• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المثوى الأخير

زهراء خضر / الأثنين 30 آب 2021 / منوعات / 2490
شارك الموضوع :

لطالما آمنت بأن ما قبل الموت هو أصعب من الموت بكثير، وأثبت الحسين ذلك لي كما أثبت الكثير لغيري

لم يقتل الحسين بسيوفهم فحسب إنما قتله رؤيته لسقوط من يحب واحدا تلو الآخر، لقد رأى موت كل من أحب، موت علي الأكبر، علي الفتيّ، وُصِف علي بأنه روح الحسين، لم يلحق الحسين ابنه قبل موته، وصل إليه وقد فارقت روحه جسده، لم يستطع وداعه، قيل أنه تمدد بجانبه، تمدد قرب جسد ابنه، قال له "بني عليّ، على الدنيا بعدك العفا" ثم ضمه واحتضنه بيديه، قرّبه بشدة لصدره الشريف، ربما أراد لرائحة ابنه أن ترافقه، نحتفظ بشيء ممن نحب عند فقدانهم، ألا يحق للأب أن يحتفظ برائحة ابنه أو قد يكون شعر بأنه بذلك سيضمه إلى روحه، أنه سيطمأن روح صغيرهِ الشابة.

عند مجيء أطفالنا لهذا العالم نقطع وعداً بأننا لن نسمح لشيء أن يؤذيهم أبدا بوجودنا، تخيل الحسين كأب وهو يفقد ابنه بين يديه هكذا مليئا بالدماء، أو موت الرضيع بين كفيه، رضيعاً صغيراً شاهد دمائه تسيل على يديه، كأن روحه أرادت أن تؤخذ بين يدي أبيه مرفوعة للسماء، يدا أبيه هي السماء.

أو مشاهدته سقوط أصدقائه واحدا تلو الآخر، بكاء أهاليهم وصغارهم عليهم، هذا كله أخذ من قلب الحسين الكثير، قد يكون أخذ مالم تستطع أن تأخذه الرماح والنبال، أذكر اني قرأت مرة أن الحسين قال لإبن أخيه القاسم: "يعز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو أن يجيبك فلا يعينك". تخيل حزن الحسين وهو يفقد بقية أخيه، وهو يفقد ما قد شعر بأنه أمانته، كسرته وهو يفقد القاسم، عريس الشيعة القاسم.

 ولنذهب لمشهد أخير عاشه كخاتمة لجراحه، مقتل أخيه، سنده العباس، على عكس الحسين لم يستطع العباس ضم الحسين إلى صدره، لم يملك ذراعين لفعل ذلك، لم يستطع ان يطفئ نار قلبه بوداع اخيه، بضمه لآخر مرة قبل الذهاب، فعل الحسين ذلك، اراهن أن الحسين قد بكى هنا بحرقة مع علمه أن اللقاء قريب، إلا إنه العباس، شعر هنا أنه وحيدا، قد فقد الجميع..

ها قد حان وقت رحيله هو أيضا، نظر في عينيّ أخيه للمرة الأخيرة، لم يستطع العباس أن يواجه نظرات أخيه، كأنه كان خجلا من موته، من تركه لأخيه، أعتقد أن زينب قد شعرت بغصتهما وإن لم تكن قربهما، شعرت بخجل العباس وبإنكسار الحسين، شعرت بقرب فقدانها الأخير هي أيضا.

لطالما آمنت بأن ما قبل الموت هو أصعب من الموت بكثير، وأثبت الحسين ذلك لي كما أثبت الكثير لغيري. رحم الله الإمام علياً وسيدتنا فاطمة إنهما لم يشاهدها حسينهما يخوض كل هذا وحيدا.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    السيدة رقية: ملاذ العاشقين وطالبي الحوائج

    النشر : الأثنين 15 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ينتابك التوتر عند مقابلة أشخاص جدد؟.. إليك 5 نصائح عملية لفتح حوار شيق

    النشر : الأثنين 15 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    ماهي الطريقة الأمثل لتناول بذور الشيا؟

    النشر : الأربعاء 02 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    كيف خالفت نصوص مشروع قانون العنف الأسري ثوابت الإسلام؟

    النشر : الأحد 20 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    وراء كل امرأة ناجحة.. رجل!

    النشر : الخميس 06 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 52 ثانية

    لا أُحِبُّ الشاي

    النشر : السبت 17 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1015 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 647 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 617 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 468 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1055 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1015 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 15 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 15 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 15 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة