هل مازالوا يقطفون الزهور ويزرعون الاسى والقبور .
هل مازالوا يا أبتي يسقوننا الدمع ام اني مخطئ، فمنذ فقدت بصري بتُ ارى كل شيء جميلا.
موجات ناعمة تسري في ثنايا حنجرتي لكني رغم النعومة اشعر انها مؤلمة، اتعلم ياابتاه في العمى صفاء لم اجده في النور ورغم ذالك اتوق لرؤيا بغداد والاصدقاء ولعب كرة القدم. آه ياأبتاه لو تعلم كم إن مهجتي تشتاق لصباها ولولا استثارة الروح لفزعت نحو السماء منذ العمى ورحيلك .
اما الآن سأغادر فها قد اوقدت شموع الوداع يا بغداد، شموع الوحشة، فشوارعك لم تعد كسابقها وسنستقبل العيد هذا العام فاقدين للاحبة، الوداع ياأبتي مؤقتا فلا اعلم مـتــى سألتحق بك ربما بعد لحظات وربما في الزيارة القادمة..
لماذا رمضان؟
جرائم القتل في هذا الشهر الفضيل بدأت تكدر صفو بغداد الحبيبة.
من المؤسف ان واقع الحال يخبرنا بأن هذا متعمد في كل رمضان ليأتي عيد حداد لعامين متتاليين رغم ان رمضان شهر الرحمة والتوبة .
ولكن السؤال لماذا رمضان بالذات، حيث يكثر فيه الارهاب والاجرام، وكأنها عادة وضعها البعض ليقتل لون العيد، وهذه السنة لم يشذ رمضان عن هذه العادة، لتنتهك حرمة هذا الشهر الكريم العظيم المبارك من فئة باغية تدعو إلى الفتنة، واستباحة دماء المسلمين وأموالهم، وفي أي شهر؟ في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هُدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، في شهر المواساة الذي يواسي فيه المسلم إخوانه المسلمين، في شهر الرحمة والمغفرة والتوبة، شهر الطاعة والعتق من النيران. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل الفاعلين بدينهم، ويدل على أنهم لا يمتون بصلة للاسلام، فأي حرمة اعظم من حرمة انتهاك الشهر الكريم؟ الذي يضاعف فيه الأجر والحسنات، ويضاعف فيها الوزر لمن استخف به، ولمن فعل فيه المعاصي، فكيف بمن يفعل العظائم؟ كيف بمن يفعل أكبر الكبائر؟ قتل النفس البريئة. ولاشك أن قتل المسلمين الصائمين المصلين من أكبر الكبائر. فكيف إذا كان ذلك في شهر رمضان؟ فنتساءل:
ألا يخشى هؤلاء الظلمة من مصير من سبقهم ممن عثوا في الأرض بالفساد، فأرانا الله سوء عاقبتهم في الدنيا قبل الاخرة؟
فالإسلام دين عدل واعتدال، دين محبة وتقوى، والشريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من اي اعتداء، وتكفل عزته وكرامته وسلامته.
جعل الاسلام للنفس الإنسانية مكانة محترمة، فمدح في كتابه الكريم إحياء النفس وذم قتلها فقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (سورة المائدة: 32).
فمن قتل مسلماً متعمداً، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (النساء: 93).
رمضان شهر الخير والاحسان لاتجعلوا منه شهر حداد وركام .
ثم يمر الوقت ويبتسمون ويغمضون الاجفان ويعود الشريط كما هو لنودع الاحباب دون ردة فعل حتمية، نحن فعلا بحاجة لثورة وليس لحداد فقط .
فما نفكر به نصبح عليه، وما نشعر به نجذبه الينا، وما نتخيله نفعله بأيدينا، والحرية تحتاج الايدي لا الحداد والتبلد.
اضافةتعليق
التعليقات