• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زهرة خلف الباب..

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 01 آذار 2017 / حقوق / 4195
شارك الموضوع :

حارت عيناي بعد ان نظرت الى تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس ي

حارت عيناي بعد ان نظرت الى  تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس يحملون الماء ويسرعون نحو الدار، لكني لا ارى لاهل الدار بقية.

اقتربت من الدار وضعت يدي على فمي حتى لا اختنق من الدخان، ابعدني ابي خوفاً من النار، نظرت لوهلة من حولي، هناك طفلة تلوذ بأبيها تسحبه بعيداً عن الدار، كان هذا البيت محترق بأثاثه، الظلام يحيط بعينيها، ابواب المحاجر مغلقة من الدخان المتصاعد، ثمة بقعة حمراء على جسدها، دون شعور مني ولا تفكير قادتني قدماي نحو هذه الطفلة.

توقفت حيثما كانت الطفلة واقفة، خلعت معطفي ودثرت جسدها المرتجف وثيابها المدخنة، أُقلبْ ناظري في محتويات البيت وكيف اكلت النار الاخضر واليابس، مرت الساعات ثقيلة جداً، مازلت انتظر، رنوت الى باب الدار ولهروب الطفلة من النار، تأملتها عن قرب حيث ادنيت ناظري نحو الدار، شعرت بالدمع الغزير يتدفق من مقلتي وبحرارة، ثم ما لبثت قليلاً حتى انعقد قلبي وكاد ان يسقط، هذا الامر الذي طوق ذاكرتي بحادثة سمعت عنها كثيراً، تفرع الحزن الى كل انحاء جسدي، طفلة تهرب من النار ولم تلمس النار ثيابها.

كيف بحال امرأة حبلى حرقوا دارها، وقفوا يشتمون اباها وبعلها؟ عندما خرجت هذه الطفلة سارع الناس لاطفاء النار ومساعدة اهل الدار، وهذه المرأة لم ينقذها احد من الاصحاب والاحباب، لم يخمدوا تلك النار، فكانت أحقادهم وخبائثهم تطغى، تجرأوا على باب بيتٍ كان يقبّله سيد الامة، تجاهلوا قدرها، حرقوا دارها، اسقطوا جنينها، سطروا خدها، والمسمار وما فعل في صدرها، اين القوم عنها، هل صرخت، لعلها لجأت لجدار البيت ليحميها من حرارة النار، ولتحمي جنينها من السقوط، فعصروها بين الباب والحائط، واسقطت بنت الهدى جنينها، ذاك المسمى محسنا،  اين القوم منها؟ لم يرعوا حرمة الدار ومن فيها؟

سؤال طرحته وانا اعرف الاجابة جيداً، ان القوم خانوا العهد، وضيعوا الوصية، حتى رحلت مقهورة مغصوبة، تجرعت حسرتي بكل ما فيها من الألم والوجع، الآن عرفت كيف  كان حال تلك الزهرة خلف الباب، وماذا شعرت عندما اوقدوا النار، ولم يرعوا لها حرمة و لا ذمّة.

أُخمدت النار في دار تلك الفتاة ورجعت الى حضن ابيها، وارتفعت اصوات الواقفين بالصلوات  وحمدوا الله على سلامتهم.

متحيرة مذهولة لا اعرف اين اتجه، كان كل شيء على ما يرام ما عدا ذاكرتي، تشدني نحو تلك الفاجعة، ترفض ان اغمض عيني من دون ان اعرف ماذا حصل لسيدة وقفت تتستر بالحجاب، رجعوا الناس الى اماكن عملهم، ودخلت العائلة البيت بعدما حاولوا ان يرموا بالنفايات المحترقة خارج الدار، قررت عندها ان ابحث عن ما يدور في ذهني لأنقل حال امرأة ايضاً تعرضت للحرق ولم ينقذها احد، فما كان امامي غير اكوام الكتب، هي التي كشفت حقيقة الامر، اتجهت نحوها وعثرت على نص صريح لواقعة أليمة، فقد قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسمّي السقط محسناً، وفي كتاب الملل والنحل (ج 1 ص 7)  قال: إن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها؛ وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.

فاطمة الزهراء
الاسلام
قصة
الظلم
الايمان
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    في اليوم العالمي للفقر.. رسالة الأمير لمالك الأشتر هل أُخذت بنظر التطبيق؟

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آدم وحواء..

    النشر : الأثنين 22 آب 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الى الزوجات.. احذرن الطرف الثالث

    النشر : الخميس 07 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    انتصرت الاربعين وخسرت الاوسط

    النشر : الجمعة 25 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إستمر.. فالحياة لاتتوقف!

    النشر : الأربعاء 02 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عبرة حزن.. وعودة لصديقة

    النشر : الأحد 11 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 5 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة