تلك الجملة التي غرست في داخلنا ونغنيها منذ الصغر اشربت لنا بملعقة افلام الكارتون ولانعلم اصل لهذا المثل ومنه مثل عراقي سائد (كوم ال تعاونت ماذلت) ومن هذه الحكم صغيرة اللفظ كبيرة المعنى بُنيت مبادئنا والسعي في تطبيقها يخلق امة متكافئة صلدة البنيان لاتهزمها ريح.
بشارات النصر ملأت ارجاء المجتمع العراقي هذا النصر المُؤزر وصلت انباءه الى من احاطونا وردم قلوبهم تحرير المحافظات التي ظنوا انهم مواقعوها، ولكن دروب تملأ بدماء الشهداء مصيرها الفوز وسواعد تتعاضد لتشكل سدا لايغلبه موج، وقلوب بيضاء محت الغل شعاعها يعلو ليغطي ظلامهم، وأرواح تلاقت فتداخلت ونفت تعددها استطاعت أن تغلب أرواحهم المتفرقة النتنة، وأديان متعددة جمعها اسم الوطن، وأبناء تخلوا عن كل مايهمهم ليرفعوا أعلام النصر في سماءهم، أما الفرح فكل حكاه بطريقته .
الابتسامات تغمر الحشد وشعبه، ذلك الحشد الذي ضم ابناء كل الطوائف والاديان فكانوا عودا لايُكسر، رُفعتْ الهاشتاكات في مواقع التواصل ففي الفيس بوك رُفِع هاشتاك (سقوط دولة الخرافة)،
وفي تويتر ايضا علت التغريدات بالنصر وكل مواقع التواصل فأصبحت تبشيرات النصر مع المعايدات تُرسل.
أما لقلوب الحشد فنبضها علا والضحكات لاتكاد تفارقهم مزجت بدمعتين دمعة السعادة ودمعة لفراق من كانوا ينتظرون هذا اليوم ولكن الجنان تاقت اليهم فأخذتهم قبل ذلك، ولدموع المُهجرين حكاية اخرى يقصها من عاشها بين انتظار لقاء من فارقوهم وبين الحنين للعودة للديار، وأطفال لاتعلم سوى حان وقت العودة للمدارس وللعب وللاصدقاء الذين سكنوا الانقاض فلم يبق منهم أثر وهكذا مزجت الفرحة بأكاليل الشهداء (وجكليت) الاحياء.
ومن بين طقوس الفرح تنفرد (الهلهولة) العراقية باضفاء جمال خاص وفرحة منمقة باصوات (الهلاهل) تعبيرا عن يوم النصر المنتَظر لثلاث سنوات، أما لصوت العيارات النارية التي كانت تشكل مصدرا للخوف غدت نفحة حنان وامان على اسماع الحاضرين في تلك البقعة.
بعد كل ذلك تعلو أغنية (موطني) في ديارنا المحررة لتكون محطة بكاء وأحتضان وسجود وتقبيل لتراب ذلك الوطن الذي أشربت تربته دماء أبناءه فكانت نعم الأم التي أحتضنتهم بأخلاص.
وبإنتهاء هذه الغمامة تطلع الشمس لتسجل الشمس الاولى على تحرير الموصل وليخطها التاريخ مع بطولات شعبنا العراقي ومآثره المشرفة .
اضافةتعليق
التعليقات