لعبت الايام دورها مع الشعب العراقي، فلم تترك المصائب هذا الشعب منذ الازل، طبعت على اعمارهم الحروب، وختمت على بصائرهم، فما زالت أثر الحروب حاضرة في الذاكرة العراقية، من حكم العثمانيين الى الاحتلال البريطاني والحرب العراقية الإيرانية، وبعدها امريكا وختاما مع داعش. صغيرهم عرف الحرب وكبيرهم يسرد بطولاته في ثورة العشرين، فغدوا يتسابقون كمن سبقهم في مسيرة الشهادة، انشغلوا بتحرير ارض السلام، بعدما اتفق العرب جميعا على نزع السلام منها، اضغان حقدهم كانت اكبر من ان تكون فقط حرب بل اردوا الدمار والطائفية، صمدوا امام طغيانهم وقدموا الغالي والنفيس من اجل بقاء كلمة الوطن والمقدسات، غيروا شعارهم لا ثورية ولا حزبية دموية اهلية، لم يكتفون بعد فمازال الشعب العراقي مجاهدا يقاتل افكارهم قبل اجنادهم، لم ينفع معه الناسف والمفخخ والانتحاري، ماذا تفعلون بعد، اسيادكم ماذا تقول؟ الكفر والجحود، ان كانت المفخخات لا تنفع، ادخلوا من قلوبهم، اطعنوا في شعائرهم، اقتلوا الحسين في قلوبهم، فهذه هي الحرب التي نتمكن من اشعال نيران الفتنة واطفاء شمعة الاربعين..
بأي طريقة كانت اعلامية او مرئية، بذلوا واسع نطاقهم من اجل تشويش الحقيقة وبث الاشاعة وتزييف الواقع، مهما كانت مدينتهم فلا تسع لمليونين زائر، ورغم اموالهم الطائلة لم يقدموا وجبة واحدة من الطعام مجانا، بعيدا عن الاجراءات التعسفية والظالمة في حق الزائرين من اجور التذاكر والفنادق، اما في كربلاء كل شيء مجانا، من الطعام والشراب والمكان والنقل، من غيظ حقدهم قالوا عن "الحمل الغير شرعي"، عجبا عشرون يوما وتنقلون هكذا خبر فكيف وانتم والخدم تسكنون معا؟.
والمثير ان هذه الدولة هي من اكثر الدول (تحرشا)، عجبا ترمون الناس وتنسون انفسكم، لكن الشعب العراقي اشرف من ان يخط حرفا من اجلكم فكلكم عبيد وتلعقون المال، يكفينا فخرا ان مدينتنا تحتضن عشرون مليونا من دون فقد او موت او سقوط، بل كملائكة ترفرف بين ارض كربلاء وسماء العلا محفوظون من شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
اضافةتعليق
التعليقات