• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وجوب صون الحرية عن الابتذال

هدى المفرجي / الخميس 15 حزيران 2023 / حقوق / 1807
شارك الموضوع :

هنا نستذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث كانت أولى أساسيات الحرية عنده هي إعطاؤه الحرية الشخصية للإنسان

في كل مكان توجد محطات تهفو إليها نفوسنا لترتشف منها بمنهل عذب بعد أن عصرتها أيامنا العجاف، التي حاصرتنا بحالة من الركاكة والعبث توغر جراحنا، حالة يقف خلفها صنّاع ومنتجون ومستثمرون ومخططون وداعمون ومستفيدون وأبواق ورعاة حتى تنتهي بالغالبية التي لا تعرف معاني الأيام فتكتسبها على أنها الحق القائم، ففي منظورهم ما يتواجد عليه الجميع هو الحقيقة وكل مادون ذلك جهل، تحت شعار «الحرية الشخصية»، متجاوزين كل الحدود وهم يتوشحون ستار «أنت حر مالم تضر»، وكما هو عليه أغلب مجتمعنا العربي يأخذ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية بشكل سطحي لتكون الواقي له من شمس الحقيقة، وفي سؤال بسيط طرحته على متابعي حسابي الشخصي على انستغرام فضولاً مني لرؤية توجهاتهم بجملة: ماهو مفهومك عن الحرية؟

تنوعت اجاباتهم بين ظريف وجدي، فقال الطلاب منهم بكل عفوية: هو آخر يوم في امتحانات الدراسة، ففي مفهومهم الحرية هي التحرر من قيود الاختبارات، واتجه القسم الآخر إلى الاجابة بشكل أدق بعد التفكير حيث ذكرت صديقتي أنها ترى الحرية من أخذ القرارات في حياة الشخص دون تدخل الآخرين، والحقيقة أنها تقصد أن لا ضوابط ولا قواعد تحكم الشخص طالما أنه حر فهو يستطيع أن يفعل ما يشاء.

وهنا نستذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث كانت أولى أساسيات الحرية عنده هي إعطاؤه الحرية الشخصية للإنسان، أي أن يكون الإنسان حر التصرف في أموره الشخصية من دون قيد إلا قيد منع إيذاء الجماعة وهذا القيد يتوسع ليشمل أمورا كثيرة لا تتوقف عند السلاح أو القتل وإنما حتى تلك الأمور التي نظنها حرية كاللباس العاري مثلا أو التفوه بالكلام البذيء الذي نعتقده من منظورنا حرية شخصية بينما هو على العكس تماما فهو إضرار بالمجتمع والجماعة وتعليم السلوكات السيئة التي تؤدي إلى انحراف المجتمع ثم هدمه.

فمنح الحرية الشخصية المنضبطة للإنسان لابد أن تبدأ من إشاعة هذا المفهوم داخل الأسرة كأسلوب لتربية الأبناء وتهذيبهم، وهنا بدأت الردود تصبح أكثر عمقاً وأوسع مفهوما حيث ذكر شخص آخر قائلاً: الحرية هي التغلب على الذات والنزوات، وفي قوله يحقق استكمال أمير المؤمنين لمفهوم الحرية في اطار «قيود الرغبات»، (مَن ترك الشهوات كان حراً)، وبهذه الحكمة حرَّر نفسه من شهواته والتعلق بالدنيا.

فكان الزاهد الذي لا يرى في الدنيا قيمة إلا بما تمثله من وسيلة لتحقيق العبودية لله سبحانه، وبما تمثّله من مجال لخدمة الإنسان ولذا اعتبر أن الدنيا: (مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة) وكذلك الزاهد الذي لا يرى في المُلك قيمة إلا بما يمثله من موقع لإحقاق الحق وإقامة العدل فقال: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت! وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها! ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى؟! نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين)، وبالغ في تحرير نفسه ليتفلت من كل قيد يحول بينه وبين إقامة العدل.

ثم كان الرد الأكثر عمقا وأنضج مضموناً هو حينما ذكرت إحداهن: الحرية بالنسبة لي هي أن أكون حرة بتصرفاتي وأفعالي من دون الخروج عن حدود الله والتعدي على حرية الآخرين. كانت كلمات بسيطة حسمت بحكمتها الخلاف حول مفهوم الحرية، فنعم أنت حر تفعل ماتشاء وبالطريقة التي تناسبك، لكن فقط عليك أن تتذكر وأنت تفعل هذا أنك حر مالم تتسبب حريتك هذه في ضرر الآخرين.

ولتعلم بأن الحرية ليست مطلقة أو بلا حدود، وعليك أن تعرف أن حريتك تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين وعند قواعد وضعها عز وجل في محكم كتابه وهي كل المحرمات التي نجوزها نحن حينما تسول لنا أنفسنا، ويذكر الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله» اي أن مسألة أن تكون حراً ليست أن يعطيك أحد حريتك، بل إن الحرية تنبع من حرّية عقلك وصلابة إرادتك، وتتحمل ضريبة هذه الحرية.

فلا تسقط أمام الضغوط ولا تنهار، ومن خلال هذا الحديث نقول إن الإمام الصادق (عليه السلام) يؤكد أن الحرية لا تأتي من الخارج، ولكنها تنبع من الداخل، فأهل البيت (عليهم السلام) أعطونا مفهوم الحرية بأروع معانيه، فهم الأحرار، ويريدون لمن يتبعونهم أن يكونوا أحراراً، فلا مكان للأذلاء في خط أهل البيت (عليهم السلام)، ولا للعبيد الذين يستعبدون أنفُسهم فيستعبدهم الآخرون.

وإن الدعوة للحرية ليس معناها دعوة للانقلاب والفوضى والهمجية، فالحرية قيمة عظيمة فأنت حر ما لم تضر هي أعمق من مفهومنا السطحي الذي لا يتجاوز كونه ابتذال عارم يكبل أحشاء المجتمع، فللحرية مفهومين أحدها ملغم ملقن والآخر سلسبيل في كتاب الله، فتخيل أن تبدأ المباراة والخصم متقدم عليك بنقطة وأنت مازلت لم تحرك ساكناً هنا تكون قد قررت أن تختار الطريق الملغم فتخسر.

الحرية
المجتمع
السلوك
اهل البيت
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    أنثى الشرق.. عطاء لا ينضب

    النشر : الخميس 16 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما هو القصور الكبدي الحاد الخاطف؟

    النشر : الأحد 17 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحجاب في الاولمبياد.. هل تنجح الرياضة في كسر الصدام الثقافي ؟!

    النشر : الخميس 25 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ابنتي على باب العصيان

    النشر : الخميس 12 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المظاهر السريرية لمرض خارج الرئوي

    النشر : الأثنين 08 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    معجزة بيت الوحي .. زينب

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 382 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 2 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 2 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 2 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة