الكثير من الوالدين ينشغلون في التفكير في كيفية استغلال العطلة الصيفية في تطوير مهارات أطفالهم وابعادهم عن قضاء وقتهم بين مشاهدة التلفاز واللعب بالإلكترونيات والسهر لأوقات متأخرة من الليل، وبذلك تتحول الإجازة إلى وقت ضائع يتمنى المربون أن ينتهي بحمله الثقيل حيث يشعر أطفالنا دومًا بالملل ونجد أنفسنا ضائعين بين ما نتمنى أن نفعل وما يحدث بالفعل، ويتسرب إلينا الشعور باللوم والندم على هذا الوقت الذي يتسبب في انخفاض مهارات أطفالنا الأكاديمية ليبدأ العام الدراسي الجديد مع معاناتنا لننهض بمستواهم مرة أخرى، بينما يمكننا أن نتفادى كل هذه المعاناة ونوفر كل هذ الجهد ونستثمر الإجازة الصيفية بعدة طرق كي ننمي مهارات صغارنا وتكون إجازة ممتعة ومسلية في نفس الوقت.
طرق استغلال الاجازة للأطفال لتنمية مهاراتهم
يوجد طرق عديدة لاستغلال الاجازة للأطفال بشكل يفيدهم ويعمل على تطور مهاراتهم ويكون في نفس الوقت مسلياً حتى لا يشعروا بالملل.
تنظيم وقت طفلك
تلتزم جميع الأسر بتنظيم وقت أطفالهم أثناء العام الدراسي حتى يساعدوهم على رفع كفاءتهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، يحرصون على النوم المنتظم بمواعيد محددة مما يزيد من تركيزهم ويرفع من نشاطهم الجسدي والعقلي ويحسن حالتهم النفسية لوجود أوقات فراغ مفيدة. لكن على نفس المنوال يجب وضع جدول لتنظيم المواعيد أثناء الإجازة أيضًا كي نحقق الاستفادة القصوى من الإجازة وعدم إضاعتها هباءً، ولكن كيف يمكننا أن ننظم أوقاتنا؟
في البداية يجب علينا نحن الأمهات من تنظيم أوقاتنا حتى لا نشعر بمزيد من الإجهاد والتعب أثناء يومنا المليء بالأعمال المنزلية والواجبات الأسرية وقد يكون بالإضافة إلى عملنا نهارًا، لذا يجب تنظيم اليوم عن طريق تخطيط جدول للروتين اليومي، ومن ثم تنظيم يوم طفلك على شكل صور إذا كان طفلك في سن ما قبل القراءة حتى يستطيع فهم المطلوب من خلال الرسومات خصوصًا روتين الصباح وروتين النوم فهم من أهم الأعمال لتهيئته للخلود للنوم أو لتجديد نشاطه في الصباح.
وإذا كان عمر طفلك أكبر قليلاً فهو حتمًا لديه التزامات للتدريب على الصلوات وحفظ وتلاوة القرآن، وإن كان في سن المراهقة يمكنك تقسيم كتاب مفيد لعقله لعدد قليل من الصفحات كل يوم لينهي كتاباً خلال شهر.
ويمكنك تنظيم جدول أسبوعي بتحديد الساعات لتنظيم واسع المدى، وذلك بالجلوس مع طفلك والاتفاق سويًا على المواعيد والأعمال حتى يستطيع تنفيذها بشعوره أنه مشارك في هذا الجدول وليس مفروضًا عليه بالإجبار، وبعد انتهاء الأسبوع يمكنكم الجلوس في اجتماع العائلة وتقييم الجدول وتغيير ما يشعر أنه غير مناسب له وتجديده في الأسبوع التالي.
وضع جدول الروتين اليومي أو الأسبوعي لا يعني بالضرورة إجبار طفلك عليه، لكنه قد تحدث بعض الظروف الطارئة زيارة الأقارب ومكوثهم معكم لوقت متأخر من الليل فهنا يجب المرونة في تغيير وقت النوم والسماح لطفلك بالسهر قليلاً، وقد تسافرون لقضاء بعض الأيام في المصيف أو تحل الأعياد والمناسبات فهذه الأوقات بالطبع لن يجعلنا نلتزم بالجدول بل سيصبح له نظام آخر، وقد يصبح طفلك مريضًا لا قدر الله من الأنفلونزا أو بعض الحساسية فكل هذا سيصبح له استثناءات، فلا تجعل الجدول مقدسًا بل كن مرنًا مع طفلك ولا تقلق من انتظامه مرة أخرى بعد مرور هذه الظروف المفاجئة.
من المدهش حقًا أن الأبحاث التربوية أوضحت أنه في حال أخفقت في حماية عقل طفلك خلال وقت الإجازة الطويلة (الإجازة الصيفية أو ما يسمى بالاستراحة المدرسية)، فإنه ربما يفقد في المتوسط ما يعادل 2.6 شهر من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامًا كاملاً على مستوى القراءة، وهذا فعلاً ما يتجلى بوضوح في معاناة الأهل في بداية كل عام دراسي لعودة مستويات أطفالهم من جديد لما كان عليه قبل الدراسة، لذا يستوجب ابتكار بعض الأنشطة لإبعاد الملل وتطويرهم، إليكم بعض الأفكار التي يمكنكم القيام بها مع الأطفال في الصيف كالآتي.
1_استكشفوا المدينة وما حولها
النزهة في الطبيعة مهمة لجميع الأطفال، حيث الهواء النقي وممارسة الرياضة تعرفوا على ما يمكن لأطفالكم اكتشافه حول المنطقة المحيطة بمنزلك.
2_ المكتبة العامة
يمكنك تخصيص يوم في الأسبوع للذهاب مع أطفالك إلى المكتبة، تقرأون سويًا وتتصفحون الكتب وتتناقشون حولها، وإذا كان في المكتبة ينظمون نوادي للقراءة والقصص، احرصي أن يشارك أطفالكِ في أنشطة صيفية للأطفال كهذه المفيدة لعقلهم وذكائهم.
3_ خلق بيئة منزلية تساعد على قضاء وقت ترفيهي يستمتع فيه الأبناء والآباء من خلال تخصيص وقت لحضور أفلام ذات مغزى ومضمون مناسب وذلك بخلق أجواء سينمائية بتوفير شاشة كبيرة أو من خلال استخدام البروجيكتور مما يعطي انطباع لدى الأبناء وكأنهم في سينما حقيقية.
- قوموا بزيارة المكتبة
تحتوي معظم المكتبات المحلية على برامج قراءة صيفية ودورات خاصة للحرف اليدوية وعروض الدمى ونوادي المراهقين وأشياء ممتعة أخرى يتم تنظيمها خصيصاً لفصل الصيف. اسألوا عن البرنامج في مكتبة بالقرب منكم.
- بناء ليغو
مكن للأطفال بناء مشاريع حرة أو قطع فنية حديثة. من الليغو تحداهم لبناء مركبة فضائية أو مصنع أو إنسان آلي، لا توجد تعليمات ضرورية هنا.. فقط امنحوهم قطع الليغو والمكان المناسب، ودعوهم يقضوا أجمل أوقاتهم.
- جربوا الطبخ
حتى الأطفال الصغار جداً يمكنهم تجربة الطهو أو الخبز. حيث يمكنهم المساعدة في تجهيز المكونات، ووضعها على طاولة المطبخ، يمكن للأطفال الأكبر سناً الطهو على الموقد أو استخدام الفرن. حيث تعد المساهمة في الوجبة العائلية تجربة مفيدة للغاية للأطفال من جميع الأعمار. وكلما تعلموا كيفية القيام بذلك، زادت قدرتهم على المساعدة بشكل منتظم.
7- العبوا في التراب
لها علاقة بالاستكشاف، وإيجاد حلول للمواقف الصعبة.
- اصنعوا الحصون
بغض النظر عن عمرك، إلا أن صنع الحصون في البيت باستخدام الوسائد والبطانيات ووسائد الأريكة فيه الكثير من المرح للأطفال؛ إذ تعلمهم هذه اللعبة، فكرة العيش في أمان. "سيدتي" وطفلك اختارت هذه الألعاب للأطفال، كي يستمتع معهم الآباء، ويبعدون عنهم الملل في العطلة الصيفية.
9.اكتشفوا الألعاب القديمة
عادة ما ينسى الأطفال ألعابهم القديمة؛ لأن أغلب الأمهات يجمعنها في صندوق، ويضعنها في مكان مختلف، أخرجوها وضعوها بين أيديهم، وشاهدوا رغبتهم للعب فيها مرة أخرى. ويمكنهم أيضاً التبرع بها للآخرين.
- 10. الزراعة
تعد الزراعة في المنزل من الأنشطة الهامة لطفلك مهما كان عمره، فيمكنك تعليم طفلك الفرق بين الحبوب ذات الفلقة وذات الفلقتين بزراعة الفول والذرة على سبيل المثال، ويمكنك تعليم أجزاء النبات وكيفية نموه وإعطائه مسؤولية الاهتمام به ورعايته بمواعيد محددة، كما أنها تعلم طفلك الصبر وكيف له أن يفعل شيئًا بسيطاً الآن ليرى ثمرة عمله غدًا.
11- تربية حيوان أليف
تزيد الحيوانات الأليفة من شعور الطفل بالأمان لامتلاكه كائنًا آخر هو مسؤول عن رعايته وبذلك يمكنك تربية الببغاء أو الطيور وأيضًا السلحفاة أو تربية بعض البط والدجاج أو الكتاكيت في بلكونة المنزل لكي يتفاعل معها طفلك وأيضًا الأسماك، فمجرد شعور الطفل أن لديه مسؤولية تزيد من إحساسه بالأهمية والانتماء وهذا يزيد من شعوره بالأمان والاستقرار النفسي.
12- التقليد
يتعلم الأطفال من خلال تقليد الآباء أكثر من تكرارهم للأوامر أمام أبنائهم، فلو أردت أن يواظب طفلك على القراءة يجب عليك أن تقرأ أولاً، سواء أن تقرأ لهم إن كان أعمارهم ليست في سن المسموح للقراءة بمفردهم أو أن تساعدهم في اختيار كتب وقصص مفيدة لهم وأن تشاركهم الحديث حول ما يقرؤون وتسرد عليهم القليل مما تقرأ. حيث أثبتت دراسات أجريت حديثاً على الأطفال الذين تحرص أمهاتهم على القراءة لهم بانتظام أنهم يتعلمون القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة، وبذلك فالقراءة لأطفالك هامة جدًا منذ الولادة.
13- تعزيز ثقافة إعادة التدوير من خلال تنظيم مسابقات بين الأبناء لمن يجمع أكثر عدد من قوارير الماء البلاستيكية وأغطيتها، أو من خلال إعادة الاستعمال لمواد مستعملة بإبداع أشياء جديدة ممكن الاستفادة منها في أغراض أخرى.
14- ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها سواء كرة السلة أو القدم أو التنس. ومن الممكن وضع بركة سباحة جاهزة من البلاستيك وتعبئتها بالماء وإتاحة الفرصة للأبناء لممارسة السباحة.
15-تخصيص مكان معين لقيام الأبناء بالرسم والتلوين: وذلك لمن يملك موهبة الرسم. كذلك توفير الجو المناسب لمن يكتب القصص أو ينظم الشعر.
هذه بعض الأفكار التي قد تساعد أولياء الأمور في تطوير أطفالهم خلال العطلة الصيفية إضافة إلى السفر والرحلات والذهاب إلى المتنزهات العامة مع أمنياتنا بإجازة صيفية ممتعة ومفيدة لأبنائنا بإذن الله.
اضافةتعليق
التعليقات