التجاهل مفهوم حضاري مقدد المعنى، وله سبيل يختلف ريبة في عدة جوانب. له تكوين مبهم في بيت الألوان خاصة عند حصار الغضب..
أو أن سطور معالمه غامضة يتحملها صاحبها على مضض، ولكي نعرف معنى التجاهل، لابد أن نعرف السبب الذي أودى ب حقيبة الأفعال أن تتعرج على هوى فاعلها رغبة، أو عنوة أو إجبار وربما براءة وجميل أثر .
التجاهل.. معناه وأسبابه
في عهدة المتكلم أحيانا نمط يستبيح لحرفه جملا تملأ فراغ ثقافته، ب ردود مختلفة، منها غض النظر عن الخطأ الواقع، أو إيجاد حل لتقصير ما، أو تعجرفا على سبيل حال الشخص المتصدي.
أحيانا يتقلد الفرد صفات بعيدة كل البعد عن جوهر المعنى، فنراه مستميت الرد والموقف، متمرد الفكرة، متفوق العجة في الأداء، ليتجاهل.
بحث ما يتطلب منه أن يكون صادقا أو أن يكون العكس، وهذا مانراه حاضر الذاكرة في واقعنا الحالي وبكثرة.
ويتلخص مفهوم التجاهل حول كيفية تحويل الموقف السلبي المتشاحن إلى موقف إيجابي وقلب المشكلة إلى حلول وتصرفات بناءة.
إذن مامعناه، أن يتظاهر جهلا وكأنه قد غلفها ب واجهة عدم الوضوح واللامبالاة، وهو بذلك أصبح جاهلا وقد ابتعد عن مضمون الحق وبادرة الصدق.
ف لنعرف إذن ماهي أسبابه، وكيف ارتدى الجاهل ثوب تجاهله مقلوبا غير مقبول؟!
مع الأخذ بنظر الاعتبار، أن الحيطة في التصرف وإمعان الرد فيه غير منبوذ كليا، بل يتعين أحيانا، أن نتجاهل لرد الإساءة مثلا أو لصد حرف بحرف وجملة ب صمت..
أحدهم قال قولا، على مواقع النت، وهي…
(أحاول صد الحاسد والحاقد بأسلوب التجاهل وليس لي طريق غيره فإذا لم أستخدمه سوف أخسر صحتي وعقلي وتوازني وعندما لا ينفع العتب يكون التجاهل راحة).
خاطرة تحتاج إلى وقفة، وإلى عنق وباع لفهم مواقفها البسيطة، وأحرفها الهادئة، وكأنها تحمل طيات حزن وإراقة شهيق مؤلم وهمس متفائل على حد المقدرة.
على كل حال، وبغض النظر عن البدائل الحالية والمفرط فيها حرفا ولغة فالأسباب هي التي جعلت من النفس الطيبة سيفا تتخذ موقفا أملسا تجاه من يستحق التجاهل.
هناك أسباب عدة لارتياد هذه الصفة حقل التفاعل.
سواء على الصعيد الفردي أو الجمعي..
قد يكون نوع للعقاب بسبب تعرضه للإساءة، وقد يكون سببه فقدان العاطفة وإحساس الفتور تجاه شخص ما، وأحياناً يكون التجاهل أشهب سببه الرغبة في جذب انتباه واهتمام طرف ما، ويرى علم النفس أنه من الضروري التعامل مع وارد التجاهل بشكل ذكي، كي يتجاوزها بأقل التضحية.
(ف عدم جواب الجاهل جواب له)
ولكن يبقى التجاهل فن وأسلوب جريء ذا أردية مختلفة، وسيف يبتر ،وذاكرة متحايلة، ورسم بيد حذقة، إن أحسن استخدامه، قولا وأسلوبا، متجاهلا كان أو متجاهلا، لأن الحياة ملأى بالمواقف المحرجة ولابد من تبني موقفا ناضجا وواعيا للتعايش مع الغير فردا كان أو جماعة بعيدا عن الاحتكاك بالأطراف المتفاعلة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
(إِن لم تكن حلِيماً فتحلّم، فإِنّه قلّ من تشبّه بقومٍ إلا أوشك أن يكون مِنهم).
التجاهل البديل
فن التجاهل، اصطلاح حضاري بديل عن السكوت والصمت وعدم الرد، والحلم وغيره من المضامين التي تسمو بروح الإنسان إلى معارج الخلق الحسن سواء كان متعمدا أو غير متعمد وسلاح لايعتاد على حمله إلا من كان أهلا له، لذا يعتبر صدمة نفسية قاتمة لبعض من لايتحمله ولايفهمه، وللراد عليه منحة تكتسب وسام تربوي لائق.
والتجاهل أنواع:
يقول المؤلف الاسكتلندي الشاعر, جورج ماكدونالد.
(التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل عند الإساءة تعقل، والتجاهل عند النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل) فعلينا معرفتها وانتقاء أدواتها ووقتها المناسب بحذر ودقة مطلوبة، حتى لا نقع في المحذور.
إذن التجاهل، رصاصة كاتمة، إما أن تنهش تهكم السامع ف يعانقه الانطواء والرغبة بعدم التواصل مع الغير، وإلى عدم الثقة بالنفس مما قد يؤثر سلبا على سلوكه، أو تلجمه بحكمة ليفهم ماعنيت ومابغيت وبذلك قد غيرت الموازين ب الرد الحكيم.
لابد من ترويض النفس على الصمت فليس كل أمر يستحق الرد لأن الحياة تتطلب منا أحيانا ﺗﺠﺎﻫﻞ أﺣﺪﺍﺙ، ﺗﺠﺎﻫﻞ أﻓﻌﺎﻝ، تجاهل أﻗﻮﺍﻝ، وكذلك أدوار مؤلمة، وحتى شواهد مظلمة، لتبدأ الحياة من جديد وحتى لاينعكس سلبا على ردهات الروح فتنقلب إلى مرض، وعقدة ممخضة بوحل الشك والتردد، وإن لم تُتقِن فن التجاهل ستخسر الكثير والكثير وأولهم عافيتك. وثانيها حيثيتك.
قال الإمام أمير المؤمنين عليّ (عليه السَّلام ): «إذا حلمت عن الجاهل فقد أوسعته جواباً).
إذن ف لنقوم السلوك بحسن التصرف بعيدا عن عجاف الكلمة، وفلول القسوة الجارحة، وبمعايير مناسبة تكن الحياة حين لاحياة.
اضافةتعليق
التعليقات