• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ضجيج الروح

هاجر الاسدي / الأربعاء 06 آيار 2020 / منوعات / 2765
شارك الموضوع :

إنتابتها نوبة البكاء ثانيةً أجهشت في بكائها وتعالى صوتُ نشيجها وكأنها تحاول إجبار روحها بالإلتحاق بهم في السماء

الواحدة بعد منتصف الليل 24/12/2020، في شقتها الفارهة أعادت شريط نجاحاتها وصولاً إلى لحظة الإنهيار..

بعد مرور زمن ليس بقليل من أخذ شهادة التخصص في جراحة المخ والأعصاب، بدأت تسترجع ذكرياتها الزاخرة بالنجاحات والشهادات التقديرية ودروع مرتبة الشرف وبراءة الإختراع الحاصلة عليها من أفضل الجامعات وأكثرها شهرةً وكفاءة..

تتصفح ألبوم الصور، ها هي ذا تتحدث بثقةْ وطموح عن مشروع تخرجها الفريد من نوعه الذي أبهر الحضور..

هنا تُسجل براءة الإختراع لإحدى الطرق العلاجية بإسمها.. في هذه الصورة لم تكن فرحتها تسعها وهي تلتقط الصورة مع درع مرتبة الشرف في تخصصها..

هنا تسير بقوامها الرشيق وطولها الفارع بخطى واثقة مع أحد مدراء أقسام جراحة المخ والأعصاب..

هذه الصورة الأخيرة بتاريخ 24/12/2005 التي تجمعها بعائلتها بعد أن رسمت الفرح والفخر على محيّاهم..

إنتابتها نوبة البكاء ثانيةً أجهشت في بكائها وتعالى صوتُ نشيجها وكأنها تحاول إجبار روحها بالإلتحاق بهم في السماء لكن كـكل مرة تفشل، مازالت هذه الروح ملتصقةً بالجسد الذي أعياه السقم والغم..

ما زالت تتذكر مشاعرها، حجم ألمها بعد أن استيقظت في المستشفى وأخبروها بأن جميع عائلتها رحلوا إلى السماء وتركوها وحدها لتقاسي هذه الحياة كانت تريد كف والدها ليحنو عليها ويمسح على رأسها وتود إحتضان والدتها فقط لتودعها علّ روحها تصعد معهم، تمنت مشاكسة إخوتها ولو للمرةِ الأخيرة لكنها لم تحظَ بأيٍ من هذا..

بعد عامين من ذلك الحادث الذي أودى بحياة عائلتها ولم يبقَ منهم سواها على قيد الحياة إستعادت عافيتها الجسدية، أكملت مسيرتها المهنية لكن روحها إنطفأت يوم رأتهم بدمائهم فاقدي الوعي بل فاقدي الروح نفسها.. مازالت تلك الصور تحفر ذاكرتها، تسلب النوم من عينها كل ليلة كما تسلب روحها أيضاً..

ملاذها الوحيد هو الدخول لغرفة العمليات كأنها تريد إنقاذ الناس جميعاً كي لا يعيشوا مرّارة الفقد ويتجرعوه كما هي..

مرّت السنوات، خارت قواها، أضناها الوهن ومزقتها الوحدة سلبها الإكتئاب المقيت إبتسامتها حتى باتت تنام مكرهةً على المهدئات وتحيّا على مضادات الإكتئاب والقلق.. كانت كل ليلة تتقوس على نفسها كـجنين لتشعر بذلك لكن العالم لم ولن يتحول إلى رحم أمها وهذا لا يمكن تجاوزه.. لكن هذه الليلة كانت مريرة جداً على فؤادها فهي ليلة الحادثة التي يُجدد الألم فيها نفسه حتى بعد مرور خمس عشرة عاماً عليها..

أثناء إنتحابها وبكائها الشديدين جاءها إتصالٌ هاتفي من المستشفى وبحاجة جراح بتخصصها لأن هناك حادث سيارة مات كل مَنْ فيها عدا بنت بعمر السابعة والعشرين وبحالة حرجة جداً وتحتاج عملية فوراً .. عزمت أمرها بأن تنقذ هذه الصبية أدارت محرك سيارتها ولم تجف دموعها من على خديها وإنطلقت لتُحيّ روحاً رغم شديد علمها بما ستحيّاه من ألم الفقد وهوانه..

أجرت العملية وأنقذت الشابة وبقيت تتأملها حتى تستفيق فقط كي لا تجعلها تتجرع غربة الروح لوحدها.. بعدما أكثرت الشابة من السؤال على أهلها أين هم؟ كيف حالهم؟ هم بخير أليس كذلك؟ كانت النظرات تتبادل بين الممرضة والطبيبة، مَنْ سيخبرها، كلٌّ منهما يتوسلُ الآخر بنظراته أخبريها أنتِ بل أنتِ.. حتى حُسم الأمر فإنهارت من البكاء، تعالت صرخاتها، كان الوجع فاق قدرتها حتماً هو لا يُوصف أن يفقد الإنسان عائلته بأكملها..

أخذتها بكنفِ أحضانها وراحت تبكي حالها وحال الصبية فالوجع واحد مهما مرت سنين العمر به.. أخذهم النوم قبل أن تجف الدموع على وجنتيهما كأنهما أختين من رحم الوجع ذاته.. لم يكن لهذه الشابة أقارب لتعيش معهم فتوسلت الطبيبةُ بها أن تعيش معها وتصبح أختها وستتكفل بما تبقى من تعليمها وعاشتا حياةً رغيدة يقتسمان الوجع والفرح على حدٍ سواء.. ويحمدان الله على ما أخذ وعلى ما أعطى..

الانسان
الحياة
الحزن
الموت
قصة
الامل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    الاختيار السليم وعلاقته بالتوافق الزواجي

    النشر : الخميس 04 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    يتيم على باب المدرسة

    النشر : الثلاثاء 27 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل نحن أبرياء؟

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    البصيرة والضياع: بين فهم الحقيقة والانخداع بالمظاهر

    النشر : الأحد 23 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    زيادة كبيرة في الإصابة بأورام الغدد الصماء العصبية

    النشر : الأثنين 12 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3748 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 456 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 367 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 311 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3748 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1325 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1194 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 869 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 13 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 13 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 13 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة