مرت أيام منذ اندلاع الشرارة الأولى لحرب طوفان الأقصى، والجمهور العربي يتباين في ردود فعله وقناعاته حول القضية، فنجده يسأل، لماذا هذا الاهتمام الكبير بهذه القضية؟
لأنها قضية إنسانية في المقام الأول لشعب استبيحت أرضه وقُتل وأسر وشُرد لإقامة وطن قومي لليهود، وهذا الشعب يدين بالإسلام لذا فهو أخ لنا بالدين، وفلسطين تحتضن المسجد الأقصى الذي أسري إليه الرسول الكريم، ووجود هذا الكيان الصهيوني في أرض فلسطين هو وجود سرطاني خبيث يطمع بالسيطرة على الشرق الأوسط، وتمتد أذرعه إلى جميع الشؤون العربية بشكل ظاهر أو غير ظاهر، لذا فهي قضيتنا المركزية.
لماذا يقاوم الشعب الفلسطيني على رغم من ضعفه؟
لأن حق الاستقلال مكفول لجميع الشعوب وإن كان عن طريق النزاع المسلح، ولو كان أي شعب من الشعوب المضطهدة بتلك القوة التي تضمن النصر ما كان تعرض للاضطهاد أساساً، غير أن الطريقة الوحيدة للنصر هو عدم موت القضية في قلوب أبنائها واستمرار النضال بأشكاله المختلفة حتى عودة الأرض.
"ربما ليس على حماس إيذاء المدنيين"
لا يوجد مدنيين في الكيان الصهيوني، إنهم محتلين غاصبين يشعرون بالأحقية الزائفة لتملك أرض ليست أرضهم، سرقوا حق الحياة من الشعب الفلسطيني بكل تعالي وعجرفة، فالرجل الأبيض هو سيد الكرة الأرضية، وهو من يقرر من سيعيش ومن سيموت، ويقسم مقدرات العالم ككعكة يتناولها مع شاي العصر الإنجليزي، وهي أقذر أشكال العنصرية، فهم يدافعون عن أشباههم البيض وليس عن الحق! فالحق كلمة يلوكونها بألسنتهم متى ما كان لها فائدة تصب في صالحهم.
لماذا لا يقاوم الفلسطينيون بطريقة سلمية؟
لأن العدو يقتل ويخطف ويضيق الخناق يومياً أكثر فأكثر خارقاً كل الشرائع الدولية، ويستخدم كل ما اتيحت من وسائل لتغييب القضية الفلسطينية وطمس ملامحها من التاريخ والذاكرة الإنسانية، يؤيده في ذلك القوى العظمى والدول العربية التابعة.
ولا يمكن الوصول إلى حل عبر طرق سلمية، لأن أول خطوة للحل السلمي هو الاعتراف بوجود دولة لها حدود وشعب تقيم في الأراضي الفلسطينية غير فلسطين، وهو وهم لا يمكن أن يشارك في قبوله الحر العاقل.
وأقل ما يمكن فعله لهذه القضية هو أن نجعلها حية في قلوب وعقول الأجيال الجديدة، عسى أن يحمل الغد تباشير الفلاح.
وهذه هي أبجديات القضية الفلسطينية التي لا يمكن الفصال فيها والتي يقبلها المنطق والحس السليم.
اضافةتعليق
التعليقات