وتبدأ القصة الجميلة، وتعلو البيوت بأصوات الدعاء وتغمر السعادة قلوبنا ببلوغ نعمة شهر رمضان فاستشعروها بقلوبكم، وقابلوها باغتنام أيامه ولياليه بماينفع..
فها هي الملائكة تحتفي وتستضيف الصائمين بطقوس مفعمة بالحب الالهي, ضمن أبهى الممارسات العبادية ولا يخفى علينا أجملها وأقربها إلى الباري عز وجل وهي تلاوة الذكر الحكيم حينما تتأنق الحناجر برخامة الصوت وصدق العقيدة ليخشع القلب ويستكين من وجع وهم الدنيا الزائل ليتكلل شهر رمضان بفيض من البركة تحت مظلة كتاب الله ورحمته..
(بشرى حياة) وضعت رحالها في ثناء بركات شهر الطاعات لتنقل لكل جانب من الطقوس الرمضانية المباركة لأهالي مدينة كربلاء المقدسة..
أيام وليالي مباركة
بتول ناصر (موظفة) شاركتنا الحديث عن استعدادها لأيام وليالي شهر رمضان الكريم: كما تعودت دوما قبل زواجي إلى يومنا هذا هو تلاوة كتاب الله والختمة الرمضانية وقراءة دعاء السحر وأدعية ما بعد الافطار مثل دعاء الافتتاح والبهاء والأيام وكثرة التسبيح والالتزام في أوقات الصلاة.
بينما أشار أبا كيان في حديثة قائلا: هناك من لا يجيد القراءة غير أنه لا يتقاعس عن أسمى الطقوس العبادية من خلال الانصات إلى الختمات الرمضانية التي تقيمها العتبات المقدسة وتنقلها من خلال شاشة التلفاز وهذا الأمر تقوم به والدتي حيث أجدها توصد باب حجرتها لتستمع مع القارئ بكل خشوع كلمة بكلمة وفي أغلب الأحيان تقرأ خلفه وكأنه يلقنها.
ختم حديثه: إني أرى في صنعها هذا أجر عظيم عند الله وللقارئ فخيركم من تعلم القرآن وعلمه.
نوم الصائم عبادة
من جانب آخر وجهت أم آيات ربة منزل نصيحة لأصحاب النفوس الضعيفة ممن يبغون النميمة ويجدون فيها متنفسهم لقضاء الوقت قائلة لهم: قال تعالى في كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} من هنا أتمنى ممن يملك هذه الصفة الذميمة أن يتقرب إلى الله بصدق وعقيدة خالصة ولا يعيش مرحلة تناقض بين صيام وقيام والحديث عن الآخرين في غيابهم وليخلد إلى النوم بغية مرضاة الله وكسب أجر ثواب صيامه في الشهر الفضيل لهذا ذُكرَ أن نوم الصائم من أحد العبادات.
وللأطفال نصيب
اعتادت بعض العوائل العراقية في شهر رمضان تدريب أطفالهم على الصيام حتى وإن كان لساعات معدودة كمبادرة لتشجيعهم وحثهم على الصوم وذلك ليتفهم الأطفال الهدف من الصيام أو قراءة القرآن أمامهم إذ تعد هذه الطقوس العبادية واجبة ليتربى عليها ويتتلمذ منها على التعامل الانساني الراقي وحسن الكلام وأداء التصرف.
كما لا ننسى أن لشهر رمضان نكهة خاصة متفردة بمعاني زاخرة لا تنحصر على طقوس العبادة فحسب بل على المودة والتآخي من خلال التزاور بين الأصدقاء والأقارب وتبادل سفرات الطعام بين الجيران وأداء الزيارة في الحرم المقدس حتى ساعات الفجر المباركة لوقت السحر.
ونظرا للظروف التي تمر بها البلاد نرى أن شهر رمضان هذا العام سينحصر بين الأهل وذلك لسلامتنا.. وفي ختام جولتنا نسأل الله ببركة هذا الشهر الفضيل أن ننعم بعودة شهر رمضان القادم ونحن نزاول طقوسنا المفعمة بالحب الإلهي كما اعتاد عليها أهالي مديتنا, كربلاء الحبيبة.
اضافةتعليق
التعليقات