• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لم يبقَ إلا القليل..

زينب التميمي / الأحد 03 كانون الثاني 2021 / منوعات / 3017
شارك الموضوع :

أخرج قراطيسهُ وبدأ يكتب.. رجل كهل قد أخذ الزمان منهُ حتى شعره الأسود ليستبدله باللون الأبيض

ومازال الأنين بقلوبهم يقرعُ الطبول وذلك الصوت الشجي بداخلهم لا ينقطع ورغم الألم الذي اجتاح العديد منهم إلا أنه مازال يمكث في سريره يتابع ويدون كل مايدور حوله من مجريات وأحداث رفيقهُ القلم بدل الألم ومؤنسه السهر بدل القهر.

اضطجع على سريره وغط في نوم عميق، على أنينه الشجي مع بعض الصرخات استيقظ طاهر.. شاب لم يبلغ من العمر الثالثة والعشرين مع والده الذي يدفع به بكرسيٍ متحرك يمشي خطوات ثم يحاول الابتعاد عنه مطأطأً رأسه واضعاً يده على شاربه الكث الذي غزاه الشيب يتأوه تارة ويعيد النظر إلى ابنه تارةً أخرى وبعينيه الجاحظتين وذبولهما وبملامح كستها تجاعيد الزمن الغابر..

أخرج قراطيسهُ وبدأ يكتب.. رجل كهل قد أخذ الزمان منهُ حتى شعره الأسود ليستبدله باللون الأبيض تقرأ على ملامحه الحزن والتعب يدفع بكرسي ابنهّ المصاب كأنه يدفع بسنوات عمره المتبقية، صراخ الشاب جعل الأنين يسكن والهدوء حل في جميع الأرجاء ويعتلي صراخ الشاب وأنينه وكلماته التي تجعل القشعريرة في جسد كل سامع..

لا أحتمل الألم سأموت يا أبتاه سأموت وبكلتا يديه يضغط على رأسه وينفش شعره ويصرخ ويئن والأب مازال يُردد تحمل ياعزيزي تحمل كن قوياً لم يبقَ إلا القليل..

وكيف أحتمل يا أبي الألم يأكل جسدي..

يطئطئ رأسهُ بضع ثوان ثم يُعاود الصراخ كأن موجة من الألم انقضت على أجزاء جسده..

لا تختلف ملامح الشاب عن والده الكهل فلا يبدو خالياً من الهموم بل بدا مُكبلاً بالوجع المرير..

لم أستطع اللحاق بهم دخلوا إلى عدة غرف يبدو أنهم أجروا بعض التحاليل ولحسن الحظ كانت العكاز قريبة علي اجتاحني الفضول لأرى أين سيذهب كنت أراقبهم عن كثب ادخلوا الشاب إلى غرفة العمليات بعد التقبيل والدموع التي مُزجت بين الأب وأبنه لم يدع موقع في وجهه إلا وقبله وأخيراً قبله من فمه وهو يقول له حاول أن تردد أعني ياالله مهما استطعت.. جاء أحد الممرضين وأخذه من والده كأنه أُماً قد أُخذ منها صغيرها الوحيد..

خرج الوالد وجلس على أحد الأريكات الموضوعة في المشفى ليتني أدخل إلى قلبه لأرى أي غليل وأي بركان قد أوقد فيه، جاء موعد علاجي لكنني أبيت أن آخذه قبل أن أطمئن عليه.

بعد مايُقارب الساعة خرج الطبيب تكلم مع الأب حاولت أن انصت له وأستمع لما يقول لكن ضجيج المرضى والمراجعين منعني من الإستماع له، خرج الوالد، ملامح وجهه أخبرتني بالنتيجة رغم هذا سألت مرافق الطبيب فرد متسائلاً:

هل لك صلة قرابة بالمريض؟

فأجبتهُ بالنفي..

الحمد لله العملية نجحت والشاب على مايرام أسعدني سماع ذلك ولشدة فرحتي بسلامته لم أساله عن سبب خروج الوالد..

عُدت إلى غرفتي ما إن وضعتُ قراطيسي حتى سمعت ضجة وصراخ يبدو أنها خارج المشفى خرجت رغم ألمي وإذا برجل كهل قد اصطدم بسيارة عند باب المشفى ويحمل بيديه بعض الطعام والعقاقير ويبدو أن الدكتور قد طلب منه احضارها بين زحمة الناس أخرجوه لم أتمالك نفسي يا إلهي ماذا أرى، مات ليمنح سنوات عمره المتبقية لابنه وعلى صوت مرافق الطبيب رفعتُ رأسي..

للمرة الثانية أسالك هل لك صلة قرابة بالشاب الذي اُجريت له العملية؟

سبق وإن قلت لك لا.

وبعينين مغرورقتين قال لي: إن الله لطيفُ قد أيقظ الشاب وشافاه ليُفرح والده وأخذ عمره وهو مطمئن على صحته وسيأخذ روح الشاب قبل سماع خبر والده وهو مشافى..

ومِن دون وعي رميت العُكاز وبدأت أصرخ بوجهه..

ماذا تقول أتعي ماتقوله أتسمع أُذناك ماينطق بهِ لسانك ماذا تعني بسيأخذ روح الشاب؟

بلى يبدو إن الشاب يحتضر!

تلك اللحظات كنت أحمل فيها حزن الذي عاد للتو من دفن عزيز، لا يد تعينه لنفض تراب القبر من على كتفيه، بقت كلماته في مخيلتي:

تحمل ياعزيزي لم يبقَ إلا القليل..

الانسان
الحياة
الموت
قصة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    كيف تجعلين أطفالك يستمتعون بعطلتهم الصيفية ؟

    النشر : الأربعاء 07 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نهايات مأساوية وإصابات خطيرة والسبب: هوس السيلفي!

    النشر : الخميس 21 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    إلى أي مدى علينا القلق من استخدام البلاستيك في مطابخنا؟

    النشر : الخميس 27 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    لن أضطرَ للكذب

    النشر : السبت 16 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    رَماد

    النشر : الأربعاء 16 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 3 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 3 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 3 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة