادة ما تكون غير خطيرة ومرحلة طبيعية يمر بها الأطفال أحياناً، إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كانت نوبات الذعر الليلي عنيفة للغاية وهناك خطر على طفلك أو على الأشخاص الآخرين حوله.
إذا كان الفزع الليلي يحدث كثيراً.
إذا كان طفلك يشعر بالنعاس الشديد أثناء النهار بسبب عدم قدرته على النوم المتواصل في الليل.
إذا كان طفلك يعاني من مشاكل صحية مثل انقطاع التنفس أو تململ الساقين أو تضخم اللوزتين. حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات