• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يدٌ من حرير

مريم حسين العبودي / السبت 13 تشرين الثاني 2021 / حقوق / 2161
شارك الموضوع :

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء

مباركةٌ هي اليد التي تعمل، هذا ما علمته إياها السماء.

حين كانت أصغر سناً، كانت مهامها أقل، وتبذل جهداً أبسط مما تبذله الآن، فقد كانت اهتماماتها كلها تنصب على الواجبات المدرسية وبعض الأعمال المنزلية البسيطة لتُعين بها والدتها، لكنها سنةً تلو أخرى كانت تكبُر، وكبُرت معها مهامها، باتت تعمل طوال النهار تقريباً، وتسهر كثيراً للدراسة. ترى بقية الفتيات ممن في سِنها يقضيّن وقتهن على شبكات الإنترنت والهواتف الذكية، لا يفارقنها ولو لبضع دقائق، يمتلكن أوقات فراغ لا نهائية، وعقولاً لشدة فراغها تكاد تطفو في الهواء، لهنَّ أيادٍ ناعمة، لا يُفسدها غسل الملابس أو الصحون، تتناوب على أظافرهنّ مختلف ألوان الطلاء ولهنْ حياة متخمةٌ بالرخاء.

لطالما كانت تسمع عن فتياتٍ لا يتكلفنّ حتى بغسل الصحن الذي يأكلن منه، كانت تحتقرهنّ أيما احتقار، ولطالما شعرت إنهن يشغلن حيزاً من الفراغ دونما جدوى وتحمد الله على التعب الذي تُلاقيه، التعب الذي سبب لها آلاماً في عمودها الفقري في عمرٍ مبكر، وجعلها تتخلى عن الاهتمام بكل الأمور التي كانت تتسابق لأجلها الأخريات، لم تكن تخرج كل يوم لتحظى بالمتعة والمرح في الأسواق أو الزيارات، لم تكن تشتري كل أسبوع ملابس وحقائب وأحذية، لم تكن تبتاع عطوراً بأسعارٍ خيالية، ولم تكن تهتم لأن تُعجب أي رجل على وجه الأرض.

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء والأمنيات وهي تعلم أنهُ لن يرُدها خائبة، ولم يكن يهمها شيء سوى رضاه ومباركته لأيامها.

كانت تبتسم حين تشعر أن الله يرى كل ما تفعله يداها، وتتأكد من أنه سيكافئها بالخير دائماً، وأنه لن ينسى كل ما تقوم به.

يدُها مباركة، وُظفت لفعل كل ما هو خير، يدها تُنجز أعمال المنزل بكل مستوياتها، كما علمتها الأيام أن تفعل، تطهو الطعام، تغسل الأواني، تُطعم الأطفال وتعتني بهم. يدها تسقي النباتات، وتغرس البذور لحياةٍ جديدة، وهي ذات اليد التي تُمسك الكُتب لتقرأها، وتُمسك القلم لتُدون ما يدور في أعماق روحها من مشاعرٍ لا يفهمها البشر. هي اليد التي تُدلك أوجاع جسد أمها كلما تأوهت، تمسك مكان الألم لتقرأ عليه سورٌ من القرآن الكريم، وهي اليد التي تجلب لها الدواء لتتعافى. يدها تدرُس وتجتهد، تكتب الأجوبة في الامتحانات وتنجح بتفوق كل مرة.

يدها تُمسك بأيدي صديقاتها، تُسندُ من يقع، وتواسي من يتألم، وترتفع لتناجي ربها ليلاً. تمسح دموع عينيها حين تنهمر على خدها، وتلف الحجاب على شعرها بإحكام، وتمتد لتتصدق على الفقراء.

كل امرأة، صبية أو طفلة أو مسنة، عليها أن تعلم أنها تملك يداً مُقدسة، باركها الله وسخرها لتُسيّر هذه الحياة، ولتعلم، أن لولا يديها لما كُبر طفل، ولا بُني مجتمع ولا قامت أمة. تلك اليد هي نصف المجتمع، ولولاها لما وُلد ولا تربى النصف الآخر.

المرأة
العمل
الايمان
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    علم الطاقة الكونية: حقيقة أم دجل؟

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الغدير: بوح الأمل الصاخب.. أمسية في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: الانسان بين المظهر والجوهر

    النشر : الخميس 10 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    شراء هاتف ذكي جديد كل عامين يقتل الكوكب!

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    بين اليمين والشمال.. عطاء مكتمل الأركان

    النشر : الثلاثاء 30 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    عيد الغدير.. يوم إكمـــال الديــــن وتبيلغ الرسالة

    النشر : الأثنين 18 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 574 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 17 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 17 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 17 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة