هناك زوجين ربط بينهما الحب والصداقة، فكل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر، إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع،
فالرجل هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف، وعلى العكس زوجته حادة وتغضب لأقل الأمور، وذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية، أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة، فالرياح مضادة والأمواج هائجة.. امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب حتى قائد السفينة لم يخفي على الركاب أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله، لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ لا تعلم ماذا تصنع..
ذهبت مسرعة نحو زوجها لعلها تجد حل للنجاة من هذا الموت وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ولكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً، فازدادت غضباً و اتّهمتهُ بالبرود واللامبالاة، نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة استلّ خنجره ووضعه على رقبتها وقال لها بكل جدية وبصوت حاد: ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت: لا،
فقال لها: لماذا؟
فقالت: لأنه ممسوك في يد من أثق به واحبه؟
فابتسم وقال لها: كذلك هذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور؟!
منذ الازل والعلماء يبحثون عن أوجه الاختلاف بين ادم وحواء جسديا وفكريا وعاطفيا فلا تمر ايام حتى نسمع بدراسة تناولت ذلك من ناحية معينة، عن اوجه الاختلاف بينهما وامور يتم اكتشافها في كل مرة لم تكن في الحسبان يوما، ولايزال المستقبل يخبئ لنا مفاجآت اكثر.
آدم وحواء فلقتان يكملان بعضهما البعض، يجتمعان في قلب ثمرة واحدة، تختلف ادوارهما في الثمرة، منهم من يكتفي بوجوده ، ومنهم ومن يغذي الثمر بالبذور والعطاء، فروقات التعايش تجعلهم سلسلة لايمكن قطعها من دون إخراج الثمر، هذا ماطبق على آدم وحواء، فقد اظهرت دراسات العلم الحديث مبررات لسلوك كل منهما في الحياة، يختلفان في كثير من الامور ويظهر اختلافهما بشكل ملحوظ، فمن المعروف ان آدم ينظر الى الامور بعمومتها ولايركز بالتفاصيل وهو ايضا يحب الكلام المختصر والمباشر، يفكر جيدا قبل صدور اي فعل او كلام منه وذلك يساعده في ضبط مشاعره، وأيضا يخبئ دموعه واحزانه ويُظهر القوة دائما، رغم انه لايمكنه في بعض الحالات القيام بأكثر من عمل او مهمة في نفس الوقت على عكس حواء تماما فهي تستطيع على سبيل المثال ان تعد الطعام وتتكلم على الهاتف وتلاعب طفلها، او القيام بأعمال اخرى في نفس الوقت.
وبالعودة الى آدم فهو يمتاز بسرعة ايجاد الحلول عند الطوارئ، بينما حواء لاتمتلك المقدرة احيانا لتفادي المشاكل والعوائق التي تواجهها ولكنها تمتاز بإهتمامها بالتفاصيل الدقيقة فعندما يتكلم معها شخص فإنها تلاحظ نظراته وملامح وجهه بدقة وحركاته وطريقة كلامه فيسهل عليها كشف ما اذا كان يكذب عليها او يتكلم بصدق، لذلك فان 75٪ من النساء يسألن أسئلة يعرفن اجاباتها بالفعل، لذا من الأفضل أن تقول لهن الحقيقة مباشرة يا آدم.
وقد اثبت الاختلاف بين آدم وحواء في القرآن الكريم ، قوله تعالى: (فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى...).
اضافةتعليق
التعليقات