كان ولايزال مسلسل الدم يكرر نفسه مع المسلمين في العالم، ولكن الضربة الموجعة عندما يقف العالم العربي حالة الصمت الشنيعة تجاه الأرواح التي تزهق يوميا بلا ذنب.
إذ استهدف التحالف السعودي الأحياء المدنية والبنى التحتية في العاصمة صنعاء وصعدة والحُديدة اليمنية، بحيث أسفرت غارات جوية شنتها طائراته وقد ذهب ضحيتها أعدادا كبيرة من النساء والأطفال.
فبأي ذنب يقتل طفل؟، وبأي حق يسكت العالم على هذا التعدي الغاشم الذي تقوم به السعودية مع شعب اليمن؟
فوحشية النظام السعودي فاقت الحدود، إذ لم ترحم المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن وتعدت بذلك إلى ارتكاب طيران العدوان السعودي الأمريكي يوم الخميس الفائت بمجزرة مروعة بحق أطفال اليمن في سوق ضحيان بصعدة والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وجريح معظمهم أطفال.
ومع كل هذا الألم أليس هنالك ضمير عربي تهزه صور الأطفال المنكوبة تحت الأنقاض... أو الأطفال التي أهلكها الجوع ولم يبق منها إلاّ العظم والجلد؟
لماذا يعيش العالم اليوم صمتا حقيرا بينما يموت مئات الأطفال على أُثر القصف والجوع في اليمن؟، اين هي منظمة حقوق الأطفال العالمية؟!، أليس هنالك من يناشد بحقوق طفل لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر ويقول ما ذنب هذا الطفل؟
صفحات المواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بمجرد أن تسمع بمقتل امرأة في قضية شرف، وترتفع أبواق المواقع التي تنادي بحقوق الإنسان وتصل القضية إلى منظمة الحقوق الدولية ويصبح الموضوع قضية رأي عام، بينما تزهق يوميا مئات الأرواح البريئة ولا يخرج من هذه الصفحات نفسها جدحة واحدة!
غريب هذا الصمت الذي يحل العالم اليوم؟!، والأغرب هو الصمت الذي يغطي منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل العالمية؟، أليس هذا تفسيرا واضحا بأن هذه المنظمات تعمل وفق مصالح سياسية معينة ولا تتعامل مع الأرواح عامة إنما تعاملها حسب القوميات والجنسيات و"المصلحجيات"؟
"فبالإضافة إلى القصف المتواصل للبنى التحتية المدنية ولمؤسسات الدولة الذي حصل والذي أودى بحياة آلاف الضحايا والذين معظمهم من المدنيين، فإن أحد الإجراءات المفروضة على اليمنيين منذ 26 آذار الماضي هو الحصار الجوي والبحري بإشراف الرياض والذي يعيد إلى الأذهان الحصار الجوي البحري المماثل الذي تقوم به "إسرائيل" ضد 1.8 مليون فلسطيني على قطاع غزة منذ عام 2007 إلى جانب أساليب التعذيب والإجرام السعودي ضد اليمنيين".
فما يحدث اليوم هو جلي وواضح، فقد لبست سعودية لباس إسرائيل ولعبت دورها الخبيث مع الشعب اليمني المقاوم وباعت عروبتها التي تفتخر بها بأبخس ثمن!
ولكن ومع كل ما يحدث اليوم سيبقى الشعب اليمني عزيزا أبيا مقاوما ومتمسكا بعقيدته الإلهية الراسخة، لا بقوميته التي يبيعها العدو ويشتريه في سوق العروبة بعملة الدولار!.
ولكن عزائنا الحقيقي هو أن تصمت الإنسانية وتخمد شعلتها وينام العرب في سبات أبدي مثل الأميرة البيضاء وكأنها خضعت للعنة الساحرة، بل والله لعنة أمريكا وإسرائيل أشد وأكثر سما من ذلك، ومع الأسف قد ذهب الكثير من الناس ضحية ألاعيبهم الخبيثة وأساليبهم التضليلية الناعمة.
لكن في النهاية وبوجود الأنصار أو دونهم سيبقى نهج الشعب اليمني المقاوم هو نهج حسيني ثوري، فمهما خيرهم الدعي ابن الدعي بين السلة والذلة سيكون ردهم الساحق للعدو هو "هيهات منا الذلة".
اضافةتعليق
التعليقات