يُنقل عن فتى كان له أستاذ سيء الخلق جدا وظالم، وكان هذا الفتى يكرهه جداً لما قاساه من ظلم وأذى على يد هذا الأستاذ، وفكر أن يصبح عند الكبر أستاذا جيدا، وفعلا أصبح أستاذا لكن لم يصبح إلا نسخة ثانية عن أستاذه! كان لا يتسم إلا بالجشع والقسوة والظلم، بل وكان يعاني تلاميذه منه أكثر مما كان يعاني هو من أستاذه السابق!.
في الوهلة الأولى قد نستغرب من تحول حال هذا الفتى إلى هكذا حال، مع أن الطبيعي مع ما قاساه كان يستوجب أن لا يكون هكذا ابداً.
لكن عندما نتأمل بأصل الموضوع نجد أن هذه نتيجة طبيعية، نعم طبيعية! وذلك وفق ردة فعله فهو كان [يكره] سلوك أستاذه ولم يكن [رافض] لسلوك أستاذه.
لأن [الكراهية] لا تُنتج إلا عداء وقلب مريض، والقلب الكاره هو في الحقيقة محل لتقبل ظهور تلك السلوكيات الخاطئة فيه يوما من الأيام.
لكن [الرفض] لأي سلوك خاطئ يولد طرد لتلك الأفكار السلبية من أن تترسخ في الذهن أو تتحول إلى ذات السلوك الخاطئ في نفس هذا الرافض.
ومن هذه القصة يمكن أن نستلهم درسين:
الدرس الأول: أنَّ للمربي والأستاذ أثر كبير في سلوك الفرد الذي يتتلمذ عنده، فإن لم يكن محصنا ويحمل القيم الالهية الحقة، فإن أي سلوك يصدر من المقابل سيؤثر به، ولابد أن يظهر في حياته يوما ما، دون أن يرغب هو في ذلك أو حتى يشعر، بل وقد لا يكون ملتفتا لسوء سلوكه ويراه طبيعياً وسليماً.
الدرس الثاني: إن مفهوم البراءة هو مفهوم مهم جدا في حياة كل أنسان، أي رفض كل ما هو غير صحيح نراه، ولو باللسان، من أي شخص، وفي أي موقف لنعطي ايعازا لأنفسنا برفض وعدم تقبل هكذا سلوك، لكي لا نسمح أن يكون سلوكنا في يوم من الأيام، فنحفظ منظومتنا الفكرية وقيمنا من أي شائبة.
لذا كن رافضا للسلوك الخاطئ ولو بقلبك وذلك أضعف الايمان، لتسلم من فعله بذلك جوارحك.
اضافةتعليق
التعليقات