قد تتأذى الأعصاب المحيطية بعمليات منتشرة تؤثر على كل الأعصاب بدرجات كبيرة أو صغيرة، أو قد تتأثر أعصاب معينة بمرض موضعي بما فيه الرض والانضغاط والاحتجاز، من جهة أخرى قد تصاب عدة أعصاب فردية بمرض متعدد البؤر (التهاب الأعصاب المتعددة Mononeuritis multiplex) أو قد يحدث مرض بوري في الضفائر العصبية .
اعتلال الأعصاب المحيطية المكتسب ACQUIRED PERIPHERAL NEUROPATHIES :
هناك أسباب عديدة لاعتلال الأعصاب المحيطية منها داء السكري، الفشل الكلوي، ادمان الكحول، ومتلازمة غيلان باريه وتتحدد الاحتمالات التشخيصية عند أي مريض بالمظاهر السريرية (إصابة حركية أو حسية أو مستقلة أو مختلطة) وبتحديد فيما إذا كانت المحاور العصبية أو الميالين هي المصابة بشكل مسيطر (يتم تحديد ذلك بواسطة الفيزيولوجيا الكهربائية).
A المظاهر السريرية: تكون التظاهرات الأولى عادة في النهايات القاصية للأعصاب الأطول. إن المذل Paraesthesia القاصي عرض شائع يصيب عادة القدمين أولا ومن ثم اليدين ويترقى لاحقا باتجاه المناطق الدانية من الأطراف.
ويترافق ذلك غالبا مع تناقص diminution الحس السطحي بتوزع القفاز والجوارب.
قد يوجد ضعف قاص مع نقص أو غياب المنعكسات الوترية عادة ومع اضطراب الجهاز المستقل أحيانا .
قد تكون القصة العائلية إيجابية في اعتلالات الأعصاب الوراثية .
B. الاستقصاءات : إن القصة السريرية الدقيقة أساسية في التشخيص وتشمل تفاصيل القصة العائلية وتناول الأدوية والتعرض المحتمل للذيفانات . فحوص التقصي تثبت دراسات التوصيل العصبي وجود اعتلال عصبي وتشير إن كانت المحاور العصبية أو الميالين مصابة بشكل رئيسي. في بعض الحالات قد تستطب خزعة العصب خاصة إذا تم الاشتباه بوجود سبب التهابي.
C التدبير يتم كشف سبب قابل للعلاج عند حوالي ثلث المرضى . يجب التخلص من الذيفانات والأدوية المسببة وتصحيح الشذوذات الاستقلابية أو حالات العوز.
يمكن معالجة اعتلالات الأعصاب الالتهابية غالبة بالعوامل الكابتة للمناعة أو الغلوبولين المناعي الوريدي . ومع ذلك فإن السبب يكشف عند العديد من المرضى (حوالي الثلث أيضا) دون وجود معالجة نوعية له، أما في الثلث الأخير من المرضى فلا يكشف سبب نوعي. إذا لم تكن المعالجة النوعية متوافرة (مثلا اعتلالات الأعصاب الوراثية) فإن المشورة من المعالجين الفيزيائيين والمعالجين المهنيين هامة في مساعدة المرضى على المحافظة على قدرتهم الوظيفية.
. متلازمة غيلان - بارية GUILLAIN- BARRE SYNDROME : تعرف هذه المتلازمة أيضأ باعتلال الأعصاب المزيل للميالين الالتهابي أو التالي للخمج الحاد.
تتطور هذه المتلازمة بعد 1-4 أسابيع من خمج تنفسي أو إسهال عند 70٪ من المرضى، لكن قد تحدث بعد الجراحة أو التمنيع. من الناحية الباثولوجية هناك زوال للميالين في الجذور الشوكية أو الأعصاب المحيطية متواسط مناعية .
A. المظاهر السريرية: إن المظهر السريري المميز هو الضعف العضلي سريع الترقي الذي يكون غالبأ صاعدة من الطرفين السفليين إلى الطرفين العلويين كما يكون في العضلات الدانية أكثر وضوحا من العضلات القاصية .
غالبا ما يسبق المذل القاصي والآلام في الطرف حدوث الضعف . يتطور الضعف الوجهي أو البصلي بشكل شائع ويحدث الضعف التنفسي الذي يحتاج إلى دعم التهوية عند 20 % من الحالات. يترقى الضعف العضلي عند معظم المرضى على 3-1 أسابيع لكن التدهور السريع مع القصور التنفسي قد يتطور خلال ساعات. إن أكثر الموجودات اللافتة بالفحص السريري هي الضعف المنتشر مع الفقد الواسع للمنعكسات. هناك شكل غير شائع من هذه المتلازمة وصفه ميلرفيشر Miller Fisher يتكون من ثلاثي الشلل العيني مع الرنح وفقد المنعكسات.
C التدبير: لابد أثناء طور التدهور من المراقبة المنتظمة للوظيفة التنفسية (السعة الحيوية وغازات الدم) لأن القصور التنفسي قد يتطور مع علامات إنذارية قليلة ويحتاج إلى دعم التهوية. إذا هبطت السعة الحيوية دون ليتر واحد فيجب طلب مساعدة الطبيب المخدر لأن التهوية المساعدة قد تكون ضرورية. إن التنبيب والتهوية ضروریان غالبة لأن القصور البصلي يؤدي إلى الاستنشاق aspiration .
كما أن التدبير العام لحماية الطريق الهوائي والوقاية من قرحات الضغط والخثار الوريدي أمر أساسي.
إن المعالجة الستيرويدية غير فعالة لكن تبديل البلازما Plasma exchange والمعالجة بالغلوبولين المناعي الوريدي تقصران فترة التهوية وتحسنان الإنذار وذلك إذا تم البدء بالمعالجة خلال 14 يوما من بداية الأعراض.
الإنذار بصورة عامة يشفى 80 ٪ من المرضى بشكل كامل خلال 3-6 شهور، ويموت 4% أما الباقون فيعانون من عجز عصبي باق قد يكون شديدة.
اضافةتعليق
التعليقات