• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زائرة من الجنوب

فاطمة صالح / الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 / ثقافة / 2403
شارك الموضوع :

وبينما انا جالسة في الصحن الشريف وبعد اتمام قراءة زيارة عاشوراء وآيات من الذكر الحكيم والدعاء لوالدي ولأخوتي ولسائر المؤمنين والدعاء بأصلا

في احد ايام شهر صفر ذهبتُ لزيارة سيدي ومولاي سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

وبينما انا جالسة في الصحن الشريف وبعد اتمام قراءة زيارة عاشوراء وآيات من الذكر الحكيم والدعاء لوالدي ولأخوتي ولسائر المؤمنين والدعاء بأصلاح كل أمر فاسد من أمور المسلمين وبين دعائي وأنين روحي لأليم مصاب سيد الشهداء والارواح الزكية التي سقطت بواقعة الطف وارتجاف جوارحي نزلت دموعي مدرارة لأنني لا املك سواها لمواساة سيدتي ومولاتي (زينب عليها السلام).  وبينما كنت منشغلة بعبادتي ودموعي ترأتْ لي امرأة متقدمة في السن تخطو نحوي بخطوات ضعيفة خاوية قواها فأقتربت مني وجلست قبالتي وكنتُ شغلها الشاغل ومدت يدها واعطتني كوبا من الماء

وطلبت مني ان اشربه فشكرتها وبدأت عيناها تطرح الكثير من الاسئلة فبادرتها بالسؤال: هل تعرفينني؟ فأجابتني.. طبعا اعرفكِ..

فأجبتها: لكنني.. لا اعرفكِ؟

قالت: كيف لا تعرفينني ونحن سائرتان في نفس الطريق؟

اجتاحتني الكثير من المشاعر التي بدأت تتقافز بين جوارحي واحسستُ بأنها امرأة ذات قوة وصلابة  وبأنها تؤمن بأشياء كثيرة تمنحها كل هذه القوة..

فتبسمتُ وانا أرى في وجهها خطوطا رفيعة خطها الزمن..

_حدثيني عن نفسك.

قالت: اني امرأة قادمة من الجنوب سائرة في طريق الحق.. طريق النور.. طريق التضحية.. طريق الحسين..

في هذه اللحظة نظرت الى قدميها فوجدتهما قد أُدميتا من المسير..

_من اي محافظة أتيتِ..

أجابتني: من مدينة الناصرية.

_وهل هناك من رافقك دربك الى كربلاء؟

اجابتني بصوت حنين: نعم اولادي، علي ومحمد واحمد هم النور الذي أبصر به طريقي الى كربلاء..

_اين هم فإني اراكِ تجلسين وحيدة..

فأشارت الى قلبها: انهم هنا في قلبي .

فسألتها بنبرة مرتجفة: هل غادروا الدنيا؟

فأطرقت رأسها واطالت في صمتها حتى اعتقدت بأنها قد أنهت حديثها.. ومن ثم سألتني: السائرون في درب الحق يرحلون؟ هل رحل (الحسين عليه السلام) حين سار في درب الحق.

اجبتها بالطبع لا.. نحن نعيش بحب الحسين، هذه القلوب التي لاتحصى تنبض بحب الحسين.. فتغيرت تعابير وجهها وبدأت تعلو وجهها سعادة غامرة.

اذن... علي وأحمد ومحمد لم يرحلوا.. دفنتهم هنا في أرض كربلاء بعدما سالت دمائهم الزكية تضحية ودفاعا عن مقدسات هذه الأرض والوقوف بوجة جماعات داعش التكفيرية، لم ابخل بهم ولم اندم على رحيلهم، واواسي قلبي الكهل بقرب اللقاء واليوم وصلت مرقد سيدي ومولاي الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) لرفع أكُفي.. طالبة من الله العلي القدير أن  يتقبل قرباني ويحشرهم مع الشهداء والصديقين ونكون على طريق أنصار الحسين وأولاد الحسين (عليهم السلام).. وانشدتْ بصوت جنوبي حنين: (غير حسين ما عدنا وسيلة)..

صوت مؤمنة صابرة تواسي نفسها بزيارة أبي الأحرار روحي له الفداء.

فتعلقت روحي بهذه العجوز الجنوبية لما تحمل روحها من شموخ واصالة، وطلبتُ منها ان استضيفها في منزلنا للراحة وبأنه قريب، فرفضت وشكرتني وامسكت يدي ممتنة وقالت: لا ابرح مكاني هذا فأنا مازلت ظمآنة لزيارة الحسين (عليه السلام)..

وقالت: اذكريني كلما اتيتِ لزيارة مولانا وامامنا (أبي عبد الله) (عليه السلام) فقد تكون هذه زيارتي الاخيرة، اذهبي بنيتي في حفظ الله..

ودعتها لكن قلبي لم يبتعد عنها كثيرا ولهج قلبي بالدعاء: اللهم ارحم شهداءنا وانزل السكينة والصبر في قلوب امهاتنا وارحم شيبة ابائنا.. وارحمها وارجعها الى ديارها بأمن وامان منك يا أرحم  الراحمين.

الامام الحسين
زيارة الاربعين
الوطن
الشهداء
الارهاب
الشعائر الحسينية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    تمتمة طُهر..

    النشر : الأثنين 13 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف بدأت رحلة مليكة الدنيا والاخرة؟

    النشر : الثلاثاء 14 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قصة إعدام..

    النشر : الأثنين 23 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الزي الجامعي الموحد.. آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب الجامعي

    النشر : السبت 21 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    صباح عراقي بلون أبيض

    النشر : الأربعاء 12 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    كيف تتخلص من الإدمان الالكتروني؟

    النشر : الخميس 03 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2324 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 24 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 24 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 24 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة