• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زهرة خلف الباب..

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 01 آذار 2017 / حقوق / 4110
شارك الموضوع :

حارت عيناي بعد ان نظرت الى تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس ي

حارت عيناي بعد ان نظرت الى  تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس يحملون الماء ويسرعون نحو الدار، لكني لا ارى لاهل الدار بقية.

اقتربت من الدار وضعت يدي على فمي حتى لا اختنق من الدخان، ابعدني ابي خوفاً من النار، نظرت لوهلة من حولي، هناك طفلة تلوذ بأبيها تسحبه بعيداً عن الدار، كان هذا البيت محترق بأثاثه، الظلام يحيط بعينيها، ابواب المحاجر مغلقة من الدخان المتصاعد، ثمة بقعة حمراء على جسدها، دون شعور مني ولا تفكير قادتني قدماي نحو هذه الطفلة.

توقفت حيثما كانت الطفلة واقفة، خلعت معطفي ودثرت جسدها المرتجف وثيابها المدخنة، أُقلبْ ناظري في محتويات البيت وكيف اكلت النار الاخضر واليابس، مرت الساعات ثقيلة جداً، مازلت انتظر، رنوت الى باب الدار ولهروب الطفلة من النار، تأملتها عن قرب حيث ادنيت ناظري نحو الدار، شعرت بالدمع الغزير يتدفق من مقلتي وبحرارة، ثم ما لبثت قليلاً حتى انعقد قلبي وكاد ان يسقط، هذا الامر الذي طوق ذاكرتي بحادثة سمعت عنها كثيراً، تفرع الحزن الى كل انحاء جسدي، طفلة تهرب من النار ولم تلمس النار ثيابها.

كيف بحال امرأة حبلى حرقوا دارها، وقفوا يشتمون اباها وبعلها؟ عندما خرجت هذه الطفلة سارع الناس لاطفاء النار ومساعدة اهل الدار، وهذه المرأة لم ينقذها احد من الاصحاب والاحباب، لم يخمدوا تلك النار، فكانت أحقادهم وخبائثهم تطغى، تجرأوا على باب بيتٍ كان يقبّله سيد الامة، تجاهلوا قدرها، حرقوا دارها، اسقطوا جنينها، سطروا خدها، والمسمار وما فعل في صدرها، اين القوم عنها، هل صرخت، لعلها لجأت لجدار البيت ليحميها من حرارة النار، ولتحمي جنينها من السقوط، فعصروها بين الباب والحائط، واسقطت بنت الهدى جنينها، ذاك المسمى محسنا،  اين القوم منها؟ لم يرعوا حرمة الدار ومن فيها؟

سؤال طرحته وانا اعرف الاجابة جيداً، ان القوم خانوا العهد، وضيعوا الوصية، حتى رحلت مقهورة مغصوبة، تجرعت حسرتي بكل ما فيها من الألم والوجع، الآن عرفت كيف  كان حال تلك الزهرة خلف الباب، وماذا شعرت عندما اوقدوا النار، ولم يرعوا لها حرمة و لا ذمّة.

أُخمدت النار في دار تلك الفتاة ورجعت الى حضن ابيها، وارتفعت اصوات الواقفين بالصلوات  وحمدوا الله على سلامتهم.

متحيرة مذهولة لا اعرف اين اتجه، كان كل شيء على ما يرام ما عدا ذاكرتي، تشدني نحو تلك الفاجعة، ترفض ان اغمض عيني من دون ان اعرف ماذا حصل لسيدة وقفت تتستر بالحجاب، رجعوا الناس الى اماكن عملهم، ودخلت العائلة البيت بعدما حاولوا ان يرموا بالنفايات المحترقة خارج الدار، قررت عندها ان ابحث عن ما يدور في ذهني لأنقل حال امرأة ايضاً تعرضت للحرق ولم ينقذها احد، فما كان امامي غير اكوام الكتب، هي التي كشفت حقيقة الامر، اتجهت نحوها وعثرت على نص صريح لواقعة أليمة، فقد قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسمّي السقط محسناً، وفي كتاب الملل والنحل (ج 1 ص 7)  قال: إن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها؛ وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.

فاطمة الزهراء
الاسلام
قصة
الظلم
الايمان
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    مفاهيم اقتصادية قد لا نعرفها

    النشر : الأحد 02 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تمارين تساعد على الإسترخاء

    النشر : الثلاثاء 07 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أسباب الخيانة الزوجية في عالم الفضاء الإفتراضي

    النشر : الثلاثاء 14 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المدربة زهراء خضر: الثراء حالة داخلية قبل أن تكون مادية

    النشر : الأربعاء 03 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماهي أسباب البقع السوداء وطرق علاجها؟

    النشر : الأربعاء 30 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    فوائد التعاطف الذاتي

    النشر : الثلاثاء 13 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1194 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 431 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 394 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 369 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 368 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1539 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1194 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 8 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 8 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 8 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة