في بعض الأحيان نشعر بأننا لانملك الوقت لعيش حياتنا بشكل طبيعي ونعتذر بسبب ضيق الوقت، ولكننا في الحقيقة لم نضع نظاما نعيش وفقه بشكل قانوني وطبيعي وجميل، بل يجذبنا ذلك السرير الدافئ وتلك الوسادة الناعمة وذلك الغطاء المريح وتلك الوجبة المليئة بأنواع الأكل الشهي وذلك الجهاز الذي يسرقنا لساعات من دون وعي.
لنقم ونزيل العثرات من طريقنا تلك التي نرميها بوقت الغفلة، ولنشعر قليلا ببعضنا، لنفكر عندما نأكل هل يوجد شخص نام جائعا، ولنشعر بدفئ جسدنا ونفكر بمن نام خارج منزله، ولنجلس مع أهلنا لنعرف قيمة الأشخاص الذين فقدوا أهلهم وقيّموهم بوقت متأخر!.
إعرف قيمة الشيء الذي تملكه ببساطته، وإحلم على قدر حياتك ولاتنافس بالسعادة أحد فليس كل شيء دائم وكما قال سيدنا ومولانا علي (عليه السلام): الدهر يومان؛ فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فلا تحزن.
لست مثالية وليس كل حلم أحببته حققته ولست سعيدة في كل حياتي ولكني مازلت أحسد نفسي بأنني أفكر بسعادة غيري قبل نفسي وأضحي بوقت راحتي من أجل غيري وأرى نفسي أقل من أي شخص ليس لعدم الثقة بنفسي ولكني أعلم بأنني مازلت أريد أخذ الدروس والعبر من غيري فكل إيجابية تنفعني وكل سلبية هي درسٌ لي، فأنا طفلة، ومراهقة، وامرأة، وأم..
كن على ثقة بأن اليوم الذي كنت فيه حزينا سيعوضه الله بيومين لك، إبتسم فلست وحيد فالله معك في كل مكان وخطوة ودقيقة ولكنه يختبرك بحبه ويريد أن يعلم هل أنت عاشق له أو صاحب مصلحة تريد قضائها وتدير ظهرك له.
هو ليس بحاجة إليك ولكن أنت بحاجة إليه، هو يحبك ضعف حب الأم لطفلها فهو خلقك من تراب ليس له قيمة وجعلك كل شيء.
هناك قصة لنأخذ منها العظة والعبرة.. تزوجت فتاة وبقيت فترة لم ترزق بطفل، سمعت الكثير من الكلام والإنتقاد والنصائح وكانت هي وزوجها لم يلقيا بالاً لما يُقال، وبقوا واثقين بأن الله سيرزقهم بطفل ولكن في الوقت المناسب..
في يوم من الأيام توقفت أمام المرآة وأخبرت نفسها: كوني قوية ولاتستسلمي للقيل والقال فإن الله كريم وسيرزقك بوقت كرمه وإرادته، وابتسمت وشعرت بالأمان، وبعد عدة أيام، عدة أيام فقط، سمعت خبراً أسعدها سعادة لاتوصف، رزقها الله بخبر حملها، وهذا لأنها إعتمدت عليه ولم تلجأ لغيره.
إن الله كريم ولاينتظر منكم فقط الدعاء بل الوثوق بوجوده، قل ياالله وستبتسم بدون إدراك لنفسك،
هذه كلمات مني مُهداة لكل شخص ظن بأن الحياة توقفت أمامه.
اضافةتعليق
التعليقات