ازدادت في الآونة الأخيرة حالات العنف الأسري بشكل ملحوظ ومباشر، فعجت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من حوادث العنف الاسري اضافة الى تسجيل محكمة الاحوال الشخصية للكثير من حوادث العنف الاسري ومن ضمن تلك الحوادث والحالات مثلا أماً تقتل اطفالها، وقد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من حالات تعذيب الاب، ليس هذا فقط ايضا انتشار ظواهر وحالات عقوق الابناء الى الاباء والامهات، وغيرها من الحوادث التي تقشعر لها الابدان وتهتز اليها الانسانية، وبحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، فإن العنف الأسري أصبح خطراً يدق مجتمعنا المعاصر.
لذا اتجهنا للبحث خلف ستار هذه الظاهرة المنتشرة لرصد الاسباب والمسببات وايجاد الحلول المناسبة اليها وكان السؤال هو:
برأيكم ما سبب انتشار حوادث العنف الاسري في مجتمعاتنا العربية والاسلامية؟ اين ذهبت المودة والرحمة بين الاسر الاسلامية؟ ولماذا وصل مجتمعنا الى هذه المرحلة من عدم الانسانية؟
التربية الغير صالحة:
اجابتنا اديان الموسوي (ربة بيت): "برأي السبب الرئيسي هو التربية الغير صالحة وعدم تنشئة اولادنا تنشئة اسلامية اصيلة كما كان يفعل اباءنا لذا نلاحظ ان هذه الحوادث تحدث مع الاجيال الجديدة حيث اغلب الحوادث التي تسجل الاب او الام يكون اعمارهم لا تتجاوز العشرين عاما. وهذا دليل على كلامي.
طبيعة البيئة الاجتماعية:
أما الكاتب الصحفي علي حسين عبيد فأعزى السبب الى امرين وهما:
-الأول: له علاقة مباشرة بطبيعة البيئة الاجتماعية في العراق، فخلال العقدين الأخيرين من نيسان 2003 ولحد اليوم يعيش المجتمع العراقي تغييرات اجتماعية هائلة، أفرزتها التغييرات السياسية والاقتصادية والثقافية أيضا، فالنظام السياسي تحول من المنع والاستبداد إلى الديمقراطية أو الحرية التي لم يألفها العراقيون سابقا، والبنية الاقتصادية تغيّرت أيضا وسادها النوع الريعي الاستهلاكي بحيث أصبح العراقي يستهلك أضعاف ما ينتج، أما الثقافي، فقد هبّت علينا ثقافات العالم أجمع من خلال العولمة ووسائل الاتصال المختلفة والميديا ومنها مواقع التواصل المعروفة، هذه الجوانب جعلت العراقي يميل إلى المادية وينسى قيمه وعاداته، ويلهث وراء المادة والمال والملذات مع وجود استثناءات طبعا، وانتشار الميول المادية تزيد من قسوة الإنسان وتجعل من عاطفته ضعيفة ويتحول قلبه إلى صخر أو حجر.
الثاني: عدم تطبيق قانون الحماية الأسرية بالطريقة الحازمة التي تحد من ظاهرة العنف الأسري عبر ردع كل من يلجأ إلى هذا النوع من العنف في المجتمع، والعيب هنا في الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون الذي يحمي الأسرة وأفرادها وخاصة الزوجات والأطفال من عنف الرجال الذين تنقصهم القيم والأخلاق.
المعالجات تكمن في تحمل الجهات القضائية وغيرها ممن يقوم على تطبيق القانون بفاعلية تامة وحازمة ضد كل من يرتكب أي أسلوب من أساليب العنف الأسري، ومن المعالجات أيضا تطوير وعي المجتمع وتقليل النزعة الاستهلاكية المادية لديه، وتصدي المؤسسات والمنظمات الدينية والمدنية والثقافية لدورها في توعية المجتمع، وحمايته من وباء العنف الأسري الآخذ بالازدياد!.
اكل مال الحرام:
في حين كان للمهندس الزراعي حازم عباس السماك رأي اخر وهو: " برأيي ان السبب الرئيسي من قطع الارحام بين الاهل والاقارب وتزايد العنف الاسري هو اكل المال الحرام فهذا يولد قساوة القلب، ان الشخص الذي يتداول على اكل مال الحرام تذهب كل صفات الانسانية منه ويتحول الى حيوان بشكل انسان ويفعل افعال ابشع من افعال الحيوانات".
مواقع التواصل الاجتماعي:
بينما اجابنا الدكتور جواد جعفر: "ان السبب الرئيسي برأيي في انتشار هكذا حالات في مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عنها بصورة مفرطة مما ادى الى استسهال هكذا مناظر والتعود على سماع هذه الحالات، حتى ان بعض النفوس الضعيفة ومن هم مولعين بحب الشهرة يفعلون هكذا افعال مشينة لينالوا الشهرة، لذا على الجهات المختصة ان تعمل فلترة الى كل ماينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التلفزيون من خلال عدم نشر الصور وعدم الاشهار بهذه الشخصيات المريضة اخلاقيا وانسانياً.
وكان رأي الاستاذة فيماء فايق (مُدرسة): "المناهج الابتدائية قبل كانت تحث على احترام الكبير وكيف تتعامل مع الاب والام ومادة الاسلامية كانت تتكلم عن الامانة والصدق اما الان فالمواد اختلفت وفكرة الدروس تبدلت كلها تتحدث عن العنف والقتل وهذا مايؤدي الى تنشئة جيل لايعرف قلبه شيء من الانسانية.
عدة اسباب:
اما حنين صالح (ربة بيت) قالت: ان هنالك عدة اسباب خلف موجة العنف المنتشرة في مجتمعنا وهي واهمها ضعف الايمان وغياب الوازع الديني، وتنشئة الاطفال على العنف وسوء اختيار شريك الحياة مما يؤدي الى خلق جو اسري مليء بالمشاحنات والمشاجرات.
في نفس الموضوع قالت الكاتبة الصحفية جنان الهلالي: عدم وجود حب حقيقي بين الطرفين لذلك كل منهم يفرز غضبه على بعضهم وبالتالي الاطفال هم الضحية.
واضافت المحررة الصحفية سارة رضا: "ان الضغوط والمشاكل والظروف الي نمر بها صارت اكبر من طاقتنا اضافة الى ضعف الايمان الذي يعتبر الدافع الاكبر لإقدام الانسان على ارتكاب هكذا تجريم.
العامل الاقتصادي:
اخيرا ذهبنا الى الشيخ نزار التميمي لنعرف الرأي الديني عن اسباب انتشار العنف الاسري وكان جوابه: "بصراحة العامل الاقتصادي هو من يقف وراء الاختلال والخراب النفسي والاخلاقي هذه هي الحقيقة / ولهذا الدور الكبير والمحوري الذي يلعبه العامل الاقتصادي في حياة الفرد والأسرة والمجتمع نجد الاسلام من خلال القرآن الكريم وكلام الرسول محمد واهل بيته أعطوا اولوية واهمية وضرورة قصوى للتكافل الاجتماعي والانساني من خلال قنوات الخمس والزكاة والصدقات والإيثار وابواب التعاون على البر والتقوى ونظائرها التي ضيعها الناس للأسف الشديد حتى تحول المجتمع الى غابة مظلمة ومخيفة مجردة من الرحمة والحنان والألفة والتقارب والشعور الانساني تجاه الآخرين..
لذلك لا حلول ولا خلاص من الازمات والمشاكل الا بعودة صادقة وجادة من الناس والحكومة لقيم وتعاليم وتوجيهات السماء.
الحلول:
من خلال الاستطلاع اعلاه يتبين ان هنالك اسباب عدة خلف انتشار العنف الاسري وتقاطع الارحام بين افراد الاسرة الواحدة لذا نستطيع ان نضع بعض الحلول لهذه الاسباب التي تتسبب بأنتشار العنف الاسري في المجتمع ومنها:
1. على منظمات المجتمع المدني ان تعمل ورشات توعوية للزوج والزوجة قبل الشروع في الزواج لمعرفة الحياة الزوجية والاطلاع على المشاكل التي ستواجههم مستقبلا.
2. يجب ان يتوفر الوازع الديني والاكثار من المحاضرات التربوية التي تنمي الروح الاسرية وتبني شخصية الفرد الايمانية.
3. التقليل من نشر حوادث العنف الاسري عبر مواقع التواصل الاجتماعي او برامج التلفاز.
4. على التربية الاهتمام بمواضيع المناهج الدراسية التي تدرس للأطفال وعرضها على خبراء مختصين.
5. على الدولة الاهتمام بالوضع الاقتصادي والقضاء على البطالة.
اضافةتعليق
التعليقات