في عالمٍ ینتشر فیه تبییض الأسنان على نحو متزاید، خصوصًا بین عامة الناس، یكون من السھل نسیان كیف تبدو الأسنان الطبیعیة.
أظھر استطلاع أجراه موقع Onepoll أن 61% من الأمریكیین یتمنون لو كان بإمكانھم تغییر مظھر أسنانھم مع انتشار قلة ابيضاض الأسنان.
بالرغم من مخاوف العدید من الأمریكیین حول مظھر أسنانھم، فإن الشخص العادي ينظف أسنانه مدة 45 – 70 ثانیةً فقط، تبعًا للنتائج التي وجدتھا أكادیمیة طب الأسنان العام.
ھل اصفرار الأسنان طبيعي؟
لمعرفة المزید نحتاج أولًا إلى الكشف عن تكوین أسناننا. تتكون الأسنان من ثلاث طبقات مختلفة:
المینا المادة الأكثر قساوةً في جسم الإنسان، ویشكل الطبقة الخارجیة، الطبقة الوسطى تُسمى العاج، والطبقة الأعمق ھي اللب.
ما لا یدركه الكثیر من الناس أن العاج (الذي یشكل الطبقة الوسطى) ھو في الحقیقة ما یعطي السن ھذا اللون. عند معظم الناس، یكون العاج أصفر اللون باھتًا، والظلال من اللونین الأحمر والكھرماني ھي أمر طبیعي أیضًا.
تكون طبقة المینا واضحةً ويمكنها التأثیر في مظھر الأسنان، فالأشخاص الذین یملكون طبقةً سمیكةً من المینا، لا يعانون من شدة اصفرار الأسنان، لأن العاج عندهم لا یظھر من خلال المینا بسھولة.
اللون الذي نراه یتعلق غالبًا بثخانة المینا لا بلون الأسنان، وقد وضح طبیب الأسنان سميت ھندوتشا الفكرة بقوله: "يختلف الأفراد بسماكة طبقتي العاج والمينا وخصائصهما، وهذا يعطي الأسنان ألوانًا مختلفةً عن الأبیض، وھو أمر طبیعي تمامًا".
في حین أنه قد یظھر الاختلاف في لون الأسنان في سن مبكرة، فإن أسنان معظم الناس اللبنیة تبدو أكثر بیاضًا من أسنانھم الدائمة، وھذا في الواقع سبب تسمیتها بالأسنان «اللبنیة» في العدید من الدول، وبحسب د.ھندوتشا فإن الأسنان اللبنیة تبدو أكثر بیاضًا: «لأن مینا أسنان الأطفال أكثر سماكةً، ما یخفي اللون الأصفر لطبقة العاج تحت طبقة المينا».
من الطبیعي جدًا أن يعاني الإنسان اصفرار الأسنان، ولا یشكل ذلك بالضرورة دلالةً على خلل في الحالة الصحیة للفم. حتى عند وجود نمط حیاة صحي، یمكن أن تؤثر عوامل خارجة عن إرادة الإنسان على مظھر أسنانه مثل الجینات وثخانة طبقة المینا. تزداد الأسنان اصفرارًا غالبًا مع مرور الوقت بمثابة جزء من عملیة الشیخوخة.
یقول ھندوتشا: «مع التقدم في السن، تقل ثخانة المینا ما یجعل الجزء الداخلي من السن یظھر على نحو أوضح، ليزيد من اصفرار الأسنان. إضافةً إلى ذلك، یمكن أن یساھم تعریض الأسنان لبعض أنواع الأطعمة والمشروبات كالشاي والقھوة في اصفرارھا.
لا يُعَد اصفرار الأسنان بالضرورة علامةً على ضعف في صحة الفم، إلا أنه قد يشیر في بعض الحالات إلى أن المینا تآكل، ومن ثم فإن الأسنان ضعیفة ومعرضة للتشقق.
وأضاف ھندوتشا: «يوجد عدد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على لون الأسنان. قد تلطخ الحشوات الفضیة الأسنان باللون الرمادي، لأنھا تطلق منتجات تسبب التآكل بمرور الوقت. قد تظھر الأسنان التي تعرضت للرض أو عانت خراجات؛ أكثر قتامة بمرور الوقت، إذ یموت العصب ویتطلب العلاج. قد یعاني بعض الأشخاص تغیرًا وراثيًا في لون أسنانھم، ویرتبط ذلك بتغير في اللون داخل الأسنان».
بالرغم من أن اصفرار الأسنان لیس بالضرورة دلالة على ضعف في صحة الجسم، فإن مظھر الأسنان یمكن أن یؤثر على ثقة الإنسان بنفسه. لحسن الحظ، توجد بعض التغییرات التي يمكننا فعلها لتحسین مظھر الأسنان.
یشكل الحفاظ على نظافة الفم استراتیجیةً وقائیةً مھمةً، إذ یوصي الخبراء بتنظیف الأسنان بالفرشاة والخیط بانتظام، بالإضافة إلى أن غسل الفم يُعتبر مفیدًا لروتین العنایة بالأسنان.
أما عن معجون الأسنان، فینصح ھندوتشا قائلًا: «قد یساعد معجون الأسنان المبیض، أو معجون الأسنان الذي یعتمد على الفحم المنشط؛ في إزالة البقع بفاعلية أكبر والتخلص من اصفرار الأسنان، والحفاظ على أسنان أكثر بیاضًا. یجب دائمًا مراجعة طبیب الأسنان أو اختصاصي الصحة العامة لمعرفة إذا كان معجون الأسنان المبیض مناسب لك، إذ إن بعضه قد یكون ذا تأثیر كاشط للأسنان». قد یساعد تغییر نمط حیاتك في تحسین مظھر أسنانك. قد يحدث الإقلاع عن التدخین فرقًا كبیرًا، إضافةً إلى تخفیف استھلاك الأطعمة والمشروبات التي تصبغ الأسنان كالقھوة.
یجب معرفة أن تبییض الأسنان لا یغیر لون الحشوات والتیجان، إذ تحتاج إلى استبدالھا إذا رغبت بتغییر مظھر الأسنان. من الآثار الجانبیة الشائعة لتبییض الأسنان؛ الحساسیة و تھیج اللثة. تحذر د. صفا من الإجراءات التي ینفذھا أشخاص غیر متخصصین في طب الأسنان، أو دون وجود وصفة طبیة: "لا يعرّضون لنفس المساءلة أمام المنظمات المھنیة، لذا یوجد خطر بأن لا یكون المنتج آمنًا، ما قد یسبب الضرر".
اضافةتعليق
التعليقات