عصبية الرجل الزائدة مؤشر خطر على الحياة الزوجية، فهي بمثابة القنبلة الموقوتة المزروعة داخل المنزل، وعلى الزوجة التعامل معها بحذر كبير كي لا تعصف بالأمن والإستقرار وراحة البال وكل الأشياء الجميلة والمشتركة.. وسواء بسبب كثرة ضغوطات الحياة اليومية، أو عدم قدرة الرجل على التحكم في انفعالاته لطبع متأصل فيه، فإن الواجب على المرأة حسن تسيير الأمور كي لا تزداد سوءاً، ذلك أن الزوج العصبي دائماً مستنفر وردود أفعاله حادة ومتسرعة..
أسباب عصبية الرجل
ترجع أغلب الأسباب لطبيعة شخصية الرجل المزاجي الذي تجعله أبسط الظروف عصبيا وميالا للنكد أما البعض فقد تزيد لديه معدل العصبية إذا كانت طبيعة عمله شاقة أو يعمل في مجال يسبب الكثير من التوتر أو يعمل في ظروف صعبة ووسط الضجيج لأن الضجيج العالي يضعف الأعصاب ويساهم في تعكر المزاج.
ونحن كمجتمع عربي غالباً ما ينشأ الغضب من نقص في تلبية احتياجات الزوج أو ما هو أبعد من ذلك كشعوره بعدم التقدير والاحترام والتقليل من قدره أمام الأولاد أو العائلة، وفي أوقات كثيرة يثور الزوج لأتفه الأسباب، وأحيانا يكون التدخين سببا رئيسيا يجعل من الرجل شخصا عصبيا ومزاجيا يثور لأتفه الأسباب لأن السجائر تساهم في تقلب المزاج وكل المواد والمكونات التي تدخل في تكوينها كلها تعتبر مواد خطيرة ومضرة يتسبب معظمها في توسيع الشرايين وتسهيل تدفق الدم مما يجعل المدخن يشعر بنشوة الإستمتاع بالسيجارة.
أما بعد انتهاء مفعولها فإن الشرايين تضيق أكثر من السابق ويقل تدفق الدم مما يزيد من ضيق وتعكير المزاج ويجعل الشخص سهل الغضب عديم الصبر مما يحول حياته وحياة المحيطين به إلى جحيم، فبدون السيجارة يتحول المدخن إلى شخص آخر لا يطيق الحديث أو حتى المناقشة بسبب عصبيته الزائدة لأن الإنقطاع عن النيكوتين يؤدي إلى اضطراب النشاطات النفسية ويساهم بصورة كبيرة في ميله للعنف.
وإن العصبية الزائدة قد تؤدي بالزوج إلى رمي يمين الطلاق على زوجته مرات عدة دون نية تطليقها وقد تجعل نوبات الغضب من لسان الرجل بذيئا، وهناك من يفرغ جام غضبه في ضرب الأطفال أو تكسير الأواني أو إصدار الشتائم والإهانات لأسباب تافهة. مما يجعل الزوجة في حيرة من أمرها، وتتساءل: لماذا هو كذلك والأمر لا يستحق كل هذا الغضب؟ بينما تكون في الأساس تلك المشكلة بمثابة المحفز للمشكلة الحقيقية الناتجة عن نقص في أحد مسببات الغضب الآنفة الذكر، فمتى ما فهمت الزوجة أهم مسببات غضب الزوج استطاعت التعرف على السبب الحقيقي لغضبه وسهل عليها تفادي ذلك في مستقبل حياتهما، وتحويل حالة الغضب إلى رضا".
سلبيات عصبية الزوج على بيئة وجو المنزل
للعصبية سلبيات كثيرة خاصة إن كانت نابعة من أساس المنزل وهو الزوج، فتقع الكثير من الأضرار، ومن أهمها: التوتر الدائم لبيئة الأسرة، مما ينعكس سلباً على نفسية الزوجة والأولاد، وهذا له عواقب وخيمة على المستوى النفسي للزوجة، كذلك له أثر سلبي على صحة الأطفال النفسية، فعندما ينشأ الطفل في بيئة غاضبة يصبح أقل ثقة بنفسه، ويكون أكثر عرضة للعزلة والانطواء، وربما قاده ذلك للاكتئاب أو الجنوح لسلوكيات سلبية.
استراتيجيات تساعد على إدارة العصبية
هناك عدّة تقنيات أو استراتيجيّات يمكن أن تساعد على تهدئة الشخص أو صرف انتباهه لفترة كافية لمعالجة الأفكار بطريقة بنّاءة، ثمّ التخلّص من العصبية، ومن هذه الاستراتيجيات ما يأتي:
- التنفس العميق والبطيء: يُعتبر التنفس العميق من الأساليب المساعدة على خفض مستوى العصبيّة، ويتمّ عن طريق الشّهيق ببطءٍ وعمقٍ من خلال الأنف، والانتظار بضع ثوانٍ، ثمّ الزفير ببطءٍ عن طريق الفم.
- تخفيف التوتر الجسدي: يمكن التخفيف من حالة التوتر الجسدي من خلال مجموعة من الأنشطة الجسديّة التي تساعد بدورها على برمجة العقل للتخلّص من التوتر كالاسترخاء، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على نظام غذائي صحي.
- التأمل والتفكر: يُعتبر التأمل واحداً من العناصر الفعّالة التّي يُنصَح باتّباعها لتقليل التّوتر والحصول على الاسترخاء، وبالتالي تهدئة الأعصاب من خلال التنفس بعمق والتفكير بإيجابية.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: تُساعد ممارسة بعض التمارين الرياضية على تفريغ الطاقة السلبية، كما أنّها تُعزّز السيطرة على الغضب؛ وذلك لأنّها تزيد إفراز الأدرينالين التي تمنح الجسم الهدوء، ويُنصح بتخصيص بعض الوقت للقيام بأنشطة بدنية عند الشعور بالغضب، أو عند الشعور بتزايد مستويات القلق والتوتر، مثل: الركض السريع، أو المشي.
- إيجاد متنفس آخر للغضب: مثل ممارسة هواية ما، أو الاهتمام بالحديقة، أو التطوع بعمل خيري.
- البحث عن حلول بديلة للأمور التي تثير الغضب: كالرسم، أو الكتابة، أو الاستحمام.
كيفية تغيير طبع الزوج العصبي
الغضب هو عاطفة قوية تُعبّر عن الاستياء أو الانزعاج، وكيفية التعامل مع الزوج العصبي تُعدّ فنًا من الفنون التي يجب على الزوجة الذكية إتقانها، وفيما يأتي كيفية التعامل مع الزوج العصبي:
1- الهدوء وعدم التصعيد: يُعدّ التحلي بالصبر والمحافظة على الهدوء من أهم الأمور التي تساعد في تقليل الطاقة المتقلبة عند الزوج والتغلب على فورة غضبه.
2- معرفة أسباب الغضب: إنّ معرفة أسباب الغضب يساعد الزوجة على التحدث عن مشكلات الزوج، وتفادي أسباب غضبه، من خلال التوصل إلى الطرق المناسبة للتعامل مع عصبية الزوج، ثمّ كسب زوج هادئ.
3- عدم تأنيب الزوج: يُؤدّي الغضب إلى الشعور بالحزن والخوف والألم، لذا ينبغي التعامل معه بتعاطف، وصبر، وحكمة، وتجنب اللوم والاتهام.
4- الحزم والاحترام: يجب على الزوجة أن تتصرّف مع زوجها الغاضب باحترام، ممّا يعطي انطباعاً للزوج بأنّها شخصية واثقة، وصادقة، واجتماعية.
5- الاستماع للزوج: الاستماع للزوج عند الغضب قاعدة يجب اتباعها، فلكلّ شخص فترة يجب أن يعبر من خلالها عمّا في داخله، وعدم إظهار أيّ استهزاء، أو أيّ اعتراض على ما قاله؛ لأنّ ذلك يجعله يغضب بسرعة، ولكن يُفضّل الاستماع إلى آرائه، وأفكاره، حتّى ينتهي من ذلك.
6- عدم التحدّث إلى الزوج أثناء غضبه: عدم تحدث كلا الزوجين إلى بعضهما لفترة من الزمن، مع ضرورة الانتظار حتّى يهدأ الزوج تماماً.
7- الصمت عند غضب الزوج: التزام الصمت أثناء عصبية الزوج أو غضبه من أهم الأمور التي تجدي نفعًا، وبإمكان الزوجة مناقشة زوجها بعد هدوئه ورجوعه إلى حالته الطبيعية، للحصول على نتائج إيجابية تتمثل في دفع الزوج إلى التحكم في غضبه في المرات الأخرى.
8- محاولة التأثير على الزوج لا السيطرة عليه: ينبغي على الزوجة أن تتواصل بطريقة عقلية واعية، إلى خلق بيئة إيجابية تفاهميّة تساهم في إنشاء علاقة تعاونية بدلًا من التحكم والسيطرة.
9- التحلي بالصبر والرحمة: التعامل مع الزوج بتعاطف وصبر وحكمة، وتجنب الهجوم اللفظي كرد على غضبه.
10- التواصل البنّاء مع الزوج: إنّ النضج والتفاهم هما أساس الزواج الناجح، وينبغي على الزوجة أن تتواصل بطريقة بنّاءة واعية، وبعقلية حكيمة مع زوجها.
11- ممارسة الاسترخاء: تُعدّ تمارين الاسترخاء بمثابة المهرب الفعّال عند اجتياح نوبات العصبيّة، وتساعد ممارسة هذه التمارين في تهدئة المزاج.
12- استشارة اختصاصي العلاقات الزوجيّة: حيث يمكن اللجوء لاختصاصي العلاقات الزوجيّة واستشارته حول الحلول المناسبة، لاستعادة التوازن والتوصّل إلى الحلّ الذي يرضي كلا الطرفين.
اضافةتعليق
التعليقات