اليوم وأنا في سن الخامسة والعشرين ما زلت أشعر أني لم أجد نفسي بعد. كوني أصبحت أما يجعلني لا أستطيع عذر نفسي في كوني لم أكتشف نفسي بالكامل وأهذّب ما لم أستطع تهذيبه في السنين التي مضت، أن تراني ابنتي قدوةً لها، في السنين الأولى مبدئياً، شيء يؤرقني، هل كوني أماً يعني أنني يجب أن أكون مثالية؟ أن أحمل كل صفات الأرض الحسنة، أن أعرف كل اللغات وكل أسماء الحيوانات وكل شيء عن كل شيء!.
هذا بالفعل يقلقني. في أول سنة لي كأم، سن الرابعة والعشرين، ضغطت على نفسي كثيراً لدرجة أن صديقة لي قالت أنها لم تعد تراني أنا كشخص مستقل، بل تراني بصورة ابنتي فقط لكونها احتلت المساحة الأعظم من أيامي.
أدركتُ وقتذاك أني حقا نسيت من أنا وماذا أحب أو أكره! وكيف أتكلم من دون جعل ابنتي تحتل الجزء الأكبر من حديثي! حدثني لدقيقتين وسأبدأ بذكر كل الكلمات الجديدة التي بدأت ابنتي تتعلم نطقها وماذا فعلت هذا الأسبوع وكيف تضحك وكيف تبكي بصوتٍ عالٍ، ستسألني كيف أنتِ؟ فأقول لك أنها بخير! لقد نسيت نفسي بالفعل.. وهذا كان الدليل الأول على كوني أماً فاشلة، هل يمكن أن أكتب ناجحة؟! حسنا، لا أظن ذلك، اهمالي نفسي لأجلها يعني أني سأعوض هذا الإهمال يوماً ما على حسابها سأقصر اليوم في حقي لأقصر غداً في حقها.
من الجيد أن صديقتي قالت لي أنها لم تعد تراني في أحاديثنا، هذا كان المنبه الأول الذي ضغطت بعده على زر الغفوة لتتوالى دقات المنبه مجدداً حتى تلاحقت نفسي واستيقظت، استيقظت من فكرة أن الأم المثالية غير موجودة! لا وجود للمثالية في أي شيء، خلقنا لنخطئ لنتعلم لنوازن، والأهم هو التوازن.
أن أحبها يعني أن أحب نفسي، أن أعتني بها يعني أن أعتني بنفسي، لن تعتني بنفسها وتحبها مالم ترني أفعل ذلك مع نفسي أولاً، استنتجت أني إن استمررت في عدم الاتزان هذا سأصل يوماً ما إلى النسخة العصبية الكئيبة مني، الفاقدة لحس المرح، التي لا تملك طاقة الحب والفرح في حياتها، وحقيقةً أنا لا أرغب في هذا! من يرغب منا بذلك، ابنتي نفسها ستنفر مني إن أصبحت هكذا. أحبها كثيراً، أحب وجودها في حياتي كثيرا ، فهي سمائي، وأن أحبها يعني أني أحب نفسي.
اضافةتعليق
التعليقات