في ظل الظروف التي يعاصرها الغني والفقير للوقت الراهن بات شبح الوباء المستجد كورونا يتطاول على اقتصاد البلاد إذ ارتفعت نسبة الخسائر المادية بانخفاض أسعار الذهب الأسود (النفط)، ما يهمنا هو تداعيات هذا الانخفاض على عجز الموازنة الأمر الذي أثار التوجس في قلوب الكسبة من أبناء الشعب خصوصا بعد انحسار أعمالهم وتوقف أغلبها بسبب اعلان خلية الأزمة بحظر التجوال..
في صدد الاجراءات الوقائية المتخذة كانت هناك آراء لأصحاب الأعمال الحرة التقتهم (بشرى حياة) لتنقل لكم جانبا من مخاوفهم..
سائقو الأجرة
حدثنا مهند سائق باص (كوستر) قائلا: "أنا سائق أجير على هذه الباص إذ أكون ملزما بإعطاء صاحبها ٤٠٠ ألف دينار كأجر ثابت ولا يكون معنيا بأمور الصيانة والبنزين".
وأضاف: "أعمل كخط ثابت لنقل التلاميذ وبعدها أقلّ المواطنين من أحياء المدينة إلى مركزها، لكن الوضع الحالي يشعرني بالاحباط إذ اغلقت المدارس وتوقفت عن نقل التلاميذ وعدم خروج الناس بسبب حظر التجوال وتقليل نسبة الدوام كل هذا أدى إلى تدني عملنا نحن سائقو سيارات الأجرة.
مما جعلني أحمل الهمّ كيف لي أن أسدد إيجار السيارة الشهري لصاحبها وأوفر مصاريف البيت؟
وأضاف على ما قاله مهند السائق أبا سالم: "إن مكوث الناس في بيوتهم كاحتراز وقائي بسبب الأزمة الصحية التي عصفت في الكثر من البلدان جعلتنا نعاني من أزمة مادية، ففي السابق كنت اقلّ زائرين بين المحافظات لزيارة الأماكن المقدسة وسفرات ترفيهية للعوائل أما اليوم بالكاد استحصل قوت يومي، وإن استمر الحال لمدة أطول سنكون عرضة لوضع أسوء من هذا والله المستعان".
وبدورها أبدت إحدى المعلمات مخاوفها قائلة: "أعمل معلمة دروس خصوصية في البيت ضمن تخصصي إذ لم أحصل على وظيفة في القطاع الحكومي، وذلك من أجل إعانة زوجي بالمعيشة فهو يعمل في ورشة للنجارة وأجره اليومي لايسد احتياجاتنا.
وبسبب الوضع الصحي المتفاقم بسبب حظر التجوال امتنع الأهالي من ارسال أطفالهم لتلقي الدروس اللازمة اذ لن اتقاضى اجوري الشهرية وهذا سيتسبب لنا بخفض دخلنا. ينتابنا أنا وزوجي القلق الشديد حيال المستقبل المجهول الذي نمر به!.
فيما بانت قسمات الحزن على أبا فاطمة صاحب مطعم صغير فقد اضطر ألى غلق مطعمه بسبب عدم توافد الزبائن إليه.
حدثنا قائلا: "إن المطعم باب رزقي الوحيد كما لدي ثلاث عمال لديهم عوائل وهم المعيلين لعوائلهم واغلاقه لحق بنا الضرر.
وما يثير خوفي وحزني هو عدم معرفة متى سنعود لمزاولة عملنا خصوصا أن الأمور باتت مريبة، أخشى أن يطول الأمر فكيف لي أن أسدد ايجار المطعم وتحمل مصاريف البيت!.
من جانب اخر تخشى أم بركات من استمرار الوضع أكثر فزوجها يعمل عامل في البناء.
وقد توقف عن العمل ولايملكون مصدر آخر لكسب رزقهم.
لنزرع الأمل
في ظل الأزمة الصحية هكذا كانت مخاوف أغلب العوائل المتعففة من عامة الناس حيث أغلبهم من الكسبة وأصحاب عمل يومي محدود.
ولكن، لكل أمر يقدره الله نهاية ولايسعنا غير الدعاء بالفرج القريب، فبالدعاء تزهر الأماني البائسة أملاً، فالأمل هو الصديق الرائع حتى وإن غاب لا يخون أبدا، لنبعد كل ما يقلق أمان ذاتنا ونبتسم ونحن نأمل أن ننال رحمة الله عز وجل في تخطي هذه الأيام بأخذ الحيطة والحذر وفق اللوائح التي تشير لها منظمات الصحة العالمية، وتكون عاقبة هذه الأزمة خيرا ورحمة على شعوب العالم أجمعين.
اضافةتعليق
التعليقات