ها هي أيام الشهر الفضيل قد عادت تحمل لنا تباشير الخير والفرح بالانتصارات التي يقدمها الأبطال من أبناء حشد العراق المؤمن، ومع بداية شهر الخير والبركة امتلأت وسائل التواصل باﻷدعية والتبريكات التي تبادلها اﻷصدقاء والأحبّة بمناسبة حلوله، واكتضت الأسواق بالناس ليوفروا ما يحتاجون إليه في هذا الشهر المبارك.
وفي أول أيامه المباركة وبينما هبّ اﻷهالي ﻹكمال احتياجاتهم من اﻷسواق، من بينهم كان هناك عائلة صغيرة مكونة من اﻷب واﻷم وطفليهما الصغيرين.
قالت اﻷم لزوجها: عزيزي علي ينقصنا بعض الحاجات لهذا الشهر الفضيل..
علي: حسنا عزيزتي تهيئي لنذهب ونبتاع ما نحتاج..
-رقية ومحمد عزيزاي، هيا سنذهب لنشتري بعض اﻷغراض..
تحرك اﻷب بسيارته مع زوجته وطفليه إلى اﻷسواق ليحضروا ما يحتاجونه من أشياء. وصلوا ﻷحد المحال المعروفة في أحد أحياء كربلاء المقدسة التي يتردد عليها الكثير من الناس، أوقف اﻷب سيارته بالقرب من اﻷسواق، خاطب زوجته قائلا: لنبتاع من هنا، لكن الجو حار - فالشمس وقت الظهيرة مرتفعة - لنترك رقية ومحمد في السيارة ونشتري اﻷغراض سريعا ونعود.
-لا بأس حسنا عزيزي.
-حبيبتي رقية سنذهب لنشتري بعض الحاجات والجو حار يؤذيكم، انتظري مع اخيك هنا وسنعود سريعا.
-اهتمي بأخيكِ فأنت اخته الكبرى وسنشتري لكم الشوكولاتة التي تحبونها.
.. -حسنا أبي، اذهبا لا تقلق سأهتم به
أخذت الطفلة التي لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها تلاعب أخاها الذي يصغرها سنا ريثما يعود والداهما.
في هذه اﻷثناء اقتربت سيارة ووقفت بالقرب من سيارتهما، لم يكن أحد يتوقع ما سيحدث، وما هي إلا لحظات وسمع صوت رهيب، صوت دوى بأسماع الناس القريبين من اﻷسواق، يا إلهي قد انفجرت هذه السيارة المشؤومة وهدمت المباني وأودت بحياة اﻷبرياء.
أسرع الوالدان يركضان خارج اﻷسواق ليطمئنا على طفليهما.
يا لهذين الأبوين المسكينين، ما هذا المنظر الرهيب، لقد انهاروا وصعقوا لما رأوا فقد التهمت النيران سيارتهم وأودت بحياة طفليهما، يا الهي كم هو منظر مؤلم يعتصر القلب ﻷجله.
آه آه، ولدي ولدي، علي لماذا لماذا! ما ذنبهما، يا حسرتي كيف أستطيع العيش بدونكما كيف سأتحمل، لا لا، ارجعوا لي أريد ولدي أريدهما..
لحظة، هنا أيضا أخوان شابان في ريعان شبابهما لا يحملون بقلبهم سوى الحب يدافعون عن الدين ويعيشون بسلام. طالتهم يد اﻹرهاب وأصيبوا بجراحات عدة نقلوا على أثرها إلى المستشفى، أحدهما كانت حالته صعبة فلم يكتمل اليوم حتى نعي لوالديه وأصيب قلبيهما وقلب المحبين بفقده. ها قد أخذ الانفجار حياة الطيبين، ترى لم كل هذا، ما هذا الحقد الدفين، ما هذه العقول المتحجرة؟!
أي عقل و أي قلب فعل هذا، ما ذنب هؤلاء اﻷطفال! ما ذنب اﻷبرياء! أي فعل إجرامي هذا! ﻷي دين ينتمي من فعل هذا، في اﻷصل هل ينتمي لبني البشر؟! هل هو آدمي! من الممكن يكون بهيئة البشر ولكن من المؤكد بأنه لا يملك قلبا ولا عقلا، فمن يقوم بهذا الفعل يخالف الانسانية، ويخالف كل اﻷديان السماوية.
صبرا أيها الشعب الطيب المظلوم سينالون جزاؤهم، وسيعرّفهم سبحانه بمكانتهم ويجازيهم بظلمهم، وينتقم للأبرياء. لا تحزنوا فقد ذهب هؤلاء الشهداء لينعمون بجنة أعدها الله تعالى للطيبين..
وصبرا يا وطني صبرا سيعود اﻷمان وتزدهر أراضيك ويندم كل من يؤذيك.
اضافةتعليق
التعليقات