(...إن من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله واعراضهم فأنه يكون شهيدا، والمطلوب أن يحث الأب ابنه أن تحث الأم ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعا عن حرمات هذا البلد ومواطنيه، فأن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع يجب على المواطنين بالوجوب الكفائي...)..
لايزال صدى تلك الكلمات مدويا حاضرا في ذاكرة العراقيين، له وقع في قلوبهم حتى وإن مضت عليه أربعة اعوام، فحين هجمت على وطننا الحبيب أبشع عصابات العالم وأكثرها إرهابا بمساندة عملاء مأجورين استطاعوا السيطرة على خمس محافظات من أرضنا، سفكت العديد من الدماء وازهقت الكثير من الأنفس على أياديهم القذرة التي احترفت الإجرام بأنواعه قتلا وتعزيرا واختطافا وإلى آخره..
لم يراعوا حرمة لمسجد ولا كنيسة ولم يضعوا اعتبار لتاريخ وحضارة، دمروا معالم الماضي وفخخوا الحاضر، لم يسلم من اجرامهم لا صغير ولا كبير حتى النساء والأطفال والشيوخ لم يستثنوا من جرائمهم الشنعاء بإسم الدين وبإسم الأسلام يقتلون أبنائه بأحكام الجاهلية..
فما كان من المرجعية الرشيدة إلا أن أصدرت الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي، فهرع على أثرها رجالا أشداء، شباب وشيوخ وكهول يتسابقون نحو الشهادة من كل حدب وصوب طالبين حياة أبدية رابطين القلوب على الدروع ملبين النداء رغم عدو لا يستهان به ملبين نداء المرجعية، لنصرة العراق والدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته، فضربوا أروع البطولات التي سطروها في معارك التحرير وكتبوا ملاحمها بحروف من ذهب، نقشت على صفحات التاريخ بصور خالدة لا تنسى أبداً على مر الزمان، فكان النداء صرخة في وجه الظلم والهمجية التي أرادت بشعبنا الأذى، ولكن أبناءنا من الحشد الشعبي والقوات الأمنية أبوا ألا يحصل ذلك، فتناخوا فيما بينهم، وسحقوا رؤوس الخونة والارهاب من الدواعش التكفيريين ومن لف لفهم، فهنيئاً لهم هذه المواقف العظيمة التي تقدموا بها وضربوا أوكار الأعداء في كل مكان تواجدوا فيه.
فكانوا صابرين في أحلك الظروف رغم حرارة الجو في فصل الصيف والبرد القارس في فصل الشتاء ورغم قلة المؤن وعدم توفرها مستمرين بالتقدم على الرغم من أن عدوهم أسلوبه الغدر وزرع في الأرض الألغام واستخدم الأسلحة المحرمة دوليا مدعوما من دول مجاورة مسنودة من الولايات المتحدة.
ورغم كل الصعوبات التي واجهوها وبساطة أسلحتهم وقلة ذخيرتهم في بعض المواقف إلا انهم استمروا بالقتال والتقدم متحدين العالم وأصعب الظروف والمواقف حتى طهروا الأرض من دنس الأعداء ورفعوا راية العراق عاليا في سماء حرة وأرض معطاءة لايعرفون اليأس منتصرين على عدوهم.
قدموا الكثير من الشهداء والجرحى في سبيل الدين والوطن فلولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لما كنا ننعم بالأمن والأمان اليوم.
الفضل كل الفضل بهذا النصر يعود إلى الحشد الشعبي والقوات المسلحة بجميع صنوفها والمرجعية الدينية العليا التي استنهضت كل عناصر القوة في الشعب العراقي عبر الفتوى التاريخية التي غيرت بها موازين القوى، عندما كانت “داعش” تهدد بالزحف على بغداد والنجف وكربلاء.
فلا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في تحرير الأراضي المحتلة والشكر لشهداء العراق ولذويهم الأكارم الذين بذلوا أعز ما يملكون في سبيل الله حبا بالوطن وحرصا على الدين فنحن مدينون لهم ولذويهم ما حيينا فلولا بطولاتهم وتضحياتهم لما تحرر الوطن وعادت الأراضي المحتلة إلى سابق عهدها.
اضافةتعليق
التعليقات