إنَّ أهمية الوالدين ووجودهما شيء جوهري في حياة أي إنسان ونظراً لهذه الأهمية أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 اليوم العالمي للوالدين الذي تم عقده سنوياً في الأول من يونيو (حزيران) للثناء على الوالدين وتقديراً للجهود المبذولة خاصةً في فترات الحجر المنزلي في السنوات القليلة السابقة فكان الجهد مضاعفاً عليهم من ناحية توفير لقمة العيش التي أصبحت جداً شاقة في وقتها والأم التي حاولت الحفاظ بشتى الطرق على الروح المعنوية والنفسية لأولادها وأهمية تكريم الوالدين حيث يتمتع الناس في جميع أنحاء العالم بفرصة وسبب لتقدير الوالدين والشخصيات الأبوية للدور الحيوي الذي يلعبونه في تنمية الأسرة والحفاظ على بقائها.
ولكن يبقى ذلك الذي حددته الأمم المتحدة متأخراً جداً كعادته مقارنةً بما سنهُ القرآن الكريم من حقوق الوالدين وأن سخطهما من سخط الله تعالى وغيرها من الآيات القرآنية التي وردت في محكم كتابه، إضافة إلى ما ورد عن أئمتنا الأطهار في مراعاة الوالدين من الألف إلى الياء ومن جملة الحديث النظر إلى وجه الوالدين عبادة وغيرها.
فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. الإسراء: 23
فقد حدّد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مفهوم الإحسان الوارد بقوله تعالى، فقال: (الإحسان: أن تُحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه، وإنْ كانا مستغنيين)(1).
إنَّ التعامل الذي يقدمه الأبناء لآبائهم في الوقت الحالي لا يرضي الله تعالى فتغيرت المفاهيم تأَثراً بالعولمة وكل التغيرات التي تطرأ فاندست قساوة الغرب بقلوب أبناءنا وعباراتهم الباردة في حوارياتنا فتبلدت القلوب باتت كالحجارة فترى ذاك الذي يرمي جنتهُ (أمّه) في وسط الطريق وآخر يرمي أباه في المستشفى أو دار المسنين القاسية وهكذا أصبح الوضع متعارفاً عليه وآخرين يتركونهم في بيوت لوحدهم حتى يموتوا ويحتضروا بمفردهم، وأم لسبعة أبناء يتركونها لوحدها ليسافروا جميعاً خارج البلد فتموت شوقاً وتشفقاً لرؤيتهم وآلاف القصص كهذه أو أسوأ منها انقلبت مفاهيم الإنسانية فتحولت إلى الأنانية البحتة فمن يخاف الله في والديه أصبح عملةً نادرة.
فمن الضروري توجيه النظر إلى إقامة فعاليات معينة داخل الأسرة الواحدة لغرس مفاهيم طاعة الوالدين واحترامهما في الأبناء من عمر السنتين فما فوق وهذه مسؤولية إن أداها الوالدين على أكمل وجه فإنها ستعود إليهم على أكمل وجه.
اضافةتعليق
التعليقات