الإنسان يأتي إلى هذه الدنيا حاملاً معه صفاته الجسمانية كالشكل، والطول، واللون. لكنه لا يأتي حاملاً معه النجاح. فالعظماء على مر التاريخ لم يولدوا ناجحين، ولكنهم صنعوا نجاحهم بأنفسهم، ولذلك كل إنسان يستطيع أن يصنع نجاحه بيده.
الناجحون في هذه الدنيا أمثال: أبو ذر الغفاري، وسلمان المحمدي، والشيخ المفيد، والشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليهم)، وغيرهم من الناجحين في شتى مجالات الحياة، كيف وصلوا إلى نجاحهم هذا؟
بتأمل حياتهم ندرك أن هناك عوامل أدت إلى نجاحهم، إذا ما التزمنا بها فإننا نصل إلى ما نروم إليه بإذن الله سبحانه وتعالى.
أولها: الإخلاص لله تعالى.
والإخلاص في العمل هو تنزيه العمل الذي يقوم به الفرد من أن يكون لغير الله تعالى فيه نصيب. فالمخلص هو الذي لا يطلب من وراء أي عمل دنيوي أو عبادي أو أخروي يقوم به سوى رضا الله سبحانه وتعالى ورضا رسوله وأهل بيته (صَلواتُ الله تَعالىٰ عَليهِم) والتقرب إليهم، باعتبارهم الطريق الوحيد الموصل إليه سبحانه وتعالى. يقول الإمام علي بن أبي طالب (صَلواتُ الله تَعالىٰ عَليهِ): (في إخلاص النيات نجاح الأمور) (1)
فعلى كل فردٍ إذا عمل عملاً مهما كان صغيراً أو كبيراً أن يكون همه رضا الله سبحانه وتعالى ورضا رسوله وأهل بيته (صَلواتُ الله تَعالىٰ عَليهِم). ولا يكون همه رضا إحدٍ من الناس.
ثانياً: اغتنام الفرص.
فهي سر من أسرار النجاح وسمة من سمات الناجحين، وبالمقابل تفويت الفرص وإضاعتها هي من صفات الفاشلين. يقول الإمام علي بن أبي طالب (صَلواتُ الله تَعالىٰ عَليهِ): (والفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير) (2).
فلنعمل على اقتناص الفرص واستثمارها، عندها فقط ستُفتح أمامنا بوابات النجاح.
ثالثاً: قوة الإرادة.
كلنا يعلم بأن طريق النجاح ليس سالكاً ولا سهلاً بل مليء بالصعاب والعقبات. والإرادة هي أن تقف وجهاً لوجه في تحدي تلك الصعاب والعقبات وتتجاوزها، حتى تصل إلى نهاية الطريق.
فأصحاب الإرادة القوية هم من يستطيعون تحقيق أهدافهم وتحويل أحلامهم إلى حقيقة على أرض الواقع.
ولا تنسى أن الإرادة قرار داخلي نابع منك أنت، ولا يمنحه لك أحد.
وأخيراً اجعل تلك العوامل مساعدك الأمين في رحلة نجاحك في دروب الحياة، حتى تصل بحول الله تعالى وقوته إلى أسمى درجات النجاح.
اضافةتعليق
التعليقات