جميل أن ندرك أن الحياة الزوجية هي عبارة عن اندماج لحياتين مختلفتين لتصبح حياةً مشتركة وحياةً سعيدة..
اذا توافق الزوج والزوجة في الأمور وكان هناك تفاهم فيما بينهم فسوف تكون حياتهما حياة سعيدة بلا شك لأنهما بكل بساطة يعرفان ماذا عليهما أن يعملا وماذا عليهما أن يتجنبا...
ولكن في المقابل اذا كان كل من الشريكين أراد ان يعمل كما يحلو له ولا يراعي مشاعر الطرف الاخر سينتهي بهما المطاف الى تشقق في جدران علاقتهما الزوجية!.
الحياة السعيدة لا تحتاج الى قصر مشيد أو سيارة آخر موديل أو ملابس ماركة بل تنهض على التعاون والمحبّة والاحترام .
كانت حياة علي وفاطمة (عليهما السلام) مثالاً للحياة الزوجية السعيدة على مدى الدهور وأسوة لنا كما ورد في الروايات بأن الرسول (صلى الله عليه
واله)، قسم العمل فيما بينهم فكلّف امير المومنين بأعمال خارج المنزل وكلف فاطمة (سلام الله عليها) بالأعمال المنزلية ولكن كان امير المومنين علي (عليه
السلام) يساعد سيدتنا فاطمة (سلام الله عليها) في أعمال المنزل وكانت حياتهما مملوءة بالحب والاحترام والسعادة الحقيقية و حديثهما في
منتهى الأدب والاحترام .
لذلك في هذا الزمن بالتحديد نحتاج الى الرجوع الى الاسلام الرصين كي نتعلم الأخلاق الاسلامية الحقة لأننا ابتعدنا كل البعد عن المفاهيم الأصيلة!.
فأصبح الرجل في هذا الزمن يستحي أن يساعد شريكة حياته لأن هذا الشيء يهدد رجولته كما يظن ولا يُؤْمِن بهذا سوى المتعصبين والبعيدين عن الاسلام الحقيقي !
ولأن مساعدة الرجل لشريكة حياته تنحسب من ضعف الرجل وتخدش رجولته، فالمرأة المسكينة يجب أن تقوم بجميع واجبات البيت وحدها دون معين لذلك جميل أن تساند المرأة زوجها في أمور الحياة وتقدر ظروفه الصعبة التي يعاني منها
كما كانت سيدتنا فاطمة (سلام الله عليها) فلَم تتطلب من شريك حياتها ما لا يقدر عليه، كما قال امير المومنين في حق فاطمة انها نعم العون.
الرجل أيضا جميل أن يساعد زوجته بين حين وآخر في بعض الأمور المنزلية كي تشعر بأنه سند لها في كل حال وباستطاعتها أن تتكئ على عضده بكل
اطمئنان...
فقد روى المحدث النوري نقلاً عن جامع الأخبار، عن علي (عليه السلام) قال: «دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
وَفَاطِمَةُ عليها السلام جَالِسَةٌ عِنْدَ الْقِدْرِ وَأَنَا أُنَقِّي الْعَدَسَ، قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ، قَالَ: اسْمَعْ وَمَا أَقُولُ إلاّ مَا أَمَرَ رَبِّي، مَا مِنْ رَجُلٍ يُعِينُ امْرَأَتَهُ فِي بَيْتِهَا إلاّ كَانَ لَهُ بِكُلِّ
شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَامُ نَهَارِهَا، وَقِيَامُ لَيْلِهَا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ
الصَّابِرِينَ، وَدَاوُدَ النَّبِيَّ، وَيَعْقُوبَ، وَعِيسَى، عليهم السلام.
يَا عَلِيُّ مَنْ كَانَ فِي خِدْمَةِ عِيَالِهِ فِي الْبَيْتِ وَلَمْ يَأْنَفْ كَتَبَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ الشُّهَدَاءِ وَكَتَبَ
اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ
تَعَالَى بِكُلِّ عِرْقٍ فِي جَسَدِهِ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ.
يَا عَلِيُّ سَاعَةٌ فِي خِدْمَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفِ حَجٍّ، وَأَلْفِ عُمْرَةٍ، وَخَيْرٌ مِنْ عِتْقِ
أَلْفِ رَقَبَةٍ، وَأَلْفِ غَزْوَةٍ، وَأَلْفِ مَرِيضٍ عَادَهُ، وَأَلْفِ جُمُعَةٍ، وَأَلْفِ جَنَازَةٍ، وَأَلْفِ جَائِعٍ يُشْبِعُهُمْ، وَأَلْفِ
عَارٍ يَكْسُوهُمْ، وَأَلْفِ فَرَسٍ يُوَجِّهُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ يَتَصَدَّقُ عَلَى الْمَسَاكِينِ،
وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَمِنْ أَلْفِ أَسِيرٍ اشْتَرَاهَا
فَأَعْتَقَهَا، وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ بَدَنَةٍ يُعْطِي لِلْمَسَاكِينِ، وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ
مِنَ الْجَنَّةِ.
يَا عَلِيُّ مَنْ لَمْ يَأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيَالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، يَا عَلِيُّ خِدْمَةُ الْعِيَالِ
كَفَّارَةٌ لِلْكَبَائِرِ، وَيُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَمُهُورُ حُورِ الْعِينِ، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ، وَالدَّرَجَاتِ، يَا عَلِيُّ لاَ
يَخْدُمُ الْعِيَالَ إلاّ صَدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اضافةتعليق
التعليقات