نفحات من عبق الهداية تدور في بقعة من بقاع الجنة واجواء روحانية، الناس من حولي تغمرهم فرحة العيد فيتبادلون التهاني في مابينهم، فبعض منهم يقدم الحلوى واخرين شغلتهم الزيارة والمناجاة فجعلتهم يحلقون بعيدا كما لو انهم معه في تلك الظهيرة يبايعون على ان يكون علي امامهم وخليفة رسول الله (ص) من بعده ويعاهدون النبي على نصرته واتباعه..
وجوههم باسمة واياديهم مشرعة نحو السماء تعلو هتافاتهم بالبيعة..
في حرم سيدي ومولاي علي بن ابي طالب (ع) شعور لايوصف لا الارض ذات الارض ولا السماء ذات السماء حتى الهواء غير الهواء وكأن الزمان والمكان ليس من عالم الدنيا شعور تدركه ارواح العاشقين..
بعد انتهائي من الزيارة والدعاء جلست في اقصى مكان من الحرم الشريف في ايوان بالقرب من باب القبلة ورحت افكر في كتابة شيء في حق الامير (ع) او عن يوم تنصيب الامير فأمسكت بالقلم ولكني لم ابدأ الكتابة، كانت تأسرني الافكار كلما حاولت الكتابة وتقيدني الكلمات يغمرني شعور التقصير فأي كلمات ستصف شخصه العظيم، فأكتم حروفي واعتذر للقلم وأضعه في غمده واظل متأسفة النظرات متكسرة الحسرات انظر تارة الى القبة الشريفة واخرى بورقتي التي لاتزال بيضاء ناصعة التي لم يمسها القلم بعد.
ولكن سرعان مااعود وامتطي صهوة القلم اشجع نفسي لأكتب فذكر علي عبادة فكم كتب الكتاب والمفكرون ولكنهم لم يصلوا الى حقيقة شخصه:( ياعلي ماعرفك الا الله وانا ) قالها رسول الرحمة في حقه (ع)..
مهما كتبت ومهما قلت فسيظل القليل القليل في حق الامير،
وحين اهم متلهفة للكتابة يتجمد الحبر ويعتذر القلم معللا: كلمات اسمه لابد ان تكتب بحروف من ذهب، يسألني ماذا سأكتب وكيف سأملي الورق وهذه المرة ليست كسابقاتها فبطل الحكاية امير الامراء،
هل بستطاعتك التحرر من هذا الشعور؟
وهل باستطاعتي الكتابة؟
انت على حق ايها القلم انا في حيرة من امري، كيف ابدأ وماذا ساكتب في حق سيد البلغاء وامير الكلام..
.. من انا حتى اصف علي ومن انا حتى اكتب بحقه حتى ولو كلمة واحدة
الملم اوراقي واحمل القلم دون ان اشعر بالحزن من عصيان القلم فأكتفي بالنظر الى القبة الشريفة والجلوس صاغرة في حضرة المولى.
اضافةتعليق
التعليقات