تعد المسرحية عمل درامي شائق وعرض ميداني ضخم يأخذك في حلة عاطفية عميقة إلى قلب اللحظات الأكثر تأثيراً في حياة الإنسان، حيث يحمل في طياته الكثير من الفن والابداع والتمييز في الأداء والديكور، استمر العرض لمدة تزيد عن أسبوعين بحضور جماهيري رائع وتفاعل مختلف خاصةً أن العرض مليء بالانتقالات الحيوية الفعالة والتأثيرات الصوتية المدروسة بعناية وكذلك سلسلة من الانفجارات التي تعد جزءاً حيوياً من العرض كونها تنقل رسالة الراعي الرسمي لهذا الحدث وهو الحشد الشعبي وتنقل فكرة الموت والحياة وأن لحظة واحدة هي الفارق وخطوة واحدة قد تكون السبب في موتك أو نجاتك.
وفي سياق هذا الحدث الدرامي الشائك كان لموقع (بشرى حياة) حواراً مع العديد من الأشخاص الذين حضروا المسرحية وعبروا عن شعورهم تجاه هذا الكم من الأحداث المتتالية:
حيث قالت نورس هادي/ بكلوريوس تربية حياتية: "إنها المرة الأولى التي أحضر فيها عرضاً مسرحياً ولم أتوقع أن الموضوع ممتع ومؤثر إلى هذا الحد وهو حرفياً يختلف عن العرض السينمائي في السينما، واندمجت كثيراً مع الأحداث خاصة مشهد الامام الحسين (عليه السلام) حيث كان وحيداً والأعداء حوله وكذلك مشهد المشاية وطريق الأربعين وكيف أن الخدمة شفعت لبطل المسرحية من الدخول إلى جهنم وهذا فرصة لنا أهالي كربلاء لابد أن نغتنمها في خدمة الزائرين".
وشاركتنا اسراء حسين/ بكلوريوس تقنيات تخدير: "دمج الأحداث مميز جداً والانتقالات كانت مؤثرة رغم أن كل حدث كان من 3 إلى 5 دقائق لكنه أعطى المغزى منه مثل العوالم والمراحل التي يمر بها الانسان بعد الموت ودمج أكثر من فترة زمنية حيث بدأ بالحاضر وقصة المصنع وحقوق الناس ثم انتقل للموت ومنكر ونكير والأسئلة التي يسألون الانسان عنها أول دخوله للقبر وكذلك ذكر فقرة عن النبي والامام الحسين والسيدة فاطمة الزهراء (عليهم السلام) ورجع لفترة حرب داعش ثم انتقل لأيام الأربعين وغيرها من الانتقالات التي كانت تأخذنا لعالم ومشاعر عاطفية تعطي فرصة كي يستدرك الانسان نفسه وسلوكياته ويحاول أن يعدلها ويروضها".
وقالت المتطوعة نورس علي جاسم/بكلوريوس قانون "العام الماضي كانت شيء مستوحى من نصوص القرآن الكريم من حيث خلق سيدنا آدم (عليه السلام) إلى حد ووقت ميلاد المهدي (عجل الله فرجه) في وقتنا، أما عن مسرحية المحشر كانت تحكي عن أعمال وأفعال الانسان وأن يكون دقيقا بكل كلمة ينطقها صغيرة وكبيرة لأنه سوف يكون مصيره حتمي، عن نظرتي للمسرحية الرهيبة التي تنبه الانسان من الغفلة والسهو والتسويف في وقت الصلاة والعمل لا يدري أي وقت يموت وأي ساعة يذهب ويلقى حساب ربه.
هنا القصة تتحدث عن (كرار) الذي يصادفه حادث في البداية وبعدها يموت وينتقل إلى عالم الآخرة حيث الحساب والعقاب والملائكة والشيطان وعزرائيل وجبرائيل والنبي محمد وأبا الفضل العباس والسيدة زينب والحسين (عليهم السلام) الذي قتل صريعآ سلام الله عليه، مواقف عاشوراء كانت رسالة لمن يخدم ويطعم الزائر ويبكي على الحسين (عليه السلام). عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: "وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي الحسين (عليه السلام)، فإنه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور بين على وجهه والخلق".
وكان هناك رفقة الدرب الصحيح (هادي) والدرب الأعوج (جهل) وكان للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دور كبير في قلوب الشعب العراقي وتضحيتهم في المقاومة ضد الدواعش لهم بصمة كبيرة ومميزة تستحق الشكر والتقدير فكانت بدايتها للحسين ونهايتها على نهجه (عليه السلام).
عملي كان في كادر النساء بتنظيم على شكل سكشنات كل قاطع تنظمه واحدة، نعمل لخدمة الجمهور وخلق أجواء الهدوء لمشاهدة أحداث المسرحية بهدف الموعظة والعبرة منها لحضورهم لها.
وشاركتنا ولاء عطشان الموسوي/ بكلوريوس علوم إسلامية "مسرحية المحشر عرض يجعل من يشاهده ينتبه لنفسه ويفكر بما سيواجهه في عالم ما بعد الدنيا تجعله يعيد حساباته في الدنيا وما قدم وما سيقدم عليه في الحساب، وأكثر ما ركز عليه العرض حقوق الآخرين وكيف سيقف الإنسان كثيراً في الحساب لسلبه حقوق غيره أو إيذاءه ولو بكلمة من دون تفكير في أثرها، وبيّن أيضا مقام الشهداء عند الله ونيلهم الدرجات العليا ونجاة من قدم وخدم زوار الإمام الحسين (عليه السلام) الذي سيقف لمحبيه في المحشر".
اضافةتعليق
التعليقات