الصدمات العاطفية تترك أثرا عميقا لدى النساء والرجال على حد سواء، فكل منهما بعد الصدمة تلج في نفسه الآلام والأحزان الذي يزلزل وجدانهم، ولا يمكن التسليم بأن هناك جنس يتأثر بالصدمات العاطفية أكثر من الآخر فلكل من الرجل والمرأة حس ومشاعر يجب أن تحترم فالمعاناة قد تكون واحدة لكن باستجابات وردود مختلفة فاستجابة المرأة بعد تعرضها الصدمة العاطفية تختلف عن استجابة الرجل وهنا يكمن جوهر المرأة وحقيقتها التي لا يعترف فيها الكثيرون.
وهنا كان لابد من طرح سؤال هام للغاية هو من يتغلب على الصدمات العاطفية الرجل أم المرأة ولماذا؟!
وأبدى رأيه الاعلامي والكاتب حيدر السلامي:
ببساطة أقول ليس للنوع البشري دخل في الشعور بالصدمة والانهيار النفسي جراءها أو التعافي منها بسرعة أو ببطء، فالإنسان ذكراً كان أم أنثى هو كائن مركب من العقل والعاطفة ولكلٍ تأثيره واستجابته تبعاً لاختلاف هذه التركيبة.
وبين السلامي: المعروف بل الشائع أن المرأة أكثر عاطفة من الرجل ولا أدري هل يساعد هذا بالنتيجة في التغلب على الصدمة بصورة أكبر وأسرع أم بالعكس؟!
وللسبب ذاته سأفترض أنها الأكثر تحملاً للصدمة العاطفية رغم حالة الحزن العميق التي تنتابها، فهي قادرة على تفريغ الشحنات السلبية عبر البكاء وكثرة الكلام أو الثرثرة بمستوى أعلى من الرجل الذي يعيش الانعزالية والانطواء على الذات إثر تعرضه لأي صدمة فتراه يحب الجلوس لوحده والتفكير بالأمر في محاولة لتفسيره وفهمه ما يعني إعمال العقل واتخاذ القرار بعيداً عن العاطفة ولذلك تشغل الصدمة حيزاً أكبر والاستجابة لها إيجابا أو سلباً تكون صعبة وتأخذ وقتاً طويلاً حسب تصوري.
وأجابت الكاتبة فهيمة رضا: المرأة تتغلب أسرع لأنها تبكي وتصرخ وتتكلم عما تعاني لذلك تتخلص أسرع مما تعاني.
ولكن الرجل يكتم لذلك مدة معاناته أطول، وأوضحت رضا أن هناك الكثير من الدراسات حيث ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن البحث الذي أجراه معهد "مايندلاب" للأبحاث النفسية، بدد الأسطورة القائلة إن الرجال لا يشعرون بنفس المشاعر مثل النساء.
وفي هذا الصدد قال الدكتور ديفيد لويس، خبير الطب العصبي والنفسي الذي قاد البحث: "إن تصنيف الرجال على أنهم جامدون عاطفياً والنساء أكثر عاطفية تدعمه ما تردده وسائل الإعلام يومياً وتفاعلاتنا الاجتماعية". وأضاف لويس أن "الدراسة تشير إلى أن الرجال يشعرون بعاطفة مثل النساء وأحياناً أقوى، ولكنهم أقل إظهاراً لمشاعرهم بسبب الصورة النمطية عنهم في المجتمع".
وأجابنا الكاتب حامد الحمراني حول هذا الموضوع:
أعتقد أن المرأة مزودة بإمكانيات إلهية للتحمل والصبر على المكاره، وهذا ما نراه وهي تتحمل الجنين في بطنها وتسقيه طعامه في داخلها حولين كاملين لمن أتم الرضاعة ولأنها كذلك بشر نبي الرحمة بأن الجنة تحت اقدامها ولأنها كذلك أوصى النبي الخاتم بأمك ثم أمك ثم أباك.
وأضاف الحمراني: ولأنها كذلك فكان صلتها وهي على قيد الحياة أو وهي ميتة فإن صلتها تطيل العمر وتجلب الرزق وتعمر البيوت، أما الرجل فهو بعيد عن مهمة المرأة فهي تدير البيت بطريقة يعجز الرجل عن الإتيان به وفوق هذا وذاك فهي تمتلك عقلية شبكية ولديها القدرة في استيعاب الكائنات الحية في بيتها بما فيهم الرجل وبطريقة غاية بالأناقة والهدوء ومع ذلك فإنها وكما يؤكد علماء التنمية أنها تستجيب بأول إيعاز عكس الرجل الذي لا يستجيب إلا بالإلحاح.
وأبدى رأيه المصوب اللغوي محمد البهادلي: إن كلاهما لهم القدرة على التحمل والصبر وتجاوز الصدمات العاطفية فالرجل ممكن أن يتجاوز تجربته الفاشلة بأخرى والمرأة كذلك ممكن أن تصبر على ما ترك الرجل في قلبها من آثار وصدمات ونكبات.
وأبدى رأيه ابو علي/ معلم: إن الصدمات بكل أنواعها تؤثر على الرجل سلبا ولا تؤثر على المرأة
ليس من باب قوة المرأة بل لأن الرجل يدرك حجم الصدمات وعواقبها وكمية نتائجها السلبية عكس المرأة التي قد تتسم بالبرود.
لتجاوز الصدمات علينا مايلي:
"1_الصبر:
للصبر دور كبير في تخطي الألم وقد يتحقق للصبر من خلال الاستسلام لقضاء الله وقدره والتأكد من أمر هام وهو أن كل شيء يحدث هو الخير من عند الله.
2_النظر إلى الامام:
يجب النظر إلى الامام والاهتمام بالحاضر والمستقبل وعدم التفكير في الماضي حتى نتمكن من الشفاء.
3_الانشغال بأهداف جديدة:
علينا التفكير بأهداف جديدة حتى لانفكر فيما مضى والانطلاق بقوة وجد ونشاط نحو أهداف جديدة تعوض عن الصدمات العاطفية التي ألمّت بنا.
4_النظر إلى الإيجابيات:
علينا التعلم من أخطاء الماضي وتجنب المثالية في العلاقات العاطفية وعدم المبالغة في العطاء وتقدير النفس وعدم التقليل من شأنها".
اضافةتعليق
التعليقات