يُعَدُّ التعليم الإلكتروني لدى البعض "السهل الممتنع"، فبالرغم من توفر أدواته الخاصة، إلا أن أصعب ما فيه هو البداية والانطلاقة. وكلما كانت البداية واضحة المعالم، ثابتة الخطى، كان النجاح هو الحليف الوحيد للمشروع. أما إذا تعثرت الخطى الأولى، فإن تصحيح الوضع والعودة إلى المسار الصحيح تكون صعبة ومتعبة، وقد تستهلك الكثير من الوقت والجهد.
وعلى الرغم مما ذُكر، فإن الإقبال على التعليم الإلكتروني لا يزال قائمًا، والسبب في ذلك يعود إلى أن التعليم الإلكتروني يتناسب مع معطيات العصر؛ فهو الأسلوب الأمثل لتهيئة جيل المستقبل للحياة العلمية والعملية، ويُكسب المعلم والمتعلم الدافعية لمواكبة العصر والتقدم المستمر في التكنولوجيا والعلوم، والتواصل مع المستجدات في شتى المجالات.
فضلًا عن ذلك، فإنه يوفر مصادر ثرية للمعلومات يمكن الوصول إليها في وقت قصير، ويُحفّز المتعلم على تنمية مهارات التعلم الذاتي والاعتماد على نفسه في اكتساب الخبرات والمعارف، كما يُكسِبه أدوات التعلم الفعّالة.
ولكي ينجح التعليم الإلكتروني، لا بد من توفر بعض الأمور، يأتي في مقدمتها أن يكون هناك تناغم بين التربية والمقرر التعليمي، ويحدث هذا من خلال عوامل أهمها: وضوح الأهداف، وترابط المحتوى التعليمي، ومدى ملاءمة الأنشطة الطلابية، وطبيعة ونوع التقييم.
وكذلك الاستيعاب، بمعنى أن تحفز التربية ممارسات الاستيعاب من حيث احتواء جوانب الإنجاز بأنواعها ومجموعاتها المختلفة، والاحتياجات الخاصة للمعاقين، والتي يمكن دعمها على وجه الخصوص من خلال التعلم الإلكتروني، بالإضافة إلى المجموعات العرقية والاجتماعية المختلفة.
والنقطة الأهم هي التفاعل، والمقصود هنا تفاعل المتعلم وتحفيزه للمشاركة في العملية التعليمية. كما ينبغي أن تنعكس هذه المشاركة، وذلك التفاعل، بوضوح في شكل روح مفعمة بالرغبة في التعلم والتحفيز عليه.
ودور المعلم نفسه يتمثل في اتباع أساليب ابتكارية تُحفّز الطالب، والابتعاد عن الأساليب التقليدية والعتيقة، والتي قد لا تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة.
باختصار، لا بد أن يكون التعلم الإلكتروني صالحًا للأغراض التي يُستعمل من أجلها، مع إجراء التقييم الختامي المبني على أسس من الصحة والموثوقية، وأن يكون هذا التقييم مفهومًا من قبل المعلمين، والمتعلمين، وأولياء الأمور، وأن يُعالج سلسلة متنوعة من مستويات الإنجاز، كما يجب أن يخلو من التأثير الوجداني على المتعلم.
إذا توافرت هذه العوامل مجتمعة، فإن التعليم الإلكتروني بإمكانه أن ينجح ويحقق أفضل النتائج للمتعلمين.
اضافةتعليق
التعليقات