• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يدٌ من حرير

مريم حسين العبودي / السبت 13 تشرين الثاني 2021 / حقوق / 2280
شارك الموضوع :

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء

مباركةٌ هي اليد التي تعمل، هذا ما علمته إياها السماء.

حين كانت أصغر سناً، كانت مهامها أقل، وتبذل جهداً أبسط مما تبذله الآن، فقد كانت اهتماماتها كلها تنصب على الواجبات المدرسية وبعض الأعمال المنزلية البسيطة لتُعين بها والدتها، لكنها سنةً تلو أخرى كانت تكبُر، وكبُرت معها مهامها، باتت تعمل طوال النهار تقريباً، وتسهر كثيراً للدراسة. ترى بقية الفتيات ممن في سِنها يقضيّن وقتهن على شبكات الإنترنت والهواتف الذكية، لا يفارقنها ولو لبضع دقائق، يمتلكن أوقات فراغ لا نهائية، وعقولاً لشدة فراغها تكاد تطفو في الهواء، لهنَّ أيادٍ ناعمة، لا يُفسدها غسل الملابس أو الصحون، تتناوب على أظافرهنّ مختلف ألوان الطلاء ولهنْ حياة متخمةٌ بالرخاء.

لطالما كانت تسمع عن فتياتٍ لا يتكلفنّ حتى بغسل الصحن الذي يأكلن منه، كانت تحتقرهنّ أيما احتقار، ولطالما شعرت إنهن يشغلن حيزاً من الفراغ دونما جدوى وتحمد الله على التعب الذي تُلاقيه، التعب الذي سبب لها آلاماً في عمودها الفقري في عمرٍ مبكر، وجعلها تتخلى عن الاهتمام بكل الأمور التي كانت تتسابق لأجلها الأخريات، لم تكن تخرج كل يوم لتحظى بالمتعة والمرح في الأسواق أو الزيارات، لم تكن تشتري كل أسبوع ملابس وحقائب وأحذية، لم تكن تبتاع عطوراً بأسعارٍ خيالية، ولم تكن تهتم لأن تُعجب أي رجل على وجه الأرض.

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء والأمنيات وهي تعلم أنهُ لن يرُدها خائبة، ولم يكن يهمها شيء سوى رضاه ومباركته لأيامها.

كانت تبتسم حين تشعر أن الله يرى كل ما تفعله يداها، وتتأكد من أنه سيكافئها بالخير دائماً، وأنه لن ينسى كل ما تقوم به.

يدُها مباركة، وُظفت لفعل كل ما هو خير، يدها تُنجز أعمال المنزل بكل مستوياتها، كما علمتها الأيام أن تفعل، تطهو الطعام، تغسل الأواني، تُطعم الأطفال وتعتني بهم. يدها تسقي النباتات، وتغرس البذور لحياةٍ جديدة، وهي ذات اليد التي تُمسك الكُتب لتقرأها، وتُمسك القلم لتُدون ما يدور في أعماق روحها من مشاعرٍ لا يفهمها البشر. هي اليد التي تُدلك أوجاع جسد أمها كلما تأوهت، تمسك مكان الألم لتقرأ عليه سورٌ من القرآن الكريم، وهي اليد التي تجلب لها الدواء لتتعافى. يدها تدرُس وتجتهد، تكتب الأجوبة في الامتحانات وتنجح بتفوق كل مرة.

يدها تُمسك بأيدي صديقاتها، تُسندُ من يقع، وتواسي من يتألم، وترتفع لتناجي ربها ليلاً. تمسح دموع عينيها حين تنهمر على خدها، وتلف الحجاب على شعرها بإحكام، وتمتد لتتصدق على الفقراء.

كل امرأة، صبية أو طفلة أو مسنة، عليها أن تعلم أنها تملك يداً مُقدسة، باركها الله وسخرها لتُسيّر هذه الحياة، ولتعلم، أن لولا يديها لما كُبر طفل، ولا بُني مجتمع ولا قامت أمة. تلك اليد هي نصف المجتمع، ولولاها لما وُلد ولا تربى النصف الآخر.

المرأة
العمل
الايمان
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    هكذا تؤثر الهرمونات في تفاوت الاضطرابات النفسية بين الجنسين!

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    آخر القراءات

    الحسن خارق السفن!

    النشر : الثلاثاء 27 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما بعد الرحيل

    النشر : منذ 45 دقيقة
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحسين.. ليس لك!

    النشر : الخميس 13 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    النشر : منذ 2 ساعة
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    فيروزا: امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة

    النشر : الخميس 21 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    وجه كورونا الجميل

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 919 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 685 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 629 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 375 مشاهدات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    • 360 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 353 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1449 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1407 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1111 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1073 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1061 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 919 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ما بعد الرحيل
    • منذ 45 دقيقة
    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة
    • منذ 57 دقيقة
    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء
    • منذ 2 ساعة
    هكذا تؤثر الهرمونات في تفاوت الاضطرابات النفسية بين الجنسين!
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة