أجساد متعبة راقدة في ردهة واحدة، أنين أوجاعهم يعلو في آفاق المكان، لا جدوى غير تلك المهدئات، للحظة واحدة يختلف قياس المعادلة فليس هناك من يعطي المهدئات بل هناك من يسكب الوجع فوق الجسد الخاوي، بينما يلتقطون الأوكسجين بقناع الخاص وهناك من يصارع حتى يصل الأوكسجين لبقية جسده.
أصوات مخيفة تقترب من نافذة الردهة بين الخوف والوجع يقف الجسد حائرا هل هناك وجع آخر ينتظرنا، عيونهم حائرة تبحث عن منقذ يرفع جسدهم من حرارة النار، اضرمت بقوة عالية حتى أنها لم تذر باقية.
درجة النار التي اقتربت من الردهة كانت بدرجة الغليان حتى أنها فصلت لحم الانسان عن العظم، قطع من العظام لا أحد يعرف لمن تعود بقيت مجهولة الهوية.
هذه المرة لا شهود لدينا حتى تلك الأيادي المقطعة خرج العظم منها ليقول لا نملك شيء، بين الأنقاض هناك رفاة لبقية أجساد لم ترفع بعد قضية دفعت ودماء سكبت، لا يُمكنني أنْ أنقل لكم هذا الصوت كيف كانَ يضرب في آذاننا، لا شيء غيرَ رائحة الأجَساد المُتفحِمة.
كأنّهم أموات لكنّهم أحياء عندَ ربهم يُرزَقون، من مشاهد الموت هنا قصة علي الذي لم يترك أباه وحيدا يختنق ويحترق في كرفان العلاج تعاون هو وأخيه أحمد على حمل والدهم وإنقاذه لكن الدخان كان خانقا وحاجب للرؤية لم يستطيعوا أخذ الأنفاس بمايسعفهم لحمل والدهم وإنقاذه..
وبعد رفع الهمة وبذل كل ماتبقى من قوتهم حملوا والدهم لكن لا يوجد ممر آمن للخروج من الكرفان!
النار قد أحاطت بهم من كل الجهات وبدأ سقف الغرفة ينهار من شدة الحريق ومازالوا متمسكين بوالدهم حاولوا وحاولوا، تلوعت أجسادهم من الحرارة ليسقطوا فوق أبيهم شهداء، في مشهد العلاج النهائي لا أحد يعلم الفاجعة التالية كيف ستكون، ما عادت التوابيت تكفي ولا القبور تتسع، ولا تحسبن الله غافل عما يفعل الظالمون.
اضافةتعليق
التعليقات