يحكى إن أحد الملوك عندما شعر بأن الموت يقترب أوانه، أدرك بأن يجب عليه تسوية أموره لذلك قرر بأن يختار وريث عرشه كي يودع الدنيا بسلام ولأنه لم يملك سوى ثلاثة بنات فكربأن يختار إحداهن ملكة للبلاد.
لذلك جمع بناته الثلاث و سألهم عن مدى حبهن له، فأجابت الأولى: أحبك أكثر من جميع الأموال المتواجدة في الدنيا فقبلها و ادار وجهه الى ابنته الثانية و سألها عن مدى حبها فأجابت: أحبك أكثر من الذهب المتواجد في الدنيا فكر مع نفسه قليلا و قال أنا ايضا أحبكِ ولكن استغرب من إجابة إبنته الثالثة عندما قالت أحبك أكثر من الملح!.
كاد ينفجر من شدة الغضب، فكر مع نفسه بمدى سخافتها و صغر عقلها وكيف إنها تقيس حب والدها بالملح الرخيص المتواجد في كل مكان ! بالتأكيد لا تصلح لتلزم زمام الأمور وتصبح ملكة البلاد.
صرخ في وجهها قائلا: أغربي عن وجهي و من ثم طُردت المسكينة من القصر!.
مضت الأيام و اختفى الملح من البلاد عندها أصيب الجميع بأمراض خطيرة بسبب فقد الملح هنا استيقظ الملك من نومه العميق وأدرك بأن الإجابة الأفضل والأمثل كانت إجابة إبنته الثالثه حينها انهمرت الدموع من عينيه و أدرك بأن التقليل من تناول المعدل الطبيعي
للملح يؤدي للإصابة بأمراض القلب والوفاة
واستعمال الملح بكميات صحية يساعد العضلات على العمل بكفاءة وينظم ضغط الدم وهناك فوائد أخرى وعرف جيداً ان الملح رغم تواجده في كل مكان إلا إن وجوده أمر مهم في بقاء البشر وأمر الخدم أن يرجعوا ابنتها الى القصر لتصبح ملكة للبلاد لأنها أذكى وأفهم من أخواتها اللاتي يقسن الحب بالمال والذهب.
هكذا بعض الأشياء في حياتنا ربما لا نفهم قيمتها عندما تتواجد بين أيدينا ولكن سنفقد حياتنا اذا فقدناها كالصحة والأمان.
وهكذا الحال مع بعض الناس في حياتنا فهم كالملح ربما دائما يكونوا متواجدين ك"الأم" التي تبحث عن سعادتنا على الدوام و"الأب" الذي يعمل كل شيء لأجلنا ولكن لا نعرف قدرهم إلا بعد فقدهم وهكذا الحال مع البسطاء المتواجدين على الدوام الذين يهتمون بنا رغم تعاملنا السيء معهم ولكن تصبح الحياة صعبة و قاسية اذا فقدناهم.
اذا فقدنا الملح سيتوقف نبض القلب و يؤدي إلى سكتة المشاعر سيصيب عضلات المودة باختلال كبير في التعامل مع الاخرين
ويرفع درجة ضغط الجفاف العاطفي ليعلن الانسان خسارته!.
الحياة دون الملح لا طعم لها، فلنحافظ على المتواجدين دائما الذين هم "السعادة الحقيقية في حياتنا".
اضافةتعليق
التعليقات