تعيش النساء أطول من الرجال، هذه حقيقة عالمية يمكن أن تلاحظها حتى في العائلة؛ إذ تعيش الجدات أطول من الأجداد غالباً، فتظهر الإحصاءات أن النساء يعشن أطول من الرجال بمتوسط 5 سنوات، ويعيش الرجال عالمياً 68 عاماً، بينما تعمر النساء 73 في المتوسط.
الافتراض الأكثر بساطة، هو إرهاق الرجال بأعمال شاقة بدنية ونفسية كثيرة طوال حياتهم العملية، إضافة إلى الضغوط الذهنية والنفسية، لكن طبيعة العمل التي تغيرت كثيراً في السنوات الماضية تجعل هناك تفسيرات أخرى أكثر أهمية، فهناك عوامل مختلفة فسيولوجية واجتماعية ونفسية ووراثية وصحية وجنسية، نتعرف عليها فيما يلي:
القلب أول الأسباب
ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والتدخين والعادات غير الصحية، من أكثر الأسباب المؤدية إلى أمراض القلب، يميل الرجال أكثر من النساء إلى التدخين، وهو ما يجعل الفارق يزيد في بلد كروسيا أكثر من 12 عاماً.
ومع ارتفاع السمنة، أصبح الشباب مهدَّدين أيضاً بارتفاع الضغط؛ ما يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكلى والأوعية الدموية والتنفس والموت المفاجئ، بينما تشير دراسات أخرى إلى دور التعبير عن المشاعر لدى المرأة في حماية قلوبهن.
الهرمونات
وتلعب هرمونات الأنوثة دوراً في حماية النساء من أمراض القلب والأوعية الدموية، فبفضل الدورة الشهرية يتسارع معدل ضربات القلب خلال النصف الثاني من الدورة بما يشبه القيام بتمارين رياضية معتدلة تحمي من مخاطر القلب والأوعية.
ويساعد هرمون الإستروجين الأنثوي (والموجود لدى الرجال بدرجة قليلة) على التخلص من الكولسترول والحماية من أمراض القلب، في المقابل يميل هرمون التستوستيرون لجعل الرجال أكثر عنفاً وتحمّلاً للمخاطر وتقبُّلاً للمغامرة، وهو ما يزيد فرص الحوادث والإصابات لدى الرجال، وأخيراً يقوم جسم المرأة بتحويل الطعام لمخزون يصلح في حال الحمل والرضاعة، وهذه القدرة تجعل النساء أكثر قدرة على التأقلم مع شَرَه الطعام وزيادته، ويهرم الجهاز المناعي عند النساء ببطء أكثر مما لدى الرجال، ولكن تبدو النسب في الأورام معكوسة؛ إذ تموت النساء بالسرطان أكثر من الرجال.
الاهتمام بالصحة
تميل النساء إلى الاهتمام بصحتها وتذهب للطبيب أكثر مما يفعل الرجل، ولا تتعايش مع المرض أو الألم كما يميل الرجال، في المقابل يرتكب الرجال أنواعاً مختلفة من المغامرة والتهور بعدم الذهاب للأطباء أو حتى بعدم الاهتمام بصحتهم العامة وعدم تجنّب المواقف الخطيرة.
العادات السيئة
يميل الرجال أكثر من النساء إلى ارتكاب العادات السيئة: التدخين، والأكل بشراهة، والتعامل الخشن والعنيف مع الآخرين، وقلة النوم وعدم انتظامه.
أسباب وراثية
هناك أسباب وراثية أيضاً؛ فقدرة خلايا المرأة على التجدد أكثر من الرجل؛ لأن لديها كروموسومين X بينما يمتلك الرجل كروموسومين مختلفين XوY، فتكون قدرة النساء على التجدد أكثر؛ لأن أي من الكروموسومين المتشابهين عندها يمكن أن يتجدد ويعمر فتكون فرص التعويض أكبر.
الضغوط والبكاء!
تميل النساء إلى التعبير عن مشاعرهن أكثر ويبكين أكثر مما يفعل الرجال لأسباب اجتماعية تسمح للمرأة بالتخلص من المشاعر السلبية أكثر مما تسمح للرجل، ويؤدي كبت المشاعر، إضافة إلى التوتر والإرهاق والقلق المرتبط بالعمل والإنجاز لدى الرجل، إلى آلام نفسية وعضوية ومتاعب مختلفة.
البلاد الغنية والبلاد الفقيرة
متوسط العُمر المتوقع للبشر سيزداد بالنسبة للمواطنين الذين يقطنون في 35 دولة متقدمة شملتها دراسة حديثة أعدتها المجلة المتخصصة The Lancet، وذلك لأسباب تتعلق بتطور نظم الرعاية الصحية والاجتماعية في هذه البلدان، وتخصُّ الدراسة بالذكر بلداً من تلك البلدان الغنية: ألا وهي كوريا الجنوبية. فقد أثبت مجموعة من العلماء أن أي فتاة تولَد في عام 2030 بكوريا الجنوبية، من المتوقع أن يصل عُمرها إلى 91 عاماً تقريباً، بينما تكون أعمار الفتيان ممن سيولدون عام 2030 نحو 84 عاماً، بينما لن تبلغ البلدان الفقيرة متوسط الأعمار نفسه.
اضافةتعليق
التعليقات