كما جرت العادة بنا الاحتفاء بـ إشراقة النور الأعظم على مخلوقات الله جل وعلا ورسول الإنسانية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وإمامنا سيد المذاهب صادق الآل (عليه السلام) وتزامناً مع ميلاد الصادقين صلوات الله عليهم كانت الذكرى السنوية السابعة لنادي أصدقاء الكتاب والذي من أهدافه:
إيجاد جيل قارئ وهادف ذو ثقافة عامة يكون مُطلَّعاً وواعياً لجميع الأصعدة التي تحفه وبالتالي يكون له التأثير الأعمق والأصح على مجتمعه..
تكللت الجلسة هذه المرة بـ حلة ثقافية جميلة بحضور صاحب كتاب الشهر المُختَار الأستاذ الكاتب المبدع علي حسين عبيد والذي تمت مناقشة مجموعته القصصية التي تحمل عنوان: (لغة الأرض).
تحدث الكاتب قائلا:
إن نقل الواقع وتحويله إلى فن سردي رواية أو قصة عادةً لايُنقل بشكل حرفي ويكون الكاتب فيه وسيط ناقل حيث إنَّ كتابة القصة الواقعية تفرض على الكاتب أن يضيف رؤيته الخاصة مابين خليط من الخيال والواقع موظفاً الجانب الجمالي بـ لغة بسيطة وواضحة.
ومما يجدر الإشارة إليه أن أحد النقاد السودانيين وصف أسلوبي في مجموعتي هذه قائلاً: إنَّ الكاتب كان ماهراً في الأسلوب ومتميزاً في الصدق الفني وسعة الخيال في السرد واللغة كانت مؤثرة وقوية..
وأشار إلى عنوان القصة قائلاً: إنه أراد أن يظهر قيمة الأرض وكيف أنها تتحول إلى كائن يشرب ويتألم ويأكل ويفرح ويحتاج من يفهمه فهو يرسم نوع من التلاحم بين الإنسان وأرضه بأبهى صورة..
وأكمل الأستاذ واصفاً مجموعته بأنها عبارة عن كاميرا سردية تعرض وقائع حروب متناسلة ومواقف إنسانية مؤلمة ومشرقة في آن واحد تُظهِر ما عاناه العراقيون من أوجاع ومآسٍ هائلة كما تُظهر البون الشاسع بين الإنسان والوحش الذي يربض بداخله، وتذكّر بأن الموت لا يحدث برصاص الحرب وحدهُ، وإنما توجد لدى الحرب وسائل وأدوات وأذرع أخرى للتحطيم والقتل كثيرة غير الرصاص..
وقال أيضا: لا تغيب قصص الحب العميقة عن مجموعة لغة الأرض لاسيما تلك التي تتوطّد بين الأرض والإنسان الذي يجيد محادثة أرضه باللغة التي تفهمها فتستجيب له وتحتضنه كالأم الرؤوم..
وقد حَظيت المجموعة بردود أفعال متميزة في الوسط الثقافي العراقي والعربي بل قد حازت على المركز الأول بجائزة الطيب صالح العربية للقاص..
ومما قاله الروائي السوداني أمير تاج السر: كتبتُ مرة عن الأدب العراقي فقلتُ إن الحرب أفرزت دماً أدبياً جديداً، يفوق حرارة ذلك الدم العراقي الذي أراقته الحروب، وهكذا تجد في قصص وروايات الكثير من الأدباء العراقيين تلك السمة الحديثة وفي هذه القصص المذهلة للكاتب العراقي علي حسين عبيد تجد كيف كُتبت الحرب في صيغتها العنيفة والإنسانية أيضا، أي تلك المرتبطة بالإنسان العراقي، لا ثقة في أحد في أجواء الحروب والرصاص، لا قصص حب ستزدهر حتى النهاية، ولا خواطر ستهدأ، أو تأمن حتى في زمن السلم..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية هادفاً إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع..
اضافةتعليق
التعليقات