• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من جرى في عنان أمله.. عثر بأجله

رقية تاج / الخميس 17 كانون الأول 2020 / منوعات / 3139
شارك الموضوع :

طول الأمل، هو المذموم هنا، وتحديداً إن كان متعلقاً بحب الدنيا وحطامها الزائل

يعتبر الأمل بشكل عام مفهوم إيجابي ومُحبَّذ، فهو حافز للمضي نحو المستقبل بهمّة لا تتعب، ويعيننا على تحقيق أحلامنا والتغلب على المصاعب التي قد تعترضنا في الطريق إليها.

لكن في بعض وجوهه قد يصبح نقمة مثلما كان نعمة في جوانب أخرى. فهو سيف ذو حدين وأنت فقط من يقرر أي حد تستخدم.

طول الأمل، هو المذموم هنا، وتحديداً إن كان متعلقاً بحب الدنيا وحطامها الزائل، والسؤال هنا، لماذا يعتبر طول الأمل شيء سلبي ينهانا عنه العقل السليم والدين الحنيف؟

يقول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:

"من جرى في عنان أمله، عثر بأجله".

حقيقة الموت، هي من تقف أمام طول الأمل، حقيقة تغيب عن ذهن الكثير رغم وضوحها وانتشارها الكبير.

فمن يطيل أمله سوف يقع في شرك الغفلة وسينسى الآخرة، الامام صلوات الله عليه شبّه طول الأمل بالجري السريع والاندفاع ومن ثم سيتعثر بالموت الذي لامفر منه.

لعل هذا المفهوم نستطيع تطبيقه في عدة مصاديق ومنها في الحياة الزوجية، والجانب التربوي فيجب في كل منهما وضع الادارة الصحيحة البعيدة عن محور الذات والأنانية.

وفي الجانب السياسي أيضا لو فكر كل حاكم بالموت لما طغى واستكبر، اقتصاديا ينطبق هذا القانون أيضاً، فمن يقصر الأمل سينفق أكثر وسيبتعد عن البخل، وكذلك دينياً سيسرع الانسان في قضاء الصلاة والصوم، وأخيرا الجانب الاجتماعي، لو أن كل فرد فكر باحتمالية الموت بأي لحظة فسوف يتسامح مع الآخرين وسيؤدي حقوق العباد.

في هذا الجانب نذكر قصة قيل أنّها حدثت مع الطاغية هارون حيث قال يوماً لخواصّه وندمائه: أرغب أن أزور شخصاً قد تشرّف بإدراك الرسول (صلّى الله عليه وآله) وسمع منه حديثاً، لينقل لي عنه بلا واسطة.

سعى رجال هارون وملازموه في العثور على شخص بهذه الأوصاف وفتّشوا الأطراف والأكناف، فلم‏ يعثروا إلّا على رجل عجوز متداعٍ متهالك في غاية الضعف والوهن، لم يبقَ منه إلّا أنفاس تتردّد في كومة عظام بالية، فوضعوه في زنبيل وجاءوا به إلى بلاط هارون في غاية العناية وأدخلوه عليه فوراً، فسرّ هارون بذلك كثيراً، لأنه شاهد شخصاً أدرك رسول الله وسمع منه.

ثم قال له: أيّها العجوز! أرأيت النبي الأكرم؟ قال: بلى.

فقال هارون: متى رأيته؟

قال العجوز: أخذ أبي بيدي يوماً في طفولتي واصطحبني إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثم لم أدرك محضره حتّى رحل عن الدنيا.

قال هارون: أفسمعتَ من رسول الله شيئاً ذلك اليوم؟

أجاب: بلى! سمعتُ من رسول الله ذلك اليوم أنّه قال: يَشِيبُ ابْنُ آدَمَ وَ تَشُبُّ مَعَهُ خِصْلَتَانِ: الْحِرْصُ وَطُولُ الأمَلِ، فسرّ هارون كثيراً بسماعه رواية على لسان رسول الله بوساطة واحدة فقط، وأمر فأعطوا العجوز كيساً من الذهب جائزةً له، ثم أخرج عنه. وحين أرادوا إخراج العجوز من البلاط رفع صوته في أنين واهن ضعيف قائلًا: ردّوني إلى هارون فلدي معه كلام.

قالوا: لا إمكان في ذلك.

قال: لابدّ من رجوعي إليه، فلديّ سؤال ينبغي أن أسأله منه ثم أخرج. وهكذا أعادوا الزنبيل وفيه العجوز إلى هارون، فقال: ما الأمر؟ قال العجوز: لديّ سؤال.

قال هارون: قُلْ. فقال: أيّها السلطان! أعطاؤك الذي تفضّلتَ به علي اليوم لهذه السنة فقط أم هو عطاء يتجدّد كلّ عام؟ فتعالت قهقهة هارون وقال متعجّباً:

صَدَقَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)؛ يَشِيبُ ابْنُ آدَمَ وَتَشُبُّ مَعَهُ خِصْلَتَانِ الْحِرْصُ وَطُولُ الأمَلِ.

إذن، فمن المهم أن يجاهد نفسه ويضبط جرعة الأمل الطويل والتمني الزائف لكيلا يفقد السيطرة على زمام نفسه الهائجة والراغبة كل شيء بلاحدود.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    الرجال يكرهون المرأة الذكيَّة

    النشر : الجمعة 11 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة.. قلوب منكسرة تبحث عن الأمل

    النشر : السبت 10 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    لا يوجد هنالك انسان نموذجي بل هنالك انسان يسعى للنموذجية

    النشر : الأربعاء 11 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    ما سر اشتهاء المرأة للحامض أو الحلو أثناء الحمل؟

    النشر : الخميس 25 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    بين الممكن والمستحيل

    النشر : السبت 25 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 54 ثانية

    قلوب حائرة.. بين مرضاة الله وطاعة الأزواج

    النشر : السبت 24 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1239 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 453 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 448 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 428 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 428 مشاهدات

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    • 366 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1335 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1239 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 783 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة