يعتبر العشرين من نوفمبر هو اليوم الدولي لحماية الأطفال، وذلك بحسب توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام1954 م بأن تقيم جميع البلدان يوماً عالمياً للطفل يحتفل به بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وقد أعلنت الأمم المتحدة في هذا اليوم قانون حقوق الطفل.
وقد تجد اغلب المنظمات الانسانية تنادي بحقوق الطفل، وتبرأه من كل الحروب والنزاعات التي تحصل لكون الطفل هو كائن بريء ولا حول ولا قوة له، وليس له علاقة ولا ذنب بكل ما يحصل في العالم.
ولبيان أهمية حقوق الطفل تأسست قبل اشراع اليوم العالمي للطفولة منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في 11 ديسمبر عام 1946 بفضل تصويت الإجماع في الدورةالأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، لرعاية الطفولة حول العالم.
هذا وناهيك عن عدد المنظمات الحكومية وغير الحكومية التي لا تحصى حول العالم وتنادي بشعارات حماية الأطفال فكريا وتربويا، وترعى من خلال ذلك المفهوم التربوي فياحتضان الطفل ثقافيًا وإعادة بناءه فكريا خصوصا بعد الخراب الذي سببته مخلفات الحرب..
فلو عدنا الى الواقع قليلا سنجد الاف الأطفال بل وحتى الملايين منهم يعيشون اتعس الحالات الممكنة والغير قابلة للتصور في العالم، بينما منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية ترفع شعارات "حماية الطفولة" هنالك عدد لا يضاهى من الأطفال يموتون بسبب الجوع!.
أي فكر واي ثقافة تلك التي يحتاجها الطفل قبل رغيف خبز يبقيه على قيد الحياة؟!، اين اليونيسف عن كل هذا الذي يجري مع الأطفال الأبرياء حول العالم؟، ان كانت شعاراتهم فعلا خالية من الطائفية والتحيز للجهات السياسية او حتى الدول الساخنة وانهم حقا مؤسسات إنسانية يحاولون فقطحماية الطفل، اذن لماذا يموت يوميا عدد كبير من الأطفال تحت وطأة الجوع في اليمن وحتى افريقيا؟! أي إنسانية تلك التي تنادي بها المنظمات!، ما ذنب هذا الطفل الذي لا يعي حتى معنى كلمة حرب! مع الأسف يعز علي ان أقول بأن الطفولة اليوم باتت تساق وفق مصالح دول واتفاقيات سامة!.
فقد حذرت منظمة "انقذوا الأطفال" (سيف تشلدرن) الخيرية من أن "جيلا كاملا من الأطفال" يواجه خطر القتلوأن مليون طفل إضافي باتوا عرضة لخطر المجاعة فياليمن.
وها هو اليوم يحل علينا اليوم العالمي للطفل بينما قبل أيام ودعت الطفلة "امل حسين" الحياة على اثر المجاعة والمرض الذي بات ينخر أطفال اليمن جراء الحرب المقامة عليها من قبل الدول الأخرى، بربكم أي مهزلة هذه!.
اذا كانت المؤسسات حقا تعنى بحماية الطفولة يجب ان تفعل ذلك عن حق، بلا تسيس ومصالح. وحماية بعض الأطفال حسب الاهواء الخاصة وترك غيرهم يموتون بلا حماية ولا حقوق!.
ان كانوا حقا ينادون بالحقوق فيجب ان يعرفوا بأن أول الحقوق هي المساواة وعدم التمييز والتحيز لأي جهة على حساب جهة أخرى، وان المساعدة تشمل "الطفل" بلا مسميات ولا انتماءات!.
إذا حصل ذلك وعاش الطفل أيا كان جنسيته وانتماءه حياة كريمة وعزيزة في وطنه وبين كنف اهله، وتوفرت له الظروف المناسبة التي تساعد على نموه فكريا وجسديا وثقافيا، وتواجدت المنظمات التي ترعاه وتحتضن براءته وفق المفهوم الإنساني فقط بلا مسميات ولا تسيس، حينها فقط يمكننا ان نحتفل بالطفولة.
اضافةتعليق
التعليقات