حزنت كثيرا لما آلت اليه علاقتها بزوجها, والأكثر ألما الاختيار الصعب الذي كان لابد من الجزم به, حاولت جاهدةً إلى الوصول الى نهاية لمشكلتها غير انها لم تجد طريق اخر سوى.. الكذب!.
(ب, ل) سيدة متزوجة وأم لأربعة اطفال كانت الحيرة تتسرب بين كلماتها وهي تسرد لنا حكايتها قالت: "في كل مرة يزداد الخلاف فيما بيننا بسبب مساعدتي لوالداي, زوجي يرفض أن أتولى معونتهما لوحدي ويطالبني بأن تشتركا اختاي بالمصاريف, عجزت بأخباره بانهما ربات بيوت ولا يمكنهما ذلك".
وأضافت: "وبسبب ضغوطه وتواصل مشاكلنا بسبب هذا الأمر, اصبحت اكذب, فلم يكن امامي سوى هذا الحل لأنهي جدالنا الذي بات يؤثر سلبا على علاقتنا الزوجية ونفسية اطفالنا, اخبرته بأني اختاي يشاركان بالمصاريف, والعكس غير ذلك".
وتابعت: "اعترف أن الكذب الذي اعتمدته حلا لمشكلتنا بات اثقل هما على قلبي إن اكتشف الامر, ولا ادري كيف اتصرف, هل اعترف له, أو استمر بكذبي, فوالداي لا يملكان احدا يعينهما غيري".
لا تختلف (منار) _وهو اسم مستعار_ عنها غير ان الكذب قادها الى الضياع, حينما كشف امرها لمعرفته ان راتبها اكثر مما قالت له, فكان القرار الحاسم ان تسلمه راتبها في اول كل شهر وهو من يتكفل بكل ما يلزمها من مصاريف خاصة, وإلا سيكون الطلاق هو نهاية زواجهما الذي دام خمسة سنوات.
حدثتنا منار قائلة: "اصبحت اكره زوجي من ذلك اليوم, فعنصريته وانانيته جعلاني افقد أي مشاعر مودة اتجاهه, فهو لا يبخل على اهله بشيء بينما يرفض ان اساعد اسرتي وهو يعلم ان اخي يعمل اجير ووالدي ضرير وأمي مسنة وصاحبة مرض عضال وهم بحاجة ماسة إلى العون فما يجنيه اخي من عمله البسيط الذي لا يسد احتياجات اسرته هو, فكيف له ان ينفق على ادوية امراض مزمنة, عجزت من محاولتي بإقناعه, ولم تجدِ توسلاتي نفعا".
وواصلت حديثها بأسى: "لا املك سوى الصمت وابتلاع غصة الألم وتأنيب الضمير, التي تداهمني بين حين واخر, استعنت بالمقربين له لربما يأثرون عليه, فكان رده الضرب المبرح لأني اخرجت اسرار البيت".
ختمت حديثها بعيون دامعة: "لا يمكنني الطلاق, في هذا الزمن الصعب, فما سيكون مصيري ومصير ابنتاتي, اسأل الله ان يوليه الهداية, ويغفر لي تقصيري اتجاه من ربياني وانفقا دم قلبهما لأكون ما عليه الان مهندسة, الا انها عاجزة من مساعدتهما ورد جميلهما واداء واجبي اتجاههما, والاشد ألما حينما ازور امي وهي تطلب مني باستحياء بعض المال لشراء دوائها وانا اتمتم لها بأني لا املك واختلق اعذار واهية لأبرر لها عدم مقدرتي, واخفي حقيقة الامر من اجل ان لا اشوه صورة زوجي امامهم".
طريق مسدود
الكثير من القصص ينقلها واقعنا الاليم التي لا يسع المقام ذكرها, غير اننا لم نقف مكتوفي الايدي امام هذا الجحود لدى بعض الرجال, لما يفرضوه من احكام قسرية على زوجاتهم واذلالها بالطلاق الذي يعد ابغض الحلال عند الله حينما يستخدموه وسيلة لإرغامها بالتخلي عن مساعدة اهلها وهذا ما يحرمه الدين وتمقته الانسانية, وبهذا الجانب الذي في اغلب العوائل يكون الطريق به مسدود ولا يصل الى حل سوى الرضوخ..
التقى موقع (بشرى حياة) بخطيب المنبر الشيخ نزار التميمي ليحدثنا عن طريق يساعد بفتح ابواب النور لمن عميته بصيرته بالأنانية, حيث قال: "إن الشريعة الإسلامية حددت مسؤوليات تتعلق بكل فرد متى كان بالغا عاقلا، سواء كان ذكرا أم أنثى، والدا أم ولدا، رئيساً أم مرؤوساً, اذ تترتب هذه المسؤوليات على جوانب عدة, اهمها هي بر الوالدين, اذ من الواجبات التي أكدها القران الكريم, الإحسان إليهما وتلبية متطلباتهما والإنفاق عليهما متى ما كانا في حاجة إلى ذلك, كما يجوز ان تنفق ابنتهما عليهما بدون ان تخبر زوجها, لسببين الاول المال مالها وليس له الحق ان يتدخل في صرفه, وثانيا هما والديها ومن الواجب ان تساعدهما شرعا وعرفا وعقلا وقانونا, وهذا لا يتنافى مع طاعة الزوج".
واضاف التميمي: "كما يمكن بالمحاولة عدة مرات وبدون يأس ايصال فكرة مساعدة الأهل ولو بالجزء البسيط لزوجها, بأسلوب هادئ, وبإقناعه عن الأبعاد الايجابية لهذا العمل فهو سيكون كفيلا بأن يرعاك اولادك بالمستقبل, فلا أحد يعلم ما تخفيه الاقدار, وبتوضيح هذا الكلام بأسلوب خاص مثل, الانسان يحتاج لكل عمل صالح في حياته لينعكس على توفيقه, ولدرء كل مكروه, كما أن هذا التصرف سينعكس على تربيتك لأبنائك وترسيخ مبدأ التعاون والبر في نفوسهم منذ الصغر وتعويدهم على تعزيز علاقاتهم الاجتماعية وتقوية صلة الرحم, ومن كان له خير في والديه سيكون له خيرا في من يحب".
اضافةتعليق
التعليقات